نداء وطن.. لا تضيعوها

نداء وطن.. لا تضيعوها

يمر كُل بلد بلحظات مفصلية، لا تحتمل الحياد ولا تعترف بالصمت، ونحن اليوم أمام واحدة منها الا وهي الإنتخابات القادمة.
عملية الأقتراع ليست مجرد صناديق تملئ بأوراق من يدلي بصوته وتنتهي بامتلائها من عدمه، بل صوت وطن ينادي أبناءه، من أجل رسم خارطة طريق، لما هو أفضل لنا للأجيال القادمة.
يطرح البعض سؤالاً يحمل التشائم، ما الفائدة من أجراء الإنتخابات؟ الوجوه هي نفسها تتصدر المشهد، اشبه بعملية تدوير الأدوار لا أكثر شأنا أم أبينا؟ لم يتغير الحال بل سيبقى على ما هو عليه الآن؟
الإجابة على هذا التساؤل لا تستهينوا بصوتكم، فكل ورقة اقتراع هي رصاصة في قلب الفساد، وبذرة في تربة الأمل التي ستزرعها بصوتك، حين تعطيه لمن يستحقه.. نعم قد لا يكون الخيار المثالي متاحًا 100%، لكن السكوت تواطؤ، والامتناع خذلان، و الوطن اليوم لا يحتاج جمهورًا يراقب او مركون، بل شعبًا يشارك بقرار المصير، مشاركتك الواعية هي معاقبة للفاسدين بازاحتهم عن المشهد، واختيارك الصحيح بناء للعملية السياسية وللدولة والوطن، لهذا اختار بضمير وطني لا عاطفي، ولمن يصون الكرامة، لا من يشتري الأصوات، من يخدمكم لا من يستغلّكم لمصالح شخصية.
نداء وطن لا تضيعوها، التاريخ يكتب الآن وسيُسجّل من لبّى النداء، ومن غاب حين احتاجه الوطن.. صحيح ان المواطن قدم الكثير منها دمائه وامواله، لكن ما هو مصير الأجيال القادمة وماذا ستقول عنا حين تغيبنا عن يوم كهذا؟ سنلعن بلا شك.
تقترب ساعة الحسم، وتلوح في الأفق لحظة قد لا تتكرر، وهي تقرير مصير ابنائك، عبر العملية الديمقراطية بوابة التغيير، وصوت الشعب الذي لا يجب أن يُخرس، أو يُهمل في هذه اللحظة؛ يعلو نداء الوطن، نداء المسؤولية، نداء الحق، وصوت الشعب لن ينتهي مفعوله بمجرد غلق الصناديق، انما هي بداية طريق جديد، فضلاً عن أمانة ومسؤولية كبيرة تقع على المواطن، وفرصة حقيقية لصناعة مستقبل، يليق بنا وبأجيالنا القادمة، فكل صوت هو لبنة في جدار الدولة، وكل امتناع هو ثغرة في جدار الوطن..
الذين يشكون من الفساد والفاسدين و من الإهمال، هذا هو اليوم قد جاء، يحمل في طياته أمل التغيير، فهل سنكون على قدر النداء؟ أم سنُضيّع الفرصة كما ضيّعها غيرنا من قبل؟
لا تضيعوها الفرصة الذهبية المتاحة بين ايديكم، بالتكاسل عن التصويت، وترك الساحة للفساد أن يتمدد.
لا تضيعوها بالاستهانة بقوة الصوت، وبالقول إن “صوتي لن يغيّر شيئًا”، فقد غيّر صوت واحد عبر التاريخ مصائر شعوب..
اختاروا الأصلح من يخدم الوطن، لا من يخدم نفسه، اختاروا من يعيد الثقة، لا من يحترف الخطاب فقط.
الوطن اليوم لا يحتمل صمتنا بل موقفنا، ولا يحتاج خيبتنا بل وعينا، هذه ليست مجرد انتخابات، إنها اختبار وطني، فإما أن ننجح فيه بشرف، أو نُسلم الوطن لسنوات أخرى من التراجع.
نداء وطن فلتكن أصواتنا طُهرًا في زمن المساومة وراية لا تُنكس..