22 نوفمبر، 2024 6:47 م
Search
Close this search box.

هام جدا جدا

* يصور الحراك في المناطق الغربية من العراق (الموصل، الانبار، صلاح الدين، سامراء، ديالى، كركوك) على أنها حركة ارهابية (داعش) مع ان العديد من العشائر والمواطنين والبعثيين والنقشبندية قد ساهموا فيه.

* نجحت الحكومة عبر المرجعية الدينية في التحشيد الطائفي وتصوير الوضع على انه هجوم على المقدسات الشيعية لحرف مسار الحالة من فشل حكومي في ادارة الدولة الى صراع طائفي سيؤدي الى بحر من الدماء والتفكك الاجتماعي.

* الانسحاب الغريب للجيش من الموصل، وسيطرة المسلحين بهذه السرعة على مدينة الموصل يثير سؤالا يخص دور الحكومة في الامر. هناك هواجس ان يكون جزءا مما يحدث بتخطيط حكومي يمكنها من مواجهة التحرك السياسي الكبير الذي تلا الانتخابات والرامي الى ايجاد بديل لرئيس الوزراء الحالي نوري المالكي. الفوضى الحالية طوق نجاة للمالكي تمكنه من خلط الاوراق واعادة ترتيبها بشكل يديم بقاءه في السلطة. لأسباب سنذكرها ادناه:

1- لو لم يحدث ما حدث في الموصل لكنا الان بصدد اعلان اكبر كتلة معارضة للمالكي تنتخب رئيس وزراء جديدا يدير سدة الحكم للمرحلة القادة.

2- بالنسبة لفكرة لا معقولية مساهمة المالكي في انسحاب الجيش من الموصل، نستعيد سلسلة الفشل الحكومي منقطع النظير والذي لم يؤثر في الانتخابات والدليل حصول كتلة رئيس الوزراء على 95 مقعدا.. الحكومة تعي أنها مهما اخفقت فإن لها من يؤيدها خاصة اذا البست الموضوع لبوسا شيعيا طائفيا في عودة لفكرة مختار الشيعة وحامي المقدسات الشيعية. اذن فشل حكومي جديد (مدموغ بخيانة ومؤامرة) سينطلي على الناس وسيجدون الاعذار كعادتهم. وهذا وحده يكفي. لذلك تجد من العراقيين من يؤيد رئيس الوزراء حتى هذه اللحظة رغم انعدام الخدمات وانعدام الامن والفقر المدقع والتفكك واليأس. وسيدعمه الناس ايضا اذا حقق نصرا (ولو اعلاميا) على المسلحين. قد تكون هذه الحركة لو صحت من قبل المالكي تستحق العناء.

3- داعش حركة هلامية يشك في انتمائها الى النظام السوري بتخطيط ايراني. فهي لم تواجه قوات الاسد ابدا، بل هاجمت الفصائل المسلحة المعارضة للاسد.. وساعدت الاسد على الصمود اكثر مما خلخلت نظامه.. وهي بانتقالها الى العراق مثلت طوق نجاة آخر لحكومة الاسد وقامت بتمزيق المعارضة وجعلتها تظهر بمظهر ارهابي بشع يمارس افدح الانتهاكات بلا أي رادع او منطق.. وقد اثرت سلوكيات داعش في سحب الدعم الاوربي عن معارضي الاسد لان اوربا اكتشفت أن داعش والنصرة اكثر بشاعة من الاسد نفسه.

4- ليس هناك أي خلفية فكرية واضحة لداعش او لاهدافها. تكاد تكون داعش شكل اعلامي تحول الى حقيقة، مع وجود مسلحين يرفعون الرايات السود (للمفارقة هذه نبوءة شيعية مشهورة). وللاسباب الاربعة اعلاه، لا تعد اطروحة مساهمة المالكي في هزيمة الجيش غير منطقية في عراق اللامنطق.

* امريكا وضعت المالكي في موقف حرج وبشروط قد تكون اجراء اصلاحات حقيقة والفدرالية للمناطق الغربية وتقليم سلطاته على الهيئات المستقلة والمصالحة الوطنية الخ.. لكنه يعول على اعادة بسط الامن على المناطق الغربية من العراق وبذلك يعيد تأهيل نفسه ذهابا الى الولاية الثالثة. وبما ان الساسة العراقيين غير قادرين على اتخاذ موقف حاسم يزيح المالكي ويجد البديل (لاسباب خاصة لكل منهم) فإن الساحة الان بيد المالكي شريطة انتصاره على المسلحين واستباب نسبي للامن في تلك المناطق والذي يعد ضربة قاصمة للجهود الامريكية او لجهود السياسيين العازمين على تغيير المالكي.

* ايران ستتشبث بالمالكي اكثر مما مضى، وهناك اخبار عن تسلل ضباط ايرانيين الى العراق للقتال الى جانب الحكومة الامر الذي يضع حلفاء ايران المخالفين للمالكي في موقف صعب بالتزامن مع فتوى المرجعية التي اجبرت الجميع على المساهمة الاعلامية على الاقل في التحشيد الطائفي كي لا يخسروا قواعدهم التي تتعاطف مع الجيش وقوات الامن وتجد في الفتوى خطا احمر.

* لا يمكن التعويل على قرار من المالكي نفسه في تقديم استقالته حفاظا على ما تبقى من العملية السياسية والدماء، وبما انه ليس هناك مجلس نواب جديد فإن العراق يعيش فعليا في حالة طوارئ حاليا بكل ما في الكلمة من معنى ليس ادل على ذلك من انتهاك حكومة المالكي للديمقراطية والقانون بغلق قنوات التواصل الاجتماعي الفيس بوك واليوتيوب والفايبر والواتس أب من غير مسوغ ولا اعلان ولا احترام لادامية العراقي.

* في كل الاحوال استطاع المالكي (بمساعدة المرجعية) على التخلص من الغرق بعد هزيمة الموصل واذا لم يستطع العودة الى رئاسة الوزراء او ادارة البلاد في حكومة طوارئ او تصريف اعمال فإنه سينجح في جعل الفوضى تغير شكل الدولة بشكل كامل وبذلك يهرب من المشكلة الى الامام. سيترك العراق في موقف لن يتيح أي فرصة لمن سيأتي بعده ان يضعه على السكة من جديد. مثلما قالها صدام حسين قبل دخول الامريكان سنعطيهم العراق ارضا محروقة، ومثلما قالها المالكي (ما ننطيها).. ويبدو ان هذا هو مصير العراق سواء نجح المالكي بالولاية الثالثة او نجح معارضوه في ازالته.

أحدث المقالات