ما يجري من أحداث في الوقت الراهن, ليس من السياسة في شيء, علينا التكاتف والسعي إلى توحيد الكلمة؛ للخروج من عنق الزجاجة, والتعامل مع هذه الظروف بكل حذر, حتى لا نخرق السفينة من الوسط, ونغرق العراق وأهله في متاهات؛ تتسبب بمجازر مؤلمة, يكون أصحابها من الناس الأبرياء, وتحويل الاختلافات إلى خلافات شخصية, متناسين القاسم المشترك الذي يجمعنا, وهو الحفاظ على وحدة العراق وكرامته.
عراق اليوم يمر بأكبر مؤامرة تهدد أمنه وشعبه, لذا لزم علينا نبذ التناحر والاختلاف, ولنعمل ولو لمرة واحدة من اجل شرفنا_ كرامتنا _ مقدساتنا, أيها الساسة: لا تختلفوا من اجل ألا يتشظى العراق.
المعقول واللامعقول, يجمعنا اليوم في هذه الظروف الصعبة التي نمرُّ بها, مما وجب على الساسة أن تكون كلمتهم واحدة, ومتفق عليها, وشجاعة, وليصبح موقفهم مشرفاً, للوصول إلى مبادرة تحمل في جنابتها الحلول, لكل هذه الفوضى السياسية, والخلل الذي أصابها في الصميم, وإبعاد الرغبات الذاتية للهيمنة على المشهد السياسي, على حساب البلد الموحد.
الدواعش لديهم أهداف وغايات, يسعون إليها منذ زمن, ومن اجلها تبرر كل الوسائل مهما كانت؛ ولكونهم زمرة تمتلك تطرفاً متشدداً, وإرهاباً مرعباً, وهن من أساسيات فكرهم اللا عقائدي, فيجب التصدي لهذا الفكر من اجل ديننا الحنيف, وحبنا لعراق موحد غير مجزأ, وهذا الفكر يعود بنا إلى زمن الجاهلية؛ وقطع الرؤوس, وجهاد النكاح, أصبح واجباً علينا أن نكون واقعيين بالتعامل معه, وألا يتحول الوضع, من هامشي إلى هامشي أكثر سطحية, تاركين بلدنا بيد الزنادقة, أحفاد معاوية, وهند أكلة الأكباد.
إذا أدركنا واجبنا, وعرفنا المطلوب منا, نستطيع النهوض بموقفنا, والتصدي لكل الهجمات المتطرفة التي نتعرض لها؛ لأننا على حق, وأصحاب رسالة سماوية حقيقية, لا تكفيرية.
تصرفوا وفق ما يتطلب الموقف, للحفاظ على وحدة البلد, ولابد أن تكون هي الدعوة المتصدرة في عملنا, لنبذ كل أشكال التفرقة والتطرف؛ واحترام الخصوصيات الدينية, دون المساس بكرامة الإنسان, والتصدي للإعلام الأسود الذي يمارسه, لضرب البلد, من خلال الصيد بصنارة الطائفية المقيتة, والوصول إلى غايتهم الخبيثة, بعد زرع الحقد والكراهية بين الطوائف.
إن التمسك بالثوابت الوطنية, طريقنا للنصر على أعدائنا, ومؤامراتهم المكشوفة ولنا ثقة بالخيرين من أبنائنا الشرفاء.