لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين , ونحن لدغنا من ذات الجحر ألف مرة ومرة , ولا زلنا عرضة للدغ القاتل.
لماذا لا نتعلم من التجارب والأحداث؟
لو درسنا مسيرة الدولتين الأموية والعباسية , لرسمنا خارطة طريق للعزة والكرامة والإقتدار , لكننا لا نستفيد من تجاربنا , وواحدنا يحسب نفسه منبع العلم وسيد العارفين.
منذ أن وعينا وكلمات وعبارات متكررة تتردد في مسامعنا , كالإستعمار , والكيل بمكيالين , وغيرها من التوصيفات والتصورات , والتفاعل بين الدول خلاصته القوي يأكل الضعيف وتصارع مصالح , ونحن نتصرف كالحمل الوديع , والذئاب تحرسنا , ويذبحنا راعي القطيع.
الحرب خدعة , وما أكثر الخدع التي إنطلت علينا , فأحرقتنا ورمتنا في حفر الهزائم والخسران.
خدعة تلو خدعة , ونحن صاغرون , مصعرون مصيرنا لمن يفترسنا , وهو في أتم سعادته , لأننا نؤدي له خدمات لا يحلم بها.
فلماذا نمشي على رؤوسنا , ونصفق لهزائمنا بأقدامنا؟
إنها حالة إنكسارية تثير ألف سؤال وسؤال , والجواب واحد!!
فعلوا وفاعلوا عقولكم تنجو شعوبكم.
لا دين ولا مذهب ولا حزب ولا منصب ولا كرسي ينفعكم , إذا لم تعترفوا بقيمة الإنسان ودوره في صناعة الحياة وبناء الأوطان.
ستتواصل اللدغات وستنشب الحِراب في صدور الأيام , وستتراكم الآلام , ويغيب السلام , وتتأسد الآثام , ويعيش الفساد إمام , وكل مَن عليها نام.
فهل من يقظة وإقدام؟!!