الرئيس أوباما يتمتع بالحكمة والحلم , ويبدو أكثر عقلانية ومنطقية في رؤيته وتقديره للأمور.
وقد كان واضحا في خطابه , بأن لا فائدة من إصلاح ما تفسده قيادة لا تملك مهارات الإصلاح والتفاعل الوطني الصالح , وتميل للتطرف والتشبث الأعمى بالسلطة على حساب كل شيئ.
يبدو أن أمريكا بقيادة الرئيس أوباما الحكيم لن ترتكب خطيئة جديدة , ولن تصغي للذين أصغت إليهم في لدغتها الأولى , والذين لا يعرفون إلا الفئوية والمنافع الشخصية , ولا يعبّرون عن حقيقة ما يجري ويدور , وإنما يقدمون رؤى وتصورات سرابية , وأكاذيب وخدَع وأضاليل لتحقيق أغراضهم الشخصية لاغير.
ونتمنى من الإدارة الأمريكية أن لا تنزلق إلى سلوك تتورط فيه , فتذهب الأرواح البريئة من الطرفين , وتبدد الأموال من أجل الخراب والدمار , ودعم مَن لا يفهمون بالحكم ولا يعترفون بالوطن , والذين يميلون لإحراق الأخضر واليابس والتعاون مع الشرور, لكي يتمسكوا بعرش الكرسي المرهون بالمصالح الإقليمية وليست الوطنية.
وأن تضع في نصب أعينها ما عاناه الشعب العراقي من الهوان والإذلال والحرمان والقسوة والإقصاء وما جلبه عليه الفساد والإفساد , وما تسببت به سياسات الذين لا يفكرون إلا بنهب الثروات , وبرعاية القوى التي يتبعونها ويذعنون لقرارتها وإرادتها.
نتمنى من أمريكا أن تعبّر عن دورها الإنساني الحقيقي , ومصداقية مبادئها النبيلة السامية , التي يوضحها الدستور , ويؤكدها بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وعليها أن تتساءل عن مصير الإنسان في بلد مرّغ الديمقراطية بوحل الطائفية والمذهبية , والتناحر الإنفعالي والعدوانية , وحوّلها إلى كراهية وتصفية حسابات , وتدمير للمجتمع والوطن والدين.
وأن تتساءل عن حقوق الإنسان العراقي , الذي أكله الفقر الرهيب والبطالة المرعبة والإقصاء المشين والفساد المهين , قبل أن تقدِم على أية خطوة وقرار.
نتمنى على أمريكا الإنسانية الديمقراطية المحبة للأمن والسلام , ورقاء الإنسان في كل مكان والمدافعة عن حقوقه , أن تنظر بعيون الحرية ومبادئ الدستور الأمريكي ما جرى ويجري بالعراق.
وأملنا أن تعيد للديمقراطية هيبتها , وللحرية قيمتها , ولحقوق الإنسان قوتها وفعاليتها.
فأين القيم والأخلاق والمبادئ والمعايير الأمريكية في كل ما جرى للعراق والعراقيين , في ظل حكومة نالت الدعم المطلق من الإدارة الأمريكية وحُسِبت عليها , ولا تملك إلا عقلية الكرسي المتطرفة التي ترى أنها تحتكر الحقيقة.
نتمنى لأمريكا أن تعيد النظر وتقييم الحسابات والتقديرات , وهي تدرك جوهر ما جرى وتعرف حقيقة الأسباب ومنبع الويلات , وأن تصغي لتقديراتها الإنسانية العلمية الرصينة , وتساهم في صناعة الحياة الديمقراطية المزدهية بالوطنية وروح المواطنة العراقية.