1
عندما كنا صغارا في المدينة الملح والنخل الشاحب ومعاجم العرافين والفقراء السمر بلون الطين .
كنا نحلم أن نذهب أبعد من سور الصين ، فنتخيلها نيوى ، وبطن الحوت ، وصابون الغار ، ومدن الاسرار.
كنا نتخيلها بيت سليمان ، وحلم أميرات الغابات ، وكان الواحد منا في أحلامه يتخيل في الليل دخانَ الأسحار ، يشعله الجندي القادم بأجازةٍ …
من أين أتيت ؟
من الموصل …
قلبي يخفق عشقا للعطر دون أن أرى وردته…
والخوذة فوق الرأس
يلبسها القادم مبتهجا .
كنتُ هناك…
الماء والخضراء والوجه الحسن.
نحن هنا في عاشوراء
حزن وزنجيل وخوذة عباس في القلب ينوء عطش ودماء..!
2
أرتدي خوذة الله ، حتى أسلمَ من كل شظايا حرب الآه…
من العشار الى سنجار.
رتل الورد مشى..
وعرفاء الجيش بساطيلهُ.
أتخيل أمي في دمعتها:
ولدي ، كل غرام اناث الدنيا لاينفع .
عندما وجهك الخوف والحزن والرتل ومنية تعشق بيتها في الجباه.
ولدي عُدْ سريعا …
ودعْ الموصل للصابون الغار…!
3
أتذكر ثقل الخوذة ، ورسالة حب أكتبها بين الخندق وبين الأرق
وجهكِ..
ضوء مكحلة في نعاس الجفون.
أتخيل اديرة الرهبان
معابد الآلهة
وزحام السوق..
أحمل شفتيكِ بسيارة أورال روسية
أطوف بها مدن القلب.
فتصير الجغرافية حب.
والخوذة وجه العباس المنتشي بعودة عاشوراء.!
4
خوذة الله نرتديها …
لكي تمطر الدنيا علينا دمى وحمامات بيض وخواتم من درر الامهات …
للحروب …
وداع الفراشات للعاصفة
ولنينوى كتب الملك السلطوي.
نحن ثيران مجنحة…
عندما البلاد تتشظى..
والخوذة يرتديها الجنود الطلبان…..!
5
خوذة الله.
خوذتي
خوذة الجندي المنكسر…
والمدينة عند منعطف البكاء.
أين انت الآن من هذا البلاء؟