ما يدعو إلى الترقيد والتخميد والقنوط والإبلاس , يتحقق تسويقه بمهارات متقدمة , وبتكرارية مدروسة ومقرونة بطاقات إنفعالية تهدف للترسيخ والتعزيز وحقن الأذهان والنفوس بما هو عليل ومرير , وإيهام الأجيال تلو الأجيال , بأنها في خنادق الإنطمار والأفول.
ومن المروع حقا , أن العديد من أبناء الأمة قد صاروا أدوات لهذه النشاطات المعادية لوجودها والداعية إلى محاربة الأمل ونفي الطموح , ووصمها بالعجز والتبعية والهمود.
وهذا السلوك الذي يتبناه أبناؤها وكأنهم سكارى أو مغفلون , يفعل فعله فيها , ويوهم الأجيال بما ليس فيها , ويجعلهم يتندرون عليها , وينفرون منها , ويهجرون حاضرها وماضيها , فما يقدم لهم سلبي مقيت وملطخ بدماء الآثام والخطايا.
فحقيقة الأمة مغيبة ومطمورة , ولا يجوز تداولها , وقد وضعت الموانع والمصدات أمامها , وأستحضرت الإفتراءات بحقها , كالقول بأن مخطوطاتها قد أكلتها مياه النهرين والنيران , وأوهمونا بأن الأمة لم تترك ما يشير إلى عطاءاتها العلمية الأصيلة , وجعلونا نتصور أنها أمة حروب وتجسدت بطولاتها بالغزوات وفرض إرادتها بالقوة.
وهذه إفتراءات لا رصيد أكيد يبرهنها ويقنعنا بها , لكن العديد من أقلام الأمة ومفكريها إندفعوا نحوها ووظفوها للوصول إلى تحليلات وإستنتاجات تعززها , وتحررهم من مسؤولية البحث عن الحقيقة وقدح الأنوار في عقول أجيالها.
وتتحمل نخب الأمة منذ منتصف القرن التاسع عشر مسؤولية ترسيخ الأوهام والإنحرافات والإفتراءات بوعي الأجيال , وحرمانها من رؤية حقيقة أمتهم الصافية النقية الزاهية , مما ترتب عليه إنبثاق العديد من الحركات المتمحنة بهذه الإنحرافات والتجنيات الأفاكة.
فعلينا أن نستفيق ونرى بعين العلم ونقترب بآليات المنهج العلمي البصيرة , التي تضع المسائل والأحداث أمام أنوار العقل , وتتفحصها بعلمية ورصانة.
فالمدوَّن في كتب التأريخ يزخر باللامعقول , ويمعن بالتصورات الفنتازية الخيالية المتبارية حول الكراسي , وتكتب ما تراه على هواها لكي تنال منها ما تريد.
ففندوا الإفتراءات وحررونا من السجير الفاعل فينا!!
أمة قادت وسادت عصرها
وبها الآفاق شعت نورها
بعلومٍ وعقولٍ أبدعت
ورسالٍ بضياءٍ حفها
إنها عاشت وتبقى حيةً
تتواصى بمزيدٍ عندها
د-صادق السامرائي

أحدث المقالات

أحدث المقالات