ملأ العالم زعيقا وصراخا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونفخ نفسه كما يفعل الديك الرومي عند نشر ريشه من أن اسرائيل ستغير وجه الشرق الأوسط بلمسات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وفق الرؤيا التلمودية للاهداف والمصالح الصهونية اولاً ثم وفق الأهداف والمصالح الأمريكية ثانيا وإنها تخوض وستخوض حروب بصبغة دينية توراتية من اجل مشروعها ال‘ستيطاني الكبيرلأستمرار وجودها في فلسطين والحفاظ عليه وكذلك من اجل المشاريع الستراتيجية للداعمين لها امريكا والدول الأوربية التي استعمرت دول الشرق الأوسط لا سيما الأقطار العربية عبر ما سُمّيَ بالحملات التبشيرية لنشر الديانة المسيحية في شبه الجزيرة العربية وكذلك حملات البحث والتنقيب عن الآثار والتي لم تكن تخلو من اهداف الأطماع الإقتصادية والسياسية في المنطقة وذلك كان قبل الحرب العالمية الأولى والى اليوم وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا 0
غير أنه لم يكن لا في حسابات نتنياهو ولا في حسابات الدول الداعمة له ذات المصالح الحيوية في المنطقة العربية بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل أعم ان الحرب التي اعد لها العدة منذ زمن بعيد واكثر تحديدا من العام 1990م ليضرب عبر القيام بها عصفورين بحجر واحد وهما الأول التخلص من المفاعل النووي الإيراني الذي يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل بحسب هواجسه وهواجس اللوبي الصهيوني الديني المتطرف والمتغلغل بين صفوف الشعب الأمريكي وبين اروقة دوائر ومؤسسات الإدارة الأمريكية وهو الذي عند تحقيقه يفتح له الأبواب على مصاريعها ليتحول الى الرجل الحاكم بأمره فيغير طوبوغرافية وسياسة الشرق الأوسط وفق المنظور الديني الصهيوني الحاكم في اسرائيل ويفرض خط ستراتيجي ثفافي وفكري في المنطقة وفق الطرح العولمي الأمريكي باحياء طروحات العولمة الأمريكية واستنهاضها لتحويل العالم الى قرية كونية تحكمها امريكا واسرائيل على حد زعم أمريكا في الثمانينيات وطروحات فوكوياما في نهاية التاريخ وهنتنغتون في صراع أو صدام الحضارات 0
بعد هذا الطرح اعود الى التسائل من هو الأقدر بملئ وتشكيل وتغيير ملامح الصورة الواقعية للشرق الأوسط بعد ان وضعت الحرب الإسرائيلية التي فرضتها على إيران باعتداء صارخ لم يسلم من النقد والتجريح من المعتدلين في العالم من السياسيين والمثقفين والمفكرين وغيرهم إيران ام اسرائيل ؟؟ 0
لقد اكد الرئيس الأمريكي ان اسرائيل رغم ما تملك من تفوق عسكري نوعي وضلوع امريكا في الحرب على ايران الى جانبها بالمشاركة في القتال ودعمها بالسلاح والذخيرة والمال لكنها لم تنتصر على ايران وكذلك الحال بالنسبة الى ايران
وذلك في تصريح له كشف فيه عن نتيجة حرب الـ (12) بشكل متوازن لم يرجح فيه كفة احد بعد أن نأى بمشاركة أمريكا تلك الحرب فقال :- إن إسرائيل وإيران «منهكتان ومتعبتان» من الحرب، مضيفا أنهما «قاتلتا بشدة ووحشية شديدة وعنف بالغ، وكان كلاهما راضيا» أي ان كل واحدة منهما خرجت من الحرب لا رابحة ولا خاسرة
ولكن وزير الدفاع الباكستاني له رأي آخر قال فيه : انتصار إيران على “إسرائيل” هو ثمرة صمود وشجاعة الأمة والقيادة وأنا معجب بقيادة إيران وشجاعة شعبها.0
وفق هذا التقييم نستطيع القول ان ايران بإمكانها ان تلعب دور ستراتيجي وكبيروواسع في اعادة هيكلة التوازن الستراتيجي في منطقة الشرق الاوسط الذي اختل بسبب نوايا الادراة الامريكية واسرائيل في تفتيت هذا التوازن ومحقها واعادة تشكيله بالطريقة التي يتطابق ويتناغم وفق المصالح والمشاريع والمخططات الامريكية والصهيونية في المنطقة لقد غيرت حرب الـ (12)ملامح التوازن بين الطرفين بحيث رجحت كفة ايران على كفة اسرائيل .