عندما جاء ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية أخيرا ظهرت سياسته الجديدة جليا وهي البصمة الاقتصادية ترافقها التلويح بالقوة والعصا الغليظة لفرض واقع جديد من الهيمنة الاقتصادية وفرض الأتاوى على شعوب المنطقة لإنعاش اقتصادها الذي أنهكته التدخلات العسكرية الخارجية للجيش الأمريكي وآخرها الصراع بين روسيا وأوكرانيا فكانت النظرة الجديدة للحكومة الأمريكية لترامب هي محاولته فرض واقع وبأسلوب الترهيب والتسلط لتركيع بعض الدول للهيمنة على اقتصادها وحلب ثرواتها ونهب أموالها وكانت الدول العربية أولها والخليج خاصة وبأسلوب احترافي مهين وذكي أو بحروب خاطفةوسريعة لتمهيد للمشروع السياسي بمساعدة حلفائها في المنطقة أو إسرائيل وكانت بدايته حرب غزة مع حماس ثم تمدد المشروع باتجاه أكثر المناطق سخونة وتأثيرا في الشرق الأوسط وهي سوريا ولبنان ثم اليمن التي كانت تشكل قلقا لأمريكا وحليفها الكيان الصهيوني وحصلت على ما أرادت من هذه الدول وبما أن هذا المشروع الغربي الأمريكي الصهيوني كبير في تطلعاته للسيطرة على القوى العالمية أو اتجاه بعض الدول التي أرادت النهوض بشعوبها واقتصادها التقدم وسحب البساط من الدور الغربي المتحكم في سياسة العالم سابقا فقد بدأت أمريكا بإشعال شرارات الحروب الخاطفة والمحدودة لإخراج مدى قوة هذه الدول من مخابئها ومعرفة إمكانياتها وقدراتها العسكرية لتضع خططها الرادعة وتحجيمها والاستعداد لكل ما يحصل مستقبلا وعلى سبيل المثال الحرب بين الهند وباكستان ذات القدرات العسكرية النوعية والبشرية والدليل على ذلك هو إيقاد جذوة الحرب لأسباب تكاد لا تذكر وأطفأتها أمريكا بسرعة وكذلك الحرب بين روسيا وأوكرانيا حيث بدأت الحرب أن تضع أوزارها باتفاق سياسي سري روسي أوربي أمريكي مع أتفاق اقتصادي أوكرانيا أمريكي بعدما كانت حربا ضروسا لاحتلال مدن من قبل الروس ونحن بصدد ما يحدث من مناوشات عسكرية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني فأن هذه الحرب تعتبر من الطراز المعقد الجديد بالأسلوب لم يتعود عليه العالم وهي حرب مواقع معينة مختارة من قبل الطرفين وبأقل الخسائر وقد تبدو بنظر البعض مسرحية متفق عليها بين الطرفين لاستعراض أمكانية كل طرف أو محاولة لإرهاب بعض الدول المجاورة التي قد تسول لها نفسها أن تضع أنفها في هذا الصراع أو تضع نفسها أمام مخططات الكيان الصهيوني التوسعي وهنا أقصد به الدول العربية التي كانت وما زالت تحارب إسرائيل بالشعارات الرنانة وترفض التطبيع معه كل هذه رسالة لهم وكذلك الشيء يلفت النظر أن الاتفاق الأمريكي اليمني وإيقاف الهجمات على المصالح الأمريكية في المنطقة وعدم التعرض للسفن الأمريكية القريبة من اليمن يثير الاهتمام والقلق ومن كل ذلك نستطيع أن نكون رأيا متواضعا بعد هذا الطرح واستنتاجا أنه قد تكون هذه مسرحية معدة مسبقا قد تكون هذه المسرحية مخرجها الكيان الصهيوني وكاتبها الولايات المتحدة بأموال عربية وجمهورها العالم المتفرج الذي لم يحرك ساكنا أو لإخراج أمكانية كل طرف من النزاع للقوة العسكرية ومخزونه ونوعية الأسلحة والتلويح لدول العربية المجاورة لهما التي تعاديهما لطرح صفقات من الأسلحة الأمريكية المكدسة لديها والذي يسند هذا الطرح كله هو كما يلي :-
وبعد كل هذا هناك سؤال يُطرح هو أين العربوإمكانياتهم واستعدادهم العسكري ومواقفهم التيكانت تطبل لتحرير فلسطين لسنين طويلة وأين مواقفهم التي يجب أن تشرف الأمة العربية وما هي السياسة اتجاه هذا المد الصهيوني الغاشم الذي يعبث بمقدرات الأمة العربية وقضيتهم الفلسطينية وتهديد دولهم وشعوبهم فهل أعدوا العدة للمواجهة إذا تطلب الأمر منهم تطبيقا لقول الله تعالى ( وأعدوا ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) واثبات وجودكم ووجود شعوبكم وحقهم بالعيش في سلام دائم .