الإتحاد قوة , والوحدة ضعف , والفرق بينهما كبير , الدول الأوربية إتحدت وما توحدت , وساسة دول الأمة الأوائل رفعوا رايات الإتحاد وخونوهم وطاردوهم , ورفعوا شعارات الوحدة التي قسمت المقسم , ومزقت مجتمعاتها بما أوجدته من تحزبات وفئويات وطائفيات , وكلها تخدم مشاريع الذين يريدون الهيمنة على وجودها.

حاربوا الإتحاد الهاشمي (14\2\1958)  بين العراق والأردن , وتحقق القضاء عليه في مهده , وجاءت ثورة الويلات والتداعيات بعد بضعة أشهر من إعلانه  في (14\7\1958)

ما يجري في واقع الأمة كالذي جرى في الأندلس وأدى إلى سقوطها , وفي عصرنا المتسارع سيكون التدحرج نحو الغياب بتعجيل أكبر , وبإنهيارات متلاحقة.

الوحدة السياسية إندماج كيانين أو أكثر في دولة أو نظام سياسي واحد , والإتحاد تنظيم يجمع بين عدد من الكيانات السياسية في إطار واحد , كإتحاد الولايات الأمريكية , والإتحاد الأوربي وغيرها.

ترى لماذا لا يوجد إتحاد الدول العربية وإتحاد الدول المسلمة؟

العلة في الفهم الأعوج لذلك , فما يهيمن على الوعي السياسي هو الوحدة التي بموجبها يفقد الشيئ مميزاته ويكتسب مميزات أخرى , وهذا من المستحيلات فوق التراب , لكن الإتحاد يحافظ على هوية ومميزات الكيانات ويؤازر تفاعلاتها الإيجابية المحافظة على مصالحها العامة.

ومَن ينظر في مسيرة القرن العشرين يكتشف أن الدعوات الإتحادية تحقق مناوءتها , وفي مقدمتها الجامعة العربية , أما التوجهات الوحدوية الفارغة فتعززت سلوكياتها فأوصلت دول الأمة إلى قيعان الخسران.

لا تهونوا باتحادٍ استعينوا

وتواصوا بمفيدٍ لتكونوا

وحدةٌ أزرت بأرضٍ وشعوبٍ

جعلتهم لعذابٍ يستكينوا

أيها الحادي لماذا غفّلتْهُم

دعوة الأحلام كيما يستهينوا

أحدث المقالات

أحدث المقالات