في يَومٍ كانَتْ فيهِ حَربُ اسْرائيلَ عَلى إِيرانَ مُسْتَعِرَةْ .
كُنْتُ أُتَابِعُ الأَخبَارَ مِنْ قَنواتِ المؤْمِنينَ وَ الكَفَرَةْ .
حَربٌ ظَلُومٌ شَنَّتها إِسرائيْلُ أُمُّ الفَجَرَةْ .
عَلى جَارَتِنَا إِيرانَ المُسلِمَةِ المُحَاصَرَةْ .
دونَ ذَنْبٍ أَو جَريرَةٍ؛ سِوَى أَنّها قَررَتْ أَنْ تكونَ دَولةً حُرَّةْ .
لا تُصادِرُ إِرادَتَها أَمريكا الّتي عَلى المُستَضعَفينَ مُتَنَمِّرَةْ .
وَ لا تُلْغِي إِرادَتَها دُوَلُ الغَربِ المُستَعْمِرَةْ .
في هذهِ الأَثناءِ ؛
دَخَلَ عَلَيَّ حِمَاريَ العَزيزِ (أَبو الحَيْرانِ) بجَبْهَةٍ عَبوسَةٍ مُكّْفَهِرَّةْ .
مُقَطِّباً وَجهَهُ عَصَبِيُ المِزاجِ تَعلوهُ غَبَرَةْ .
قُلْتُ لَهُ :
يا نُورَ عَيني يَا (أَبا الحَيرانِ)؛ مَا بِكَ فَهَيْئَتُكَ غُمَّةٌ كَدِرَةْ ؟ .
قَالَ لي (أَبو الحَيْرانِ):
أَوَ تَسْأَلُني (يا ابْنَ سُنْبَه)، وَ أَمامَكَ التِلفَازِ يأْتيكَ بالأَخبَارِ المُبَاشِرَةْ ؟ .
قُلْتُ :
فَدَيتُكَ رُوْحي يَا (أَبا الحَيرانِ)، الأَخْبَارُ عَلى مَدارِ السَّاعَةِ دَائِرَةْ .
قالَ لي حَبيْبي (أَبو الحَيرانِ) :
كَيْفَ تَمُرُّ طائِراتُ إِسرائيْلَ بأَجْوائِكُم و عُيونِكُم نَاظِرَةْ .
قُلْتُ:
مَا عِندَنا دِفاعَاتٌ لأَجوائِنا، وَلا صَواريخَ للطائِراتِ مُدَمِّرَةْ .
قالَ لي صَديقي (أَبو الحَيرانِ) :
و ماذا تَفعلونَ بطائِراتِ إِسْرائيلَ؛ وَ هي تَمُرُّ بِسَمائِكُم مَاخِرَةْ ؟ .
قُلتُ :
نَبصِقُ عليها؛ فَيَعودُ البِصَاقُ على وجوهِنا، كمَطَرِ غَيّْمَةٍ مَاطِرَةْ .
قالَ لي صَديقي (أَبو الحَيرانِ) :
أُغزوهُم بالدَّباباتِ؛ فَدَبّاباتُكُم حَديثَةٌ فَاخِرَةْ .
قُلتُ :
يَا نُورَ عَيّني يَا (أَبَا الحَيرانِ) :
دَبَّاباتُنا بأَمرِ الأَمريكانِ مَأْسُورَةٌ، وَ ليْسَ لنا عَليها سُلطَةٌ آمِرَةْ .
قالَ (ابو الحَيرانِ) : حسناً ….
طائراتُكُمْ التي اشتَريْتُمُوها مِنْ أَمريكا؛ اجعَلوها لسَماواتِكُم حَارِسَةْ .
قُلتُ : فِداكَ مُهجَتي يا (أَبا الحَيرانِ)
إِنَّ أَمْرَها بيَدِ الأَمريكانِ؛ لا تَسيْرُ وَلا تَطيْرُ فَكُلُّ أَوْقاتِها تَقْضِيها جَاثِمَةْ .
قالَ لي رَفيْقُ عُمْري (أَبو الحَيرانِ) :
ليَجتَمِعَ مَجلِسُ النُّوابِ و يرفَعُ ظلامَتَكُم للأُمَم المتَّحِدَةْ .
قُلتُ :
أَكثرُ النُّوابِ بالحَجِ، يَرجِمونَ الشَيّْطانَ؛ فقُلوبُهم بالإِيمَانِ عَامِرَةْ .
قالَ لي صَديْقي الحَكيْمُ (أَبو الحَيرانِ) :
وَجِّهوا للعَرَبِ عِبْرَ الإِعلامِ؛ خِطابَ استنكارٍ بلهْجَةٍ شَديْدَةٍ مُزَمّجِرَةْ .
قُلتُ :
أَعَمُّ العَرَبِ صَاروا لليَهودِ وَ للأَمريكانِ آذانٌ صَاغِيَةْ .
قَالَ (أَبو الحَيرانِ) :
هَلِموا اجمَعوا شَمّلَكُمْ، وَ قولوا قَولَتَكُمْ الماضِيَةْ . (الماضية : الشديدة)
فالشَبابُ سِرُّ قُوَّتِكُمْ، و بِهِمْ تَضّْربونَ الضَّربَةَ القَاضِيَةْ .
قُلْتُ أَيُّها المُبَجَّلُ يَا (أَبا الحَيرانِ) :
أَكثرُ الشَبابِ عاطِلونَ يَقتُلُهُم جُوعُ البُطُونِ الخَاويَةْ .
وَ المُترَفونَ مِنهُم يَقضونَ الليَالي بالحَفَلاتِ وَ المَطاعِمِ الراقِيَةْ .
قَالَ (أَبو الحَيرانِ) :
أَينَ رَئيْسُكُمْ فليَقُلْ قَوْلَهُ؛ فَلَهُ قولٌ يُزَلْزِلُ الجبَالَ العَالِيَةْ ؟ .
قُلتُ : يا حَبيْبَ الرُّوحِ يَا (أَبَا الحَيرانِ) :
إِنَّ رَئيسَنا مَشغولٌ بأَوضَاعِ ميَاهِ المُحيْطاتِ الجَاريَةْ !! .
تَارِكاً دِجْلَةَ وَ الفُراتَ يَقْتُلُها الجَفَافُ حَتّى صَارَتْ ضَامِيَةْ !! .
قَالَ لي (أَبو الحَيرانِ) :
وَ رَئيْسُ وزَرائِكُمْ؛ أَليْسَ لَهُ كَلِمَةٌ حَاسِمَةٌ قَاضِيَةْ ؟ .
قُلتُ يَا حِمَاريَ النَّجيْبُ :
إِنَّهُ أَصْدَرَ بَيَانَ اعتراضٍ، فأَجَابَهُ الأَمريكانُ إِنَّ إِرادَتَنا نَاهِيَةْ .
قَالَ (أَبو الحَيرانِ) بنَبْرَةِ حُزّْنٍ تَهُدُّ الجِبَالَ الرَّاسِيَةْ :
فَلْتَنّْزِلُ عَليْكُمْ مِنَ السَّماءِ نَازلَةً قَاضِيَةْ .
هَذِيْ دَعْوَتِي مِنَ اللهِ عَلَيْكُمْ ؛ إِنَّها دَعْوَةٌ مِنْ بَريءٍ مَاضِيَةْ .
سَمِعْتُ دَعْوَةَ حِمَاري؛ فَيَمَمّْتُ وَجْهي إِلى اللهِ حَامِداً نَعّمَاءَهُ الزَّاكِيَةْ .
إِذْ جَعَلَ الحِكْمَةَ في عُقُولِ حَميْرِنَا نَامِيَةْ !! .
إِذْ جَعَلَ الحِكْمَةَ في عُقُولِ حَميْرِنَا نَامِيَةْ !! .