مَقَامَةُ أَنَا وَ حِمَارِي وَ (نِتِنْ يَاهُو)

مَقَامَةُ أَنَا وَ حِمَارِي وَ (نِتِنْ يَاهُو)

في يَومٍ كانَتْ فيهِ حَربُ اسْرائيلَ عَلى إِيرانَ مُسْتَعِرَةْ .

كُنْتُ أُتَابِعُ الأَخبَارَ مِنْ قَنواتِ المؤْمِنينَ وَ الكَفَرَةْ .

حَربٌ ظَلُومٌ شَنَّتها إِسرائيْلُ أُمُّ الفَجَرَةْ .

عَلى جَارَتِنَا إِيرانَ المُسلِمَةِ المُحَاصَرَةْ .

دونَ ذَنْبٍ أَو جَريرَةٍ؛ سِوَى أَنّها قَررَتْ أَنْ تكونَ دَولةً حُرَّةْ .

لا تُصادِرُ إِرادَتَها أَمريكا الّتي عَلى المُستَضعَفينَ مُتَنَمِّرَةْ .

وَ لا تُلْغِي إِرادَتَها دُوَلُ الغَربِ المُستَعْمِرَةْ .

في هذهِ الأَثناءِ ؛

دَخَلَ عَلَيَّ حِمَاريَ العَزيزِ (أَبو الحَيْرانِ) بجَبْهَةٍ عَبوسَةٍ مُكّْفَهِرَّةْ .

مُقَطِّباً وَجهَهُ عَصَبِيُ المِزاجِ تَعلوهُ غَبَرَةْ .   

قُلْتُ لَهُ :

يا نُورَ عَيني يَا (أَبا الحَيرانِ)؛ مَا بِكَ فَهَيْئَتُكَ غُمَّةٌ كَدِرَةْ ؟ .

قَالَ لي (أَبو الحَيْرانِ):

أَوَ تَسْأَلُني (يا ابْنَ سُنْبَه)، وَ أَمامَكَ التِلفَازِ يأْتيكَ بالأَخبَارِ المُبَاشِرَةْ ؟ .

قُلْتُ :

فَدَيتُكَ رُوْحي يَا (أَبا الحَيرانِ)، الأَخْبَارُ عَلى مَدارِ السَّاعَةِ دَائِرَةْ .

قالَ لي حَبيْبي (أَبو الحَيرانِ) :

كَيْفَ تَمُرُّ طائِراتُ إِسرائيْلَ بأَجْوائِكُم و عُيونِكُم نَاظِرَةْ .

قُلْتُ:

مَا عِندَنا دِفاعَاتٌ لأَجوائِنا، وَلا صَواريخَ للطائِراتِ مُدَمِّرَةْ .

قالَ لي صَديقي (أَبو الحَيرانِ) :

و ماذا تَفعلونَ بطائِراتِ إِسْرائيلَ؛ وَ هي تَمُرُّ بِسَمائِكُم مَاخِرَةْ ؟ .

قُلتُ :

نَبصِقُ عليها؛ فَيَعودُ البِصَاقُ على وجوهِنا، كمَطَرِ غَيّْمَةٍ مَاطِرَةْ .  

قالَ لي صَديقي (أَبو الحَيرانِ) :

أُغزوهُم بالدَّباباتِ؛ فَدَبّاباتُكُم حَديثَةٌ فَاخِرَةْ .

قُلتُ :

يَا نُورَ عَيّني يَا (أَبَا الحَيرانِ) :

دَبَّاباتُنا بأَمرِ الأَمريكانِ مَأْسُورَةٌ، وَ ليْسَ لنا عَليها سُلطَةٌ آمِرَةْ .

قالَ (ابو الحَيرانِ) : حسناً ….

طائراتُكُمْ التي اشتَريْتُمُوها مِنْ أَمريكا؛ اجعَلوها لسَماواتِكُم حَارِسَةْ .

قُلتُ : فِداكَ مُهجَتي يا (أَبا الحَيرانِ)

إِنَّ أَمْرَها بيَدِ الأَمريكانِ؛ لا تَسيْرُ وَلا تَطيْرُ فَكُلُّ أَوْقاتِها تَقْضِيها جَاثِمَةْ .  

قالَ لي رَفيْقُ عُمْري (أَبو الحَيرانِ) :

ليَجتَمِعَ مَجلِسُ النُّوابِ و يرفَعُ ظلامَتَكُم للأُمَم المتَّحِدَةْ .

قُلتُ :

أَكثرُ النُّوابِ بالحَجِ، يَرجِمونَ الشَيّْطانَ؛ فقُلوبُهم بالإِيمَانِ عَامِرَةْ . 

قالَ لي صَديْقي الحَكيْمُ (أَبو الحَيرانِ) :

وَجِّهوا للعَرَبِ عِبْرَ الإِعلامِ؛ خِطابَ استنكارٍ بلهْجَةٍ شَديْدَةٍ مُزَمّجِرَةْ .

قُلتُ :

أَعَمُّ العَرَبِ صَاروا لليَهودِ وَ للأَمريكانِ آذانٌ صَاغِيَةْ . 

قَالَ (أَبو الحَيرانِ) :

هَلِموا اجمَعوا شَمّلَكُمْ، وَ قولوا قَولَتَكُمْ الماضِيَةْ . (الماضية : الشديدة)

فالشَبابُ سِرُّ قُوَّتِكُمْ، و بِهِمْ تَضّْربونَ الضَّربَةَ القَاضِيَةْ .    

قُلْتُ أَيُّها المُبَجَّلُ يَا (أَبا الحَيرانِ) :

أَكثرُ الشَبابِ عاطِلونَ يَقتُلُهُم جُوعُ البُطُونِ الخَاويَةْ .

وَ المُترَفونَ مِنهُم يَقضونَ الليَالي بالحَفَلاتِ وَ المَطاعِمِ الراقِيَةْ .

قَالَ (أَبو الحَيرانِ) :

أَينَ رَئيْسُكُمْ فليَقُلْ قَوْلَهُ؛ فَلَهُ قولٌ يُزَلْزِلُ الجبَالَ العَالِيَةْ ؟ . 

قُلتُ : يا حَبيْبَ الرُّوحِ يَا (أَبَا الحَيرانِ) :

إِنَّ رَئيسَنا مَشغولٌ بأَوضَاعِ ميَاهِ المُحيْطاتِ الجَاريَةْ !! .

تَارِكاً دِجْلَةَ وَ الفُراتَ يَقْتُلُها الجَفَافُ حَتّى صَارَتْ ضَامِيَةْ !! .

قَالَ لي (أَبو الحَيرانِ) :

وَ رَئيْسُ وزَرائِكُمْ؛ أَليْسَ لَهُ كَلِمَةٌ حَاسِمَةٌ قَاضِيَةْ ؟ . 

قُلتُ يَا حِمَاريَ النَّجيْبُ :

إِنَّهُ أَصْدَرَ بَيَانَ اعتراضٍ، فأَجَابَهُ الأَمريكانُ إِنَّ إِرادَتَنا نَاهِيَةْ .   

قَالَ (أَبو الحَيرانِ) بنَبْرَةِ حُزّْنٍ تَهُدُّ الجِبَالَ الرَّاسِيَةْ :

فَلْتَنّْزِلُ عَليْكُمْ مِنَ السَّماءِ نَازلَةً قَاضِيَةْ .

هَذِيْ دَعْوَتِي مِنَ اللهِ عَلَيْكُمْ ؛ إِنَّها دَعْوَةٌ مِنْ بَريءٍ مَاضِيَةْ . 

سَمِعْتُ دَعْوَةَ حِمَاري؛ فَيَمَمّْتُ وَجْهي إِلى اللهِ حَامِداً نَعّمَاءَهُ الزَّاكِيَةْ .

إِذْ جَعَلَ الحِكْمَةَ في عُقُولِ حَميْرِنَا نَامِيَةْ !! .  

إِذْ جَعَلَ الحِكْمَةَ في عُقُولِ حَميْرِنَا نَامِيَةْ !! .