القوي لا يدوم والضعيف سيقوم!!

القوي لا يدوم والضعيف سيقوم!!

“تلك الموازين والرحمان أنزلها…ربّ البرية بين الناس مقياسا”

هل وجدتم قوةً تدوم وضعيف لا يقوم؟

التأريخ يحدثنا بصراحة ووضوح ويختصره بهذا القول:

“ما طار طير وارتفع …إلا كما طار وقع”

أين قِوى الدنيا التي تجبرت وعتت؟

أين الإمبراطوريات والممالك والدول العاليات؟

لكل ظاهرة فوق التراب عمر يرهنها , ومدى يعتقلها , وتنام على وسادة:

“لكل شيئ إذا ما تم نقصان…”

مَن يصل القمة يتدحرج إلى قاع الوادي من الجهة الأخرى , فالبشرية نهر يجري وأمواج تتواصل , وتيار عارم يتدفق نحو مصباته التي تتطلب التبدل والتغيير لتدوم , وتمنح الحياة معانيها , وآليات تواكبها عبر العصور.

القوة تأكل نفسها , وتوفر أسباب زوالها , فقدرات محقها تتنامى مع توهمها بإقتدارها المتنامي , لكنها تموت بالسكتة الحضارية , كما حصل للسابقات العاليات المهيمنات.

الأقوياء يموتون فجأة والضعفاء يتمكنون تدريجيا وبصمت وكتمان , حتى تجدهم يمتطون صهوة حصان الأيام , ويتسلطون على الأنام , ويكررون ذات الخطايا والآثام , فيندثرون وترفع على قبورهم رايات الختام.

هكذا الدنيا والسلام من بنات أضغاث أحلام!!

موجة تعلو وأخرى قبلها

وكذا الأيام قادت بعضها

أقوياءٌ من علاءٍ هبطوا

قوة تعلو وضعفٌ بعدها

إنها دامت وشاءت وارتقت

أرغمتنا وعلينا مشيها

أحدث المقالات

أحدث المقالات