قلنا في آخر مقال لنا (إعلان الطوارئ بعد معركة الموصل )، إن الانهيار الذي سيشهده جيش نوري المالكي قريبا،بسبب فقدانه العقيدة العسكرية والخبرة القتالية كونه من (الدمج الميليشياوي)،إضافة إلى حجم الفساد وقلة الكفاءة والولاء الوطني المقدم عليه الولاء الطائفي ،هو نتيجة حتمية لما تشهده المحافظات من ثورة شعبية منذ 7 اشهروالتي هرب منها الجيش بطريقة أشبه بالفضيحة إن لم نقل الفضيحة بأبشع صورها ،هذا الجيش الذي بني على باطل من قبل الاحتلال الامريكي،كانت نتيجته هذا الانهيار المخزي والمخجل ،خاصة وان أول من هرب من المعركة هم (قادة الجيش ) ،قبل الجنود والمراتب ،وبغض النظر عمن يقاتله الجيش، من الفصائل المسلحة وفي مقدمتها الدولة الإسلامية في العراق والشام ،حسب الرايات المرفوعة في نينوى الآن فوق مبنى المحافظة ،كإشارة على إنها هي من يقود الحرب على جيش المالكي ومعها جبهة الجهاد والتحرير التي تضم فصائل قومية ووطنية وإسلامية برئاسة السيد عزة الدوري ،ويهزم في محافظات نينوى وصلاح الدين متجها إلى بغداد ،وهكذا الأمر في كركوك والانبار وديالى حيث يسطر ثوار العشائر ومقاتلوها انتصارات كبيرة جدا ،تتمثل في هروب غير مسبوق لجيش المالكي في كل مدن واقضيه وقرى وحدود العراق ،فما هي أسباب هذا الهروب الغير مسبوق في الجيوش أثناء الحرب،علما إن الدعم اللامحدود للجيش بالتسليح العسكري يشكل الأبرز في جيوش المنطقة إضافة إلى الرواتب العالية جدا وهناك ميزانية كبيرة للجيش فما سر هذا الانهيار الكبير في قادته ومراتبه وجنوده،ولنأخذ نينوى مثالا لأسباب هروبه ،ففي نينوى وحدها هناك أكثر من 80000 ألف جندي وضابط صغير وكبير ،ومواقع محصنة جدا وأحياء مغلقة بالكامل ومعسكرات عبارة عن قلاع محصنة وقصور رئاسية،مع همرات ودبابات وطائرات وأسلحة حديثة ومخازن عتاد هائلة ،وسيطرات وأبراج ،يقابل هذا مسلحون، وعددهم (400-1000) حسب تصريح محافظ نينوى ،وفي غضون ساعات هرب فيها قائد القوات العراقية علي غيدان ونائب رئيس أركان الجيش عبود كنبر وقائد عمليات نينوى بطائرة خاصة تاركين الجنود والضباط والمراتب يلقون مصيرهم بأيديهم ،قائلين لهم (حير بروحك أي دبر حالك )،وهكذا انهار الجيش في نينوى بظرف ساعة،بشكل مفاجئ تاركين أسلحتهم وملابسهم العسكرية وهمراتهم ومعسكراتهم متجهين إلى اربيل ودهوك وتلعفر ،وتم تسليم نينوى للمسلحين بعد أن هربوا بجلودهم فقط ،إذن لماذا هرب الجيش بقادته وجنوده وضباطه،ان السبب الرئيسي لهروب هؤلاء كما يحصل في كل الحروب الخاسرة ،ان الانهيار كان انهيارا نفسيا وهزيمة من الداخل هي من أوصل جيش المالكي إلى حافة الهزيمة والهروب أمام مجموعة صغيرة تحمل إيمانا بقضيتها أمام جيش لا يحمل لا عقيدة ولا قضية ولا ولاء ،جيش شبيه بالمرتزق الذي يعمل باجر وهو كذلك ،وهكذا كانت حالة الهروب تعم جيش المالكي في ديالى والانبار وصلاح الدين وكركوك حيث سلموها للمسلحين والثوار بأسرع ما يخطر على بال عراقي ،وكأنه زلزال ضرب جيش المالكي ،وتبخر بلحظات لا يتصورها عقل على الإطلاق ،والسبب إن هذا الجيش كان من الجبروت والطغيان وانعدام القيم والأخلاق العسكرية وفقدان الثقة بالنفس والتعامل القاسي والمهين والمذل مع المواطن جعل من هذا الزلزال حالة فرح لا توصف للمواطنين وسط دهشة الجميع ،إن فضيحة الهروب المذل لجيش المالكي ،قد فتح الباب على مصراعيه للتقدم باتجاه صلاح الدين ومن ثم والاقضية المهمة في الصينية والبيجي والضلوعية وسامراء وبلد وإسقاطها دون مقاومة تذكر ،مع ترك طائرات ودبابات ومنصات صواريخ ومعسكرات ومخازن أسلحة كاملة ، والآن هم على أبواب العاصمة بغداد وهو الهدف الرئيس على ما يبدو ،إذن شرارة الانطلاق كانت نينوى لأسباب جيوسياسية ،ونفسية بحتة ،إضافة إلى أن نينوى لها حضور عسكري كبير جدا وموئل الخبرة العسكرية العراقية ،وعندما أعلنت فصائل الجهاد المنضوية تحت جبهة الفصائل القومية والوطنية والإسلامية، وفيها فصائل مقاومة مهمة جدا قاتلت الأمريكان وهزمتهم ،ومنها جماعة النقشبندية والجيش الإسلامي وهيئة علماء المسلمين وأنصار الإسلام إضافة إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام وغيرهم ،أن الهدف هو تحرير بغداد ،اتفقت على هذا الهدف المركزي لجميع الفصائل، رغم اختلاف الفصائل فيما بينها بشكل لا يمكن أن يتلاقوا فيه ،مثل جبهة الجهاد والتحرير والدولة الإسلامية ،وهكذا توحدت هذه الفصائل في الهدف واختلفت في الرؤى والتطبيق،ويجمعهم عدو تاريخي واحد هو إيران التي تهيمن وتحتل العراق ،فهل تبلع إيران الطعم الامريكي وتتدخل في العراق عسكريا كما أعلن روحاني رئيس إيران وبعض قادة إيران او وجود قاسم سليماني في بغداد لقيادة الحرس الثوري والميليشيات العراقية-الإيرانية لمواجهة ثوار العراق الذي يقاتلون الآن على أسوار بغداد تماما لغرض تحريرها من براثن الغول الإيراني ،خاصة بعد رفض إدارة اوباما التدخل العسكري المباشر مكتفيا بالدعم اللوجستي،ورفض حلف الأطلسي والناتو التدخل العسكري ،في ظل سكوت عربي مخز ومهين عن ما يجري في العراق خوفا من إيران ،وأمريكا ،لان الإعلام الغربي والأمريكي وحتى العربي منه صور الأحداث وتقدم الثوار إلى بغداد على إن الدولة الإسلامية هي من يقود هذا الزحف إلى بغداد وانه قادم إليكم أيها العرب في صفحته الأخرى ،لتخويف هؤلاء من خطر القاعدة والدولة الإسلامية على أنظمتها والعالم ،في حين اغفلوا بقية الجهات الأخرى من القوى الوطنية والقومية والإسلامية التي يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة السيد عزة الدوري ،وثوار العشائر الذين مضى على تصديهم لحكومة المالكي أكثر 7 أشهر في حرب حقيقية في الانبار وديالى وكركوك وصلاح الدين ،وماذا نسمي معارك الانبار والفلوجة التي تقودها ثوار العشائر والتي أراد المالكي أن يشوهها بتسمية وأكذوبة الحرب على (داعش) حسب وصفه،انا هنا اعتقد أن إيران ستتدخل ،وهو فخ لها لكي تقع ثانية في الفخ الامريكي المنصوب لها منذ زمن بعيد ،كما نصبته للعراق إبان دخوله الكويت ،ومع هذا نقول أن جيش المالكي وحكومة المالكي والعملية السياسية كلها انهارت ،وفشل مشروع أمريكا في العراق وهذه هزيمة أخرى لاوباما بعد انهيار جيش المالكي وهزيمته أمام ضربات ثوار العراق وثورته الباسلة ضد الاحتلال الإيراني للعراق ،وهي هزيمة مذلة ومفاجأة للمالكي التي قضت على أحلامه في ولاية ثالثة (استقتل من اجلها وخسر كل شركائه)، نعم جيش المالكي انهياره فضيحة كبرى بجلاجل ،لأنه جيش بني على باطل و طائفية لا عقائدي وهذه نتيجة حتمية له ،هكذا تهزم الجيوش ..