اريد ان ابوحكم سرا وهو انني ومنذ فترة اكتب مقالات وحالما انتهي من كتابتها اقرر عدم نشرها لانني عندما اراجعها اشعر انها اما عاجزة عن وصف التدهور او انها لاتتناول الموضوع الاكثر خطورة.
لاشيء يمكن ان يصف وضع العراق ولا مقالة يمكن ان تشخص كل العلل وتضع الحلول الناجعة لها.
قلت مرة لصديقي انك يمكن ان تنتقد او تشخص خلل في بعض تفاصيل بيت او قصر منتصب لكن لايمكنك انتقاد بعض تفاصيل خربة.
حول المالكي العراق الى خربة واختزله تاريخه الذي يتجاوز المكتوب منه بضعة آلاف من السنين اختزله بمجموعة غبية جاهلة من اصدقاءه واقرباءه لاتتجاوز اصابع اليدين.
العراق افلس اجتماعيا ودينيا واخلاقيا واقتصاديا وسياسيا, ولكي لااطيل عليكم ساختزل لكم كل هذا الفشل بشخص واحد الا وهو السيد رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي.
لاداعي لسرد “طياح حظ المالكي” وتسببه ب”طياح حظ” العراق ككل حاضرا ومستقبلا فكل عراقي واعي (وهم قليل) يعرفه.
اتوقع موت العراق النهائي فهو يحتضر الآن, وموته ليس بسبب الارهابيين والداعشيين والنقشبنديين وبقية خنازير القاعدة فحسب بل بسبب فشل تشخيص الشيعة للعلة.
لازال اغلب شيعة العراق لايعلمون ان المالكي هو العلة وان المشاكل كلها مرتبطة بوجوده, سابصق بوجه احكم حكمائكم ان قال لي بعد فوات الاوان ان المالكي كان سبب تدمير العراق ومعه تدمير مستقبلنا ومستقبل اطفالانا وقتل احلامهم بالعيش الكريم في دولة لديها كل الطاقات والقدرات التي تجعل منها دولة تفرض احترامها على بقية دول المعمورة.
لازال اغلب اهلي من شيعة العراق يبحثون عن تبريرات لانهيار الجيش العراقي المخزي, فمرة يقولون انها مؤامرة من قياديات سنية واخرى كردية ومرة يتهمون الكورد بالتخطيط ل”ليلة الهرير” الموصلية, بعضهم يتهم تركيا وآخرين يتهمون السعودية أو قطر أو ازلام البعث والقاعدة …الخ
وكل هذه التشخيصات لمرض العراق خاطئة لذا سوف يفشلون في اختيار الدواء الشافي و وبالتالي سيموت العراق الذي يحتضر حاليا,قد ينجحون في تشخيص علة المريض ولكن بعد موته.
قيل “من السهل ان تشخص الخطأ بعد وقوعه” لذا فانا احاول تشخيص الخطأ قبل وقوعه, فالحل ياشيعة العراق يكمن باستبدال المالكي فورا وليس بدعمه حتى آخر قطرة دم من آخر عراقي.
عندما التقيكم في الشتات يوما ما ساستشهد بمقالتي هذه كي اؤكد لكم انني سبقتكم في تشخيص الداء.