قرأت عددا كبيرا من المقالات والتحليلات والأخبار والتعليقات.. وشاهدت الكثير من البرامج التى تتحدث عن الانهيار الدراماتيكي للقوى الامنية المحلية ذات الصلة بالحكومة المحلية (بادارة المحافظ أثيل النجيفي ) وقوات الجيش الاتحادي ( اكثر من فرقة عسكرية ) .. والجميع يؤشّر الى وجود مؤامرة بقيادة مخابرات اقليمية وخونة في الداخل كانوا ادوات لتنفيذها – ويمكن وصف ملامحها بانها تقوم على تحييد القوات العراقية ( عن طريق شراء ذمم بعض القيادات العسكرية ) واشاعة الذعر في صفوف المراتب الدنيا لها وخصوصا انهم في الغالب من القومية الكوردية ذات الولاء لقيادة البيشمركة ومن ابناء نينوى – المعبئين بروح العداء لحكومة بغداد بسبب خطابات المحافظ النجيفي ..ولقد اوردت الاخبار على ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، المسمى بـ”داعش”، احتل مدينة الموصل، عبر اجتياح من افراد مسلحين لا يتجاوز عددهم الألف شخص ومن دون اية مقاومة , وإ ذا كانت رايات “داعش” السوداء هي التي ترتفع في سماء الموصل، فان ما خفي كان اعظم، من اعلام حمراء وصفراء وخضراء تخفق في قلوب خونة ومتآمرين ساعدوا “داعش” على احتلال المدينة، حتى بلغت اعداد المسلحين في المدينة نحو الثلاثة آلاف مسلح وفق اقل التقديرات.. وهم البعثيون .. وهم يرتدون الزي العسكري الزيتوني الذي كانت ترتديه الاجهزة الامنية في زمن دوكتاتور العراق المخلوع المجرم صدام وهم يتجولون في الموصل ويتلقون الاوامر من عزت الدوري.. والعشرات من ضباط الجيش العراقي السابق والحرس الجمهوري والمخابرات الصدامية .. و كتائب ثورة العشرين المرتبطة بحارث الضاري .. وإن الذي مكّن الجماعات المسلحة في الموصل ايضا، هروب القادة وافراد الجيش من الاكراد ومن اهالي الموصل وتكريت والمناطق الغربية، والبعض منهم ممن يقيمون علاقات مع هذه التنظيمات المسلحة، كما ان داعش والتنظيمات المتحالفة معها تجنبت الاصطدام بالمناطق التي هي تحت سيطرة القوات الكردية وهي مناطق يسكنها مسيحيون واكراد، في تنسيق على ما يبدو بغية استكمال السيطرة الكاملة على المدينة… ونصل في الاستنتاج الى نتيجة واحدة وهي : ان الذي جرى خيانة عظمى لتراب هذه الارض وللمبادىء والقيم الوطنية والاخلاقية من قبل ضعاف النفوس وبائعي الضمير من القيادات العليا ( عسكرية ومدنية ) , واثارة الرعب والانهيار النفسي عن طريق تضخيم وتزييف الحقائق بوسائل الاعلام المغرضة , ولا يمكن الافاقة من هذه الصدمة الاّ باعادة الثقة بالنفس وترميم هذا الهبوط في المعنويات في نفوس المقاتلين من المراتب الدنيا .. باختيار قيادات وطنية شريفة .. لان الجيش يّعرّف بانه كيان ضعيف يستمد قوته من الضبط والذي هو البناء النفسي السليم في تنفيذ الاوامر والطاعة للقادة بعد ان يكون سجية في طباع المقاتل المنتمي للمؤسسة العسكرية , والذي يتاتى بالتدريب والبناء المعنوي ! علما ان عقيدة الجيش العراقي هو الوطنية باعلى درجاتها .. وهذا الذي جرى كبوة ولكل جواد كبوة وسوف يتعافى منها .. لك الله ياعراق الخير
ضمير مستتر : ان الذي جرى طبخة بعثية بواجهة داعشية .. بنفس سيناريو انهيار بغداد في 9 نيسان 2003 لغرض ارجاع حكم البعث المقبور وبايدي قيادات بعثية في (الجيش المالكي).