من الاخطاء الكارثية التي ارتكبت وكانت نتيجتها لصالح الكيان الصهيوني هي تهجير اليهود من العراق بقرار صدقه البرلمان العراقي في 9/3/1950 يقضي بالسماح لكل يهود العراق بالهجرة -إن أرادوا- بشرط التنازل عن الجنسية العراقية وعن كافة ممتلكاتهم , ولهذا لم يبق من اليهود العراق سوى 5 آلف فقط من بين 120 ألفاً تقريبا , والغريب بان منظمة إسرائيلية تدعى (الحالوتس) نشطت في العراق , وكان احد اعضاءها يفجر المعابد اليهودية ويحرق متاجرهملإجبارهم على الفرار إلى فلسطين , بالمقابل اصدرت إسرائيل قانونا يمنح كل يهود العالم الجنسية الإسرائيلية سواء قبلوا ذلك أم رفضوه , لان السلطة الإسرائيلية ارادت بكل طريقة ان تجمع شتات اليهود في العالم لغرض الاستيطان في فلسطينحصرا , فاصبح تعدادهم 1.1 مليون عام 1950 بعد ان كانوا 650 الف عام 1948 , وفي عام 1969 أعدم عددا من تجار العراق معظمهم من اليهود بتهمة التجسس لإسرائيل , مما أدى إلى تسارع حملة الهجرة في البقية الباقية من يهود العراق والتي شهدت ذروتها في بداية السبعينيات, وهكذا غباء الساسة العراقيين ساهم بتوطين 10% من يهود العراق في فلسطين , واليوم اكثر من 450 الف يهودي في فلسطين اصلهم عراقي , من اصل 7,2 مليون يهودي في فلسطين مع نهاية عام2023 يقابله عدد الفلسطينيين بإسرائيل والضفتين وغزة 7,3مليون نسمة, وهم بذلك اكثر عددا بقليل من عدد سكان اسرائيل , في حين عدد الفلسطينيين بالعالم وداخل غزة والضفتين 14,8 مليون(3.4 مليون في الضفة الغربية، و 2.1 مليون في قطاع غزة ، 1.8 مليون من عرب 1948 ، بينما عددهم في الشتات نحو 7.6 مليون) منهم 6.4 مليون في الدول العربية , وحيث مساحة فلسطين الكلية 21.145 كم² فهي صغيرة ولا يمكن ان تستوعب عدد الفلسطينيين جميعهم وحتى لو لم يكن هناك اسرائيل موجودة اذا افترضنا كل الفلسطينيين سيعودون الى ارض وطنهم , فماذا نفهم من ذلك؟ نفهم ان ملايين من سكانها سوف يهاجرون بحثا عن وطن بديل وفرص عمل , ولا ننسى بان نسبة الولادات بين الفلسطينيين اعلى بكثير من نسبة الولادات لدى الاسرائيليين, بينما معظم الزيادة لدى الاسرائيليين ياتي من الهجرة لداخل اسرائيل من اليهود , تلك الأرقام هى أكبر مخاوف الكيان المحتل، التى تفوق بمراحل مخاوفه من المقاومة المسلحة, ومن هنا تحاول إسرائيل تهجير الفلسطينيين كما مخطط له الى الاردن وسيناء وربما الى صحراء الانبار في العراق ، مما استعى السلطات الصهيونية ضرب استراتيجية زيادة الإنجاب للعرب فى فلسطين واللعب على الميزان السكاني، وهذا يفسر جنونها فى إلقاء أطنان من التفجيرات على الأحياء السكنية ومراكز الإيواء , ولنتبه .. البحوث الإسرائيلية كشفت قبل سنوات ان عدد الفلسطينيين تضاعف 10 مرات منذ عام 1948ويعتقد هؤلاء الباحثون ان الفلسطينيين لديهم استراتيجية واضحة بمقاومة الاحتلال من خلال الإنجاب بكثرة، حتى يبقىميزان السكان لصالحهم فنسبة الولادات بين الفلسطينيين ستجعلهم أكثرية مستقبلا ,
لذلك اسرائيل ومن خلفها امريكا تخطط لزيادة عدد المستوطنين بنفس الوقت تهجير الفلسطينيين لمواجهة الزيادة السكانية في ظل مساحة صغيرة لا لم تعد تكفي لذلك إسرائيل كل 15 سنة او 20 سنة تحتاج ان تتوسع في لبنان وسوريا لتحدث حربا للأسف يقل فيه عدد الفلسطينيينوتزداد مساحة
انظر ماذا قال ترامب عندما سئل عما إذا كان سيسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية لأن إسرائيل صغيرة قال : إن مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة بالمقارنة مع الدول الأخرى في الشرق الأوسط ، ولطالما فكّرت كيف يمكن توسيعها , ويأتي هذه التصريح بعد أيام من تكرار ترمبمقترحه المثير للجدل حول نقل الفلسطينيين من الضفة وقطاع غزة إلى مصر والأردن ,فقبل عام 1948 كان الفلسطينيون يملكون 96% من أراضي فلسطين التاريخية، والآن لا تتعدى ملكيتهم 4 % بعد أن سيطر اليهود على كل الأراضي بالعنوهوالترهيب .
الحقيقية ان الصهاينة عينهم على اراضي خارج فلسطين لتأسيس دولتهم الكبرى من النيل في مصر الى الفرات في العراق .
د. راجي العوادي
باحث اكاديمي وكاتب مستقل