الامر لا يقبل الجدل والشك ان الضربات الصاروخية الايرانية للكيان مع استحداث صواريخ مدمرة وقد احدثت فعلتها صباح يوم 19 حزيران ، من هنا من يتعاطف مع ايران يتحدث باسهاب عن قوة الصواريخ وتدمير الاهداف وماذا سيكون حال الكيان في المستقبل ، وحتى من كان محايد او له تحفظ على ايران يقف اليوم مع ايران نعم ليس حبا في ايران بل بغضا في الكيان .
حتى من يعادي ايران عندما يتحدث عن ضربات ايران الصاروخية فانه لا ينكرها لكن يحاول استصغارها مثلا يقول انها ادت الى جرح عدد من الصهاينة والاضرار كانت بسيطة وانا شاهدت قناة صهيونية بالعربية تتحدث المراسلة من موقع الحدث في تل ابيب تقول انها شظايا صاروخ صغيرة فردت عليها المذيعة لكننا نرى بناية عملاقة مهدمة فهل هذا فعل شظايا صغيرة ، هذا لانها استدركت هزالة حديث مراسلتها في الكذب .
اما ما يخص الافلام والصور التي تعرض عن دمار الكيان بحاجة الى تامل ، نعم لا احد ينكر قوة التدمير الذي لحق بالكيان لكن عرض افلام لا تدل على انها من تل ابيب لعدم وجود دلالة ، حقيقة عند عرض هذه الافلام ابحث عن مثلا لقطات تؤكد ان الصورة من عمق الكيان مثلا نوع وارقام السيارات ملابس الشرطة والدفاع المدني عناوين البنايات التي ضربت ، شكل المواطنين المتجمعين حول مكان الحادث ، وغير ذلك اشك بالمصداقية .
الحديث عن قوة ايران وتدمير الكيان لاقى شبه اجماع من اغلب وسائل الاعلام ومن اقوى الادلة تصريحات ترامب المضطربة بخصوص هل سيشارك ام لا ، واخر خبر اذاعته وسائل الاعلام العبرية ان صواريخ القبة على وشك النفاد وهذا يعني انها ستكون بلا غطاء ودفاع ، وحقيقة اتعجب وهل لهذه القبة دور في مواجهة صواريخ ايران ، بل ايران تستهزئ بهذه القبب بارسال مسيرات هي اقرب الى دمى اطفال لتشغلها .
الحديث عن امل التفاوض حديث مضطرب يقال بسهولة لكن ان تتخيل كيف سيتفاوضون وما هي شروط المفاوضات امر صعب ومستهجن ، يعني لو جلسا معا ايران وامريكا فماذا سيقول المندوب الامريكي ؟ هل سيقول عليك يا ايران ايقاف النووي والصواريخ وتسليمنا سلاحكم ومن بعدها نفكر في كيفية رفع الحصار ، فهل هذا الاسلوب يتقبله الجانب الايراني وهو الذي احدث دمارا هائلا بالكيان .
واخيرا ان كل ما نتحدث عنه هو عن اخبار شاهدناها وسمعناها والله العالم عن مدى مصداقيتها او مصداقية قائلها بانه يلتزم بما قال لاسيما ان امريكا والكيان كلامهم ارخص من عفطة عنز ، فهل ستثق ايران بما يعرضون من اراء ومقترحات لايقاف الحرب لا سيما بعد كذب امريكا على ايران ليل الخميس وتلقت غدرهم صباح الجمعة .
مشكلة ايران انها تتعامل مع الحدث تعاملا شرعيا أي لا تكذب لا تغدر لا تبتدئ الحرب ، نعم تستخدم المراوغة والحرب النفسية بالتصريحات وهذا امر شرعي ، الامر الاخر ان الكيان ومن لف لفيفهم لا يحتاجون الى عناء جهد للحصول على مواقع الضربات الصهيونية على ايران لان وسائل الاعلام الايرانية هي من تعرض هذه الاضرار ولا تمنع تصويرها كما تفعل سلطة الاحتلال وتهديد كل من يصور الخسائر فكيف ان ما عرض منها يعبر عن كارثة بحق الكيان السؤال المخفي الذي لم تتمكن الكامرات تصويره وعرضه كيف هو حال الدمار فيها ؟
يبقى ما عرض هو نصف الحقيقة والنصف الاخر مخفي .
