فرحت كثيرا عند قراءتي لخبر اقامة مهرجان بغداد السينمائي بدورته الثانية التي ستنظمه نقابة الفنانين العراقيين للفترة من 15/ ولغاية 21 / أيلول القادم ، بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح ، وحسب ما ذكره السيد حكمت البيضاني مدير المهرجان ، والدكتور جبار جودي مدير عام السينما والمسرح . وقبل الدخول في تفاصيل المقال وما نريد أن نذكره ، لا بد من الاشارة الى عدم وضوح التسمية للمهرجان!!؟ ، فالمهرجان السينمائي الأول الذي أشاروا أليه بالخبر كان بعنوان ( مهرجان العراق السينمائي الدولي لأفلام الشباب والذي عقد للفترة من 19 ولغاية 22 / من شهر شباط الماضي / 2025!) وكان عنوان الدعوة للمهرجان هي (( ندعو جميع السينمائيين العراقيين الشباب للمشاركة في مسابقة الفلم الأول التي تهدف الى اكتشاف ودعم المواهب الواعدة في صناعة الأفلام)) ، وتضمنت مسابقة المهرجان على ( الأفلام الوثائقية القصيرة – الأفلام الروائية الطويلة – أفلام التحريك – فديو ارت) . وكانت فترة المهرجان بدورته الأولى والتي اطلقت تسميتها على أسم المخرج الكبير ( محمد شكري جميل) تكريما له ، هي للفترة من 10 / شباط – ولغاية 14 / 2025 ! ، هذه هي الأوليات عن المهرجان الأول!!؟ ، راجين من السادة مسؤولي أدارة المهرجان توضيح ذلك للأعلام ، ثم كيف سيكتب للمهرجان النجاح ، اذا كان الأعلام عن المهرجان فيه مثل هذا اللبس والتشابك!؟ فهل هذا المهرجان هو لأفلام الشباب أيضا وبدورته الثانية؟ أم هو مهرجان سينمائي كما هو مفهوم ومعروف عن المهرجانات السينمائية؟ . وبعيدا عن اللبس والتشابك وعدم الوضوح في التسمية بين الدورة الأولى والدورة الثانية للمهرجان!؟ ، لا بد من القول بأن تنظيم مهرجان سينمائي كبير في بغداد ،يعد خطوة رائعة وكبيرة وفيها شيء من التحدي الواضحوالكبير! وكأنها تقول للعالم بأن بغداد باقية وموجودة رغم كل الظروف والصعاب التي مرت وتمر عليها وتحيط بها! ،وهذا في الحقيقة يحسب للقائمين على المهرجان ولكل من يساهم بإنجاح المهرجان . ورغم ما متوقع بأن المهرجان سوف لن يكون له صدى كبيرا لأنه لا يرتقي وليس على مستوى المهرجانات التي نسمع بها والتي تقام في الوطن العربي مثل القاهرة ودبي و السعودية ، ناهيك عن المهرجانات العالمية والدولية ، لفارق الخبرة والامكانيات وحجم الحضور ونوعية المشاركة وعدد المشاركين، ونوعية الجوائز المقدمة وقيمتها ، وحجم الأعلام العربي والاقليمي والدولي الذي سيتابع وقائع المهرجان وما الى ذلك من أمور أخرى! ، ولكنها مع ذلك تعد خطوة جيدة الى الأمام ، نرفع القبعة عاليا لكل القائمين عليها . وهنا لا بد من الاشارة ،هل أن مدة 3 أشهر! هي كافية لاستكمال كل التحضيرات للوفود المشاركة ، حيث نشرت الصحف خبر اقامة المهرجان ، بتاريخ 2 / 6/ 2025! والمهرجان يبدأ يوم 15/ 9/ 2025 ،هذا من جانب ، من جانب آخر هل سيتم عرض الأفلام المشاركة في المهرجان في صالات سينما المولات!!؟ ، وهل يجوز ويليق ذلك؟ ونحن في بداية إقامة هكذا مهرجانات يفترض أن تتوفر لها كل الامكانيات المالية والخدمية واللوجستية والاعلامية ، ناهيك عن الخبرة في إدارة هكذا مهرجان حتى وان كان في دوراته الأولى!؟ . والسؤال الذي يبرز هنا وبكل وجع وألم! : أين صالات السينما العراقية؟ أين انتهت وأين صارت ؟ وهل فكر أحد من وزراء الثقافة منذ تشكيل اول حكومة بعد الاحتلال ولحد الآن ، من أعادة تأهيل صالات السينما التي كانت بغداد تفتخر بانها تمتلك أرقى صالات السينما على مستوى المنطقة والعالم؟ ، ثم أين مسارحنا؟ فنحن ومنذ اكثر من 40 عاما لا تمتلك بغداد ألا مسرحا واحدا وهو المسرح الوطني؟ . أن وجود صالات السينما والمسارح أضافة الى كونها تعتبر مقوماتهامة ورئيسية لإقامة المهرجانات الفنية والثقافية وأية مهرجانات أخرى؟ فأنها تعتبر واجهات جميلة تعطي معنىوصورة عن نوعية التمدن والتحضر الاجتماعي وبالتاليتعطي الانطباع الحقيقي والصحيح عن ماهية المجتمع! .أرى أن عدم إعادة تأهيل صالات السينما القديمة في بغداد مثل ( سينما النصر، والخيام ، وسميرا اميس ، وبابل ، وأطلس ، وغرناطة) وغيرها التي أصبحت غالبيتها ومع الأسف مواخير للفسق والفجور ولبيع الخمور وما خفي كان أكثر رعبا!؟ والابقاء على المسرح الوطني العراقي يتيما ! منذ أكثر من 40 عاما ، هو لقتل الوعي وقبر الثقافة في المجتمع ، لا سيما وكلنا نتذكر المقولة (أعطني مسرحا أعطيك شعبا مثقفا!) فما بالك أذا أعطيت المجتمع المسرح والسينما ورفدتها بخيرة الأفلام العالمية وبروعة الأعمال المسرحية؟! . أن الدولة تعلم جيدا أن إقامة المسارح والاكثارمن العروض المسرحية واعادة تأهيل صالات السينما يعد ناقوس خطر لتوعية المجتمع وهذه تعتبر من اكبر المحرماتفي الوقت الحاضر! ، وهذا ما لا يريده ولا يرضاهالاحتلال!!. (( راجع مقالنا الموسوم والمنشور على موقع صوت العراق بتاريخ 3/3/ 2024 بعنوان // هل من مستثمر يعيد لبغداد جمال صالات سينما الزمن الجميل؟ )) . ورغم كل ما ذكرناه عن المهرجان ، وانه في بداياته وفي دوراته الأولى ، ولكنه يضل محاولة كبيرة نشيد بالاحترام والتقديرلكل من وقف وراء إقامة هذا المهرجان بدأ من ، السيد وزير الثقافة المحترم ، والشكر والامتنان موصول الى كل من السيد حكمت البيضاني ، مدير المهرجان ، والدكتور جبار جودي مدير عام السينما والمسرح . والله الموفق والله من وراء القصد.