امام حزمة الانهيار الامني الذي تشهده البلاد منذ ايام، والمفاجئات المتوالية للاحداث ومعظمها تحكي قصة انهيارات وانسحابات في صفوف الجيش والقيادة العسكرية الامنية العليا وسقوط مدن كبرى و التلويح بالمزيد من التوغل نحو مدن مجاورة على يد جماعات ارهابية مسلحة، نجد انفسنا امام ضرورة ملحة لمراجعة تقييم اداء وجاهزية المنظومة العسكرية بالكامل والخطط الدفاعية الستراتيجية لاجل حماية البلد من اي اعتداء وتدارك الاخطاء بالسرعة الممكنة استنادا الى مايملكه الجيش العراقي من سمعة وخبرات وامكانيات وبطولات سابقة مكنته من احتلال لقب اقوى الجيوش العربية بلا منازع.
وبرغم الاختلاف الكبير في تفسير ماحصل، ومسلسل رمي الاتهامات بالتخوين والتنصل من المسؤولية لجهة ما واخرى يقابلها التخبط الواضح لعدد من وسائل الاعلام المحلية والعربية وحتى العالمية في ايراد القصة الحقيقية لاغتصاب مدينة الموصل وتطاولها على مدينة صلاح الدين من بعدها طبقا لمصادر قد لاتكون نزيهة او مقنعة، والمخاوف والشائعات التي تطلقها جهات عدة في الشارع العراقي من مغبة الاثار المترتبة لتلك الاحداث ، يبقى المواطن في حيرة من امره وهو يتقلب بين تلك القنوات ويفتح اذانه لسماع احاديث الطريق والمقهى وقله الاكبر بأتخاذه وسائل دفاعية تبعده ولو قليلا عن تكرار سيناريو التهجير القسري والاقتتال الطائفي في اعوام 2006-2009 ، خاصة وان المواطن البسيط كان ولازال يدفع فاتورة كل تلك التخبطات.
وعليه لابد من الوقوف على بعض مبررات الفشل والهزيمة سعيا لاجل تقويمها ومحاربة الافكار التي تنال من سمعة جيشنا العراقي وبسالته التي حصدها من سنوات طويلة بذلها في حماية الشعب والدول المجاورة، والتركيز على القيادات الامنية العسكرية التي تتولى التخطيط لصد الهجمات ووضع الخطط وتقدم الصفوف لتنفيذها، ومحاسبة المخاذلين منهم ..وربما تمكنت وسائل الاعلام المحلية على التفكير وهي تعد تقاريرها ان لاشيء يعلو على مصلحة الوطن وامنه وسلامة جميع مكوناته، وان الحقيقة مهما كانت قاسية هي الافضل من ايراد اخبار وقصص ومشاهد كاذبة تكون مثل فقاعة لاتلبث ان تنفجر لترسخ نفور الاخرين منها ..
هي دعوة لاجل توخي الدقة في نقل الحدث، والتريث قبل رمي الاتهامات التي تشق الصف فلا وقت لها الان، المطلوب فقط وقفة تضامنية جادة لحماية اممننا من عدو بات يهدد الجميع .. ورب ضارة نافعة في عدو يحاول حرق كل الاوراق لاجل ان تتوحد الصفوف المتصارعة لتجريمه ومحاربته فمازال في الوقت متسعا ولازال رجال العراق ونساءه بقادرين على حماية ارثهم الوطني من اي تشويه ..