نعم النخلة سلاحنا لأنها تحارب الجوع وتوفر نشاطات حرفية ذات مردودات إقتصادية , و تنتصر على أي حصار يواجهنا , وعندما حاربنا النخلة تمكن منا الحصار الجائر.
يُذكر أن الحصار الذي فرض على البلاد بعد ثورة رشيد عالي الكيلاني (1892 – 1965) , لم يؤثر بالمجتمع لأن النخلة تحولت إلى دريئة ضده , وما كان يعوز الناس سوى الشاي والسكر فاستغنوا عنهما.
إحترام الشجر من أولويات صناعة القوة وتنمية الإقتدار الفردي والجماعي , فمنذ الأزل كانت الثروات تقاس بالشجر والمواشي بأنواعها , وعلى مر العصور البشرية تنادي بالإهتمام بالزرع والضرع والدواجن اللازمة لصناعة الحياة الآمنة.
فهل وجدتم قوة عند مجتمعات الجياع , أم أنها التداعيات المروعة التي تفتك بكل شيئ؟
النخيل عندنا والجياع بيننا!!
من أعاجيب السذاجة والبلاهة والغفلة والجهل المرير , أن البلاد كانت الأولى في العالم بعدد النخيل في النصف الأول من القرن العشرين , وإذا بها تبدأ مسيرة معاداة النخيل وإجتثاثه منذ مطلع النصف الثاني من القرن العشرين , حتى صارت النخلات تهرب إلى بلاد الآخرين.
النخيل إنهزم من مرتعه الأصلي , وهاجر مع أهل البلاد , فصارت الدول الأجنبية تستثمره وتعزز إقتصادها به , وتبتكر الآلات والأدوات اللازمة للتفاعل معه.
فاحترموا النخلة وأعيدوا لها كرامتها , لتعيشوا أقوياء أعزاء.
نخيل بلادنا يُشقى بحادي
أتى جرما بأفعالٍ كسادي
تحولت السوامق عن علاها
كأعجازٍ ضحاياها بوادي
تأسدت الخطايا فاستباحت
نخيلا مستقيما كالعماد