لاشك ولا الريب ان عيد الغدير من اهم واعظم أعياد المسلمين سواء اتفقت كلمتهم على ذلك ام لم تتفق وانا هنا لست بمعرض مناقشة الأدلة التي يحتج بها الفريقان لقناعتي الراسخة بصحة هذا العيد وانه حقيقة ويقينا عيد الله الأكبر وانما وددت التعرض الى مسألة قد تكون غائبة عن البعض خصوصا من اهل الحل والعقد وهي ان المطلوب منا كمسلمين عامة وكشيعة خاصة ان نهتم بهذا العيد ونعطيه حقه من مراسيم خاصة واعمال عبادية نصت عليها الروايات وان نلتزم بأهم من مخرج من مخرجات هذا العيد وهو التمسك بولاية امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) والذي كان محور المناسبة والسبب الرئيسي في أهمية عظمة هذا العيد أي ان واقعة الغدير او عيد الغدير ليست مهمة وعظيمة لذاتها كما هو الحال في شهر رمضان المبارك مثلا أي عن عظمة الشهر لذاته لا لكونه شهر يشتمل على الصيام بخلاف عيد الغدير فعظمته واهميته متأتية من كونه الموعد او المكان الذي تم الإعلان الرسمي فيه بأن الامام علي بن ابي طالب ع هو الوصي والخليفة الشرعي لخاتم الأنبياء والمرسلين الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (ص) وان نلتزم به كعيد من اهم أعياد الامة لا بما يحصل الان في الواقع فالبعض يريد ان يهتم بهذه المناسبة حتى يثبت انه المحامي والمدافع عن الشيعة والتشيع والبعض يريد ان يثبت انه هو الأساس في تثبيت عطلة الغدير ليحصل من خلالها على المكاسب السياسية والبعض الاخر يريد ان يتخذ من عيد الغدير واحيائه فرصة سانحة لتأجيج الطائفية والتعدي على المسلمين وما يعتقدون به من احداث وشخصيات والبعض يريد ان يتخذ من عيد الغدير منفذ او طريق للكسب المادي من خلال قنواته الفضائية والترويج فيها وكل ذلك بعيد كل البعد عن الغدير واهميته وانما يأتي كل ذلك من باب توظيف هذه المناسبة العظيمة لأغراض دنيئة لا تمت لعظمة تلك المناسبة كأن هؤلاء لم يسمعوا قول الله سبحانه وتعالى “وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ۞ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) .