برهةً من الوقت ؛ كي نتسلى بالشعر الجاهلي ونترك جنباً ؛ السياسة والقانون

برهةً من الوقت ؛ كي نتسلى بالشعر الجاهلي ونترك جنباً ؛ السياسة والقانون

وأنا أتصفح أحد المواقع الإعلامية، أستوقفني قولمواطن مغربي كان جالساً في سيارة متجه الى إحدى المدن المغربية، يقول: أمسكت كتاباً لشعراء الجاهلية لإتسلى بالشعر الجاهلي في مشوار ينقلي الى عالم الشعر، وقد أعجبني بعض ما ذكره لأربعة من شعراء الجاهلية بكلمات تعبر عن الحب والعتب والجمال والإحساس والوصف الجميل. اخترت أجمل الأبيات منها، وإيجاز شرحها لكي نرتاح برهة من الوقت ونترك السياسة والقانون…..

يقول الشاعر: امرئ القيس؛

       تقولُ وقد مال الغَبيطُ بنا معًا:       عَقَرْتَ بَعِيري يا امرَأَ القَيس فانزِلِ

 فَقُلتُ لَهَا : سيري وأرْخي زِمَامَه         ولا تُبعدينني من جنَاكِ الْمُعَلَّلِ

   يقول : كانت هذه المرأة تقول لي في حال إمالة الهودج أو الرحل إيانا: قد أدبرت ظهر بعيري فانزل عن البعير.

       جعل العشيقة بمنزلة الشجرة، وجعل ما نال من عناقها وتقبيلها وشمها بمنزلة الثمرة لتناسب الكلام. 

       يقول : فقلت للعشيقة بعد أمرها إياي بالنزول سيري وأرخي زمام البعير ولا تبعديني مما أنال من عناقك وشمك وتقبيلك الذي يلهيني أو الذي أكرره، ويقال لمن.

أما قول الشاعر: ؛ طرفة بن العبد؛

          وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً     عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ    

          فَذَرْني وخُلْقي، إنّني لكَ شاكرٌ       وَلَو حلّ بيْتي نائبًا عند ضَرْغَدِ

        يقول: إن الظلم الآتي من جهة الأقارب أشد تأثيرًا في تهييج نار الحزن والغضب من وقع السيف القاطع المطبوع بالهند، وإنما كان بهذه المثابة لأن الأقارب عضد الإنسان، فإذا آذوه فبمن يستعين؟

    يقول: اتركني وسجيتي وطبعي، فإنني أشكر لك ذلك أن فعلت، وإن نزلت بعيدًا عنك غاية البعد حتى ينزل بيتي عند الجبل المسمى بضرغد، وهو بعيد عنهم مسافة بعيدة.

في حين يقول الشاعر: عمرو بن كلثوم؛

أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَا     وَلاَ تُبْقِي خُمُوْرَ الأَنْدَرِيْنَا

مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَا       إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَا

      يقول:  ألا استيقظي من نومك أيتها الساقية واسقيني الصبوح بقدحك العظيم، ولا تدخري خمر هذه القرى. أي: لا تُبقي خمور الأندرينا، بل اسقِنا كلها. الأندرينا اسم لقرية في الشام مشهورة بإنتاج النبيذ.

        ثم أردف يقول: اسقينيها ممزوجة بالماء كأنها من شدة حمرتها بعد امتزاجها بالماء ألقي فيها نَوْر هذا النبت الأحمر، وإذا خالطها الماء وشربناها وسكرنا جُدنا بعقائل أموالنا وسمحنا بذخائر إعلاقنا، هذا إذا جعلنا سخينًا فعلًا، وإذا جعلناه صفة كان المعنى : كأنها حال امتزاجها بالماء وكون الماء حارًّا، نور هذا النبت. أي: النبيذ مشعشع كالحصن، أي: ناصع اللمعان ولامع. أي: إذا خلط الماء بالنبيذ، فإنه يزيد من لمعانه وجماله، ويجعله كأنّه سخين (أي: حار) وهو وصف للمشروب.

ونختمها بقول الشاعر: عنترة بن شداد؛

هَلْ غَادَرَ الشّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ      أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ

  يا دارَ عبلةً بالجواء  تَكَلَّمي     وَعَمي صَباحاً دارَ عبلةًوَاِسلَمي

      يقول: هل تركت الشعراء موضعًا مسترقعًا إلا وقد رقعوه وأصلحوه؟ وهذا استفهام يتضمن معنى الإنكار، أي لم يترك الشعراء شيئًا يصاغ فيه شعر إلا وقد صاغه فيه.

      يقول : يا دار حبيبتي بهذا الموضع تكلمي وأخبريني عن أهلك ما فعلوا، ثم أضرب عن استخباره إلى تحيتها فقال:  طاب عيشك في صباحك وسلمت يا دار حبيبتي.

أحدث المقالات

أحدث المقالات