قيمة مَن يكون في الكرسي ما يقدمه لصالح الحياة , وهذا هو المعيار الأساسي الذي يحدد الرؤية ويرسم الصورة , فليس مهمامَن يكون , وإنما كيف يكون , وبإختصار إعمل لأراك , ولا يعنيني أن تتحدث عن نفسك وتضع خلف ظهرك شجرة نسبك العريق طبعا , وتجلس على كرسي بهي , وتتخذ هيأة الطاووس , أو كالوحش المكشر الأنياب الساعي للإفتراس.

نعم …إعمل لأراك!!

هذا هو المبدأ الذي عليه أن يسود في المجتمعات التي تدّعي الديمقراطية , وتقول حكوماتها بأنها تريد خدمة الوطن والمواطن.

الكثيرون في بعض المجتمعات يُحشرون في الكراسي بلا كفاءة ولا قدرة قيادية أو إدارية , ولا قابلية على العمل والجد والإجتهاد , وإنما لمجرد الإنتماء لهذه الجهة أو تلك.

أي أنها المحسوبية والفئوية!!

وهذا السلوك أسهم في تدمير البلاد وقهر العباد وسيادة الفساد , والدفع نحو التبعية وتأمين الإعتماد على الغير.

فما هو المطلوب؟

الإخلاص للكرسي , بمعنى العمل بموجب مقتضيات دوره وما عليه أن يقوم به.

فكرسي الرئيس له مستحقاته التي عليه أن يرتقي إليها , ويعبر عنها بقوة قيادية ملهمة ومحفزة للطاقات , ومشجعة على البناء والتقدم , وتأمين أسباب السعادة والرخاء في بلد يبدد الثراء فيهرب إلى ديار الآخرين.

والعجيب أن العديد من الكراسي في بعض المجتمعات بلا عقل فاعل فيها , وإنما تديرها الولائيات والإذعانات لما تمليه أطماع الأسياد , الذين يريدون التوابع في كراسي صارت ملكيتها لهم , ودورها محسوب من نشاطاتهم اللازمة لتأكيد مصالحهم , على حساب أبناء وطن منكوب بالكراسي المعادية للحياة , والمتوجة بتطلعات النفوس الأمارة بالسوء والبغضاء , ووضع اليد الطويلة على ما تطاله من أسباب الثراء وهو بيت الداء!!

فلا قيمة للمواطن , ولا وجود للمواطنة , والوطن في خبر كان , والناس تعاني الحرمان والقلق وضياع الأمان , فكل مَن عليها آثم ومن فصيلة العدوان , وعليه أن يهجر مكانه ويتيه في أرض الله الواسعة , ويتناسى بأنه إنسان.

الكرسي وعاء كل شيئ , ومدينة الحياة والظفر , والفوز لمن ساد واحتكر.

يا كراسينا القوية

ومآسينا الأبية

وجراحا لا تداوى

وهموما فئوية

إنها القانون فينا

وبها أصل القضية

أحدث المقالات

أحدث المقالات