للولوج الى هذه التساؤلات ، أرى أن نقدم تعريفات مختصرة للمفاهيم أعلاه :
1 . من موقع / الأمام بن باز ، أقدم هذا التعريف للأسلام { هو الاستسلام لله ، والخضوع له بفعل أوامره ، وترك نواهيه ، الإسلام يعني : الانقياد والذل لله بتوحيده والإخلاص له ، وطاعة أوامره ، وترك نواهيه ، هذا هو الإسلام ، ومن ذلك : أداء الصلاة ، أداء الزكاة ، صوم رمضان ، حج البيت ، بر الوالدين ، صلة الرحم ، ترك المعاصي كلها داخلة في الإسلام .. } . 2 . أما العلم { فهو أسلوب منهجي لبناء وتنظيم المعرفة في صورة تفسيرات وتوقعات قابلة للاختبار . يرتكز مفهوم العلم على مصطلح المنهجية العلمية الذي بدوره يدرس البيانات ويضع فرضيات لتفسيرها ويختبرها وكل هذه العملية للوصول إلى معرفة قائمة على التجربة والتأكد من صحتها بدل التخمين / نقل من الويكيبيديا } ..
3 . أن المعاجم اللغوية الحديثة { ترى أن الحضارة هي : الرقي العلمي والفني والأدبي والاجتماعي والاقتصادي في الحضر ، وبعبارة أخرى أكثر شمولاً ، هي : الحصيلة الشاملة للمدنية والثقافية والفكر ومجموع الحياة في أنماطها المادية والمعنوية ، ولهذا كانت الحضارة هي : الخطة العريضة – كماً وكيفاً – التي يسير فيها تاريخ كل أمة من الأمم ، ومنها : الحضارات القديمة ، والحضارات الحديثة والمعاصرة .. / نقل من موقع كلية الأداب جامعة دمشق – د .عمار النهار } .
التساؤلات : لا زال شيوخ ومنظري الأسلام يعتقدون ان الأسلام ، أوجد حضارة ، عن طريق الدول الأسلامية / خاصة في الحقبة العباسية – التي نشأت تحت مظلة الأسلام كعقيدة ..وسنخضع هذه المعلومة للتساؤلات – وفق رأي الشخصي :- أ – فكيف تكون الدولة الأسلامية ، أوجدت حضارة في حقبها ، وهي قتلت وكفرت العلماء والمفكرين ، وسأورد بعض الأمثلة على ذلك –على سبيل المثال وليس الحصر . فمن موقع / سبوتنك ، أورد بعضا من نكل بهم : 1 . أبو العلاء المعري : الفيلسوف السوري المولود 973 م في حلب ، الملقب “رهين المحبسين” .. تم اتهامه بالزندقة لأنه كان يشكك ببعض عقائد الدين الإسلامي . وكان يشك أيضاً بقضية الوحي الإلهي واعتبر أن الدين هو صنيعة الإنسان . 2 . المفكر والكاتب والمترجم ” ابن المقفع” المولود في إيران عام 724 ميلادي . اضطهد المقفع بسبب خلافه مع والي البصرة ، معاوية بن يزيد ما دفع الأخير إلى قتله ، وتقول كتب التاريخ إن ابن الوالي دبر قتل ابن المقفع لأن الأخير كان يستخف به ويسخر به ومن شكله .
ومن موقع / الوطن ، أنقل علماء ومفكرين أخرين ، قتلوا ونكل بهم :
1 . جابر بن حيان : ولد ابن حيان في طوس (إيران) في عام 721 م ، عاش في العصر العباسي وكان واحدا من أبرع العلماء في مجالات عدة أبرزها الكيمياء ، واعتبر أول من استخدم الكيمياء عمليا في التاريخ فلقب ب “أبو الكيمياء” ، تم اتهامه بالزندقة والكفر ،والبعض اعتبره ساحرا من كبار السحرة ، وأنهى حياته في السجون . 2 . الكندي : ولد الكندي عام 805 م . برع في علوم كثيرة كالفلسفة والمنطق والطب والرياضيات والفلك ، وقد كتب فيها جميعا ما لا يقل عن 269 كتابا ، ويلقبه البعض ب “مؤسس الفلسفة العربية الإسلامية” ، وكعادة الفلاسة كفر الكندي نتيجة لفكره واعتبره الكثيرين ” منجما ضالا متهما في دينه ” . 3 . الرازي : ولد الرازي في الري (إيران) في عام 864 م . ويصفه البعض بـ”أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق”، ألف الرازي كتاب “الحاوي في الطب” الذي ضم جميع المعارف الطبية .. برع الرازي أيضا في الرياضيات والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق ، تم اتهام الرازي بالإلحاد والزندقة مما أدى إلى النتيجة التي سعى لها خصومه منذ البداية.. فتم قتله . * فكيف لدولة الأسلام ، التي يحكمها خلفاء وأمراء تحت مظلة عقيدة – وهي الأسلام ، تفتك بالعلماء والمفكرين ، ومن جانب ثان ، يقول الشيوخ : أن الأسلام خلق حضارة في ظل الحقب الأسلامية الماضية ! .
ب – الوضع أعلاه كان للأسلام كدولة ، ولكن ما هو وضع القرآن –كعقيدة ، هل قدم عطاءا للعلم ، لتكون نواة للحضارة . 1 . سأسرد الآية التالية ، التي قام الفقهاء بلي عنق الحقائق بتفسيرات وتأويلات ، لجعلها تتطابق مع الحقائق العلمية : فوفق موقع / أسلام ويب ، يسرد أول مَلْمَحٍ إعجازي علمي في آية ( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون .. / 14 سورة الحجر ) .. ويعلل الموقع أن ( وإلى سنوات قريبة ، لم يكن في علم أحد من الناس أن السماء – على اتساعها – ليست فراغًا ، ولكنها مليئة بالمادة على هيئة رقيقة للغاية ، تشكلها غازات مخلخلة ، يغلب على تركيبها غازا الإيدروجين والهليوم ، وقليل من الأوكسجين والنيتروجين ، وبخار الماء ، والنيون ، مع انتشار هائل للأشعات الكونية بمختلف صورها ) .. والتساؤل هنا : هل سردت الآية أعلاه ، أيا من الحقائق العلمية الواردة في تفسير شيوخ الأسلام . ولم لم تذكر الآية –لوكانت أعجازا ، تركيب الغازات / من الأيدروجين والهليوم بمتنها .. ، ولو رجعنا الى نص الآية ، ونتساءل : هل للسماء بابا يفتح ويغلق ، ولو كان كذلك ، أذن السماء هي دارا محددا ، له باب .. أما الأشكالية العلمية : هل توجد سماء ! . 2 . هناك من وضع القرآن في موقف مترهل ، فمثلا موقع / الأسلام سؤال وجواب : يبين أن ” أرسل الله تعالى محمَّداً ، بدين شامل لكل نواحي الحياة ” و يضيف أشكالية أخرى ، فيقول ” فجاء الإسلام ليسد حاجات الناس في كل شؤون حياتهم ” ، وهنا لا أدري أي حاجة سدها القرآن ! . ويضيف ” ما أنزل داءً إلا وأنزل له دواء ” ، والكلام صحيح ، ولكن ما هو الدواء الذي وجد في القرآن لكل ما أصاب البشرية ، فمثلا ، هل أشار القرآن للمضادات الحيوية ، وهل أشار لتلقيحات الحصبة والجدري .. الأشكالية الكبرى ، بعدما أشار الموقع الى أن الأسلام دين شامل للحياة ، يختم بتناقض فظيع فيقول ” وما ذكر عن بعض المسلمين من كون كثير من العلاجات اكتشفت عن طريق القرآن الكريم : فنقول إن هذا من الأمور المبالغ فيها .فالقرآن ليس كتاب طبٍّ ولا كتاب ( جغرافيا ) ولا ( جيولوجيا ) كما يحلو لبعض المسلمين أن يقول ذلك ..” ثم يختم الأمر ب ” بل هو كتاب هداية للناس ومن أعظم معجزاته : بلاغته وقوة معانيه ، وهو الأصل في إعجازه .. ” . * تساؤلات : هل بول البعير ، به شفاء ! ( أن قوماً جاءوا المدينة النبوية فمرضوا فأشار عليهم النبي بالشرب من ألبان الإبل وأبوالها ، فصحوا وسمنوا ، وفي القصة أنهم ارتدوا وقتلوا الراعي ، ثم أدركهم المسلمون وقتلوهم / رواه البخاري ومسلم ) . وهل الحجامة تكون علاجا ! ( رواه ابن ماجه عن أنس قال : قال رسول الله : ما مررت ليلة أسري بي بملأ إلا قالوا : يامحمد مُر أمتك بالحجامة. قال الأرناؤوط : صحيح بشواهده ) . وهل الذباب فيه شفاء ! ( عن أبي هريرة قال ، قال : رسول الله ” إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله ثم لينزعه ” . / رواه أبو داود وأبن حبان ) .. كل ما ذكر كان علاجا بدويا جاهليا ، ضد المنطق ! .
خاتمة : من كل مما سبق / وهو غيض من فيض ، يتضح لنا أن الدول الأسلامية – كمفهوم دولة ، نكلت وكفرت وقتلت الكثير من العلماء والمفكرين ، فكيف تكون كدول وضعت بذرة في بناء الحضارة .. أما الحديث عن ” بيت الحكمة “ في حقبة حكمالعباسيين ، فكان جل نشاطه في ترجمة علوم الأخرين ، وأنقل مقطعين من مقال نشر بهذا الخصوص من موقع / الجزيرة نت { .. فبداية النهضة العلمية الحقيقية بدأت على يد الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور (714-775م) الذي أمر بترجمة الأعمال الهندية والفارسية واليونانية إلى العربية من شتى أنواع العلوم من طب وهندسة وفلسفة ونحوه ، ثم أمر بهذه الكتب أن توضع في مكتبة خاصة في قصر الخليفة .. ولما أفضت الخلافة لعبد الله المأمون (786-833) سابع الخلفاء العباسيين ، كثف الخليفة جهوده في الترجمات حتى أنه صرف على ذلك 300 ألف دينار ذهبي في عهده .. } .. أما القرآن ليس به لا أعجاز ولا جواب لكل سؤال ، ولم يكن يوما هو الحل ، بل كان كتابا يدعوا للأسلام بحد السيف ، وتصب الكثير من آياته على أعداد العدة والعدد للغزو ” وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ ..ْ / 60 سورة الأنفال ” و ” وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚوَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ / 191 سورة البقرة “. الخلاصة لا الدول الأسلامية ولا القرآن قدموا حضارة – بالمعنى التام ، وأنما كانوا مستوردين ومستهلكين لحضارات الأمم .