بمناسبة انعقاد القمة العربية في بغداد قراءة في العمل العربي المشترك

بمناسبة انعقاد القمة العربية في بغداد قراءة في العمل العربي المشترك

انعقدت القمة العربية في بغداد .بعد استعدادات و اعادة تهيأت شارع المطار الموصل من مبنى مطار بغداد الى مقر اقامة الضيوف و قاعدة انعقاد الاجتماعات مع ان هذا الشارع اعيد تعميرة اكثر من مرة وهو من اجمل شوارع العاصمة تمت استعدادات لوجستية كبيرة بهذة المناسبة اشرف عليها رئيس الوزراء بغية ان يحضى الضيوف المشاركين في المؤتمر بأقامة هانئة وافتتح فندق جديد لي اقامة الضيوف وتم تعطيل الدوام الرسمي في مؤسسات الدولة كافة  بمناسبة هذا الحدث الجلل ,لسان حال العديد من الموظفين يقول مع الاسف لسنا مثل مدينة نيويورك مقر انعقاد اجتماعات الامم المتحدة لأن في هذة الحال كنا نتمتع بتعطيل الدوام الرسمي طيلة ايام السنة حيث الانعقاد الدائم للأجتماعات . في  لحظة انعقاد الاجتماع بدا المشهد واضحآ اجتماع الوفود المشاركة طغى علية مشهد زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى السعودية وقطر وحجم الصفقات التي عقدت وحضور الرئيس السوري ورفع العقوبات عن سوريا  والتوترات في منطقة الشرق الاوسط بين مختلف الاطراف واعادة رسم ملامحها السياسية بعد ما حدث في  اكتوبر   من حماس ضد اسرائيل وردة الفعل الاسرائيلية وامتداد الصراع الى لبنان وماحدث هنالك و اليمن و سوريا ومفاوضات ايران و الولايات المتحدة الامريكية .بدات معالم اعادة رسم السياسة في الشرق الاوسط تناقش في مكان اخر غير مقر انعقاد القمة وبأعتقادي فأن الحضور الذي خلى من حضور العديد من قيادات الدول التي حضرت حيث تم تمثيل العديد من الدول بوزراء الخارجية دون الملوك والامراء و الرؤساء هو بشكل او اخر يعبر عن تراجع الاهمية النسبية للقمة ذاتها وبداء تباين المواقف واضحآ في كلمات الوفود المشاركة عبر عن ذالك تراجع الاهتمام الاعلامي الاقليمي و الدولي مقارنة بزيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب او مفاوضات الملف النووي الايراني ,العمل في القمة العربية وسائر امور العمل العربي المشترك يجب في النهاية ان من زاوية تأثيرها و انعكاسها على الشعوب ومقدار ماتقدمة اي من اعمالها او قراراتها لشعوب المنطقة ,من وجهة نظر ديمقراطية فأن  النظرية اللبرالية تؤسس على الكونية الشمولية اذ يولد الناس احرار ومتساوين في الكرامة و الحقوق ,ويعتقد الديمقراطيين اللبراليين انهم مواطنو العالم كما يقول فرانسيس فوكوياما .  اللبراليون الديموقراطيون اذ استندت الهوية الوطنية الى سمات ثابتة مثل العرق او الأثنية او الميراث الديني اللغة فستصبح فئة استعبادية تنتهك مبداء الكرامة الانسانية المتساوية وتتحول الى قومية عدوانية استبعادية ,لذا يجب على المجتمعات اللبرالية معياريا عدم الاعتراف بالجماعات اعتمادآ على هويات ثابتة مثل العرق او الاثنية او الميراث الديني .لعل هذا الرأي كان واضحآ لدى فرانسيس فوكوياما الذي اوردة في كتابة اللبرالية ونقادها الساخطون في صفحة  147-148.اي   ان الدول و الامم انما تقوم على ارادة العيش المشتركة و بالاستناد الى حرية و حق الاختيار .اي اننا يجب ان نخلق الهوية الوطنية على مبداء حرية الاختيار وارادتنا في العيش المشترك وليس وفق عوامل تعدم حرية الاختيار فلا خيار للأنسان في اي عرق ينتمي لة واي ميراث ديني او طائفي ينسب لة  وتنحدر عائلتة منة او اي لغة يتكلم بها هذة الامور تفرض على الانسان بحكم ولادتة ولا حرية اختيار لة فيها .على اية حال اقترن العمل العربي في القرن الماضي في العراق بتيارين تعاملا مع القضية القومية العربية التيار الاول كان التيار القومي العربي بأتجاهاتة الثلاث حزب الاستقلال و حركة القوميين العرب الناصرية و حزب البعث وكان هذا التيار يعرف بتيار الوحدة العربية الفورية اي انة يسعى لجمع الدول العربية في اطار دولة واحدة دون اي اعتبار اخر بقرار من انظمة غير ديموقراطية ودون ارادة الشعوب في اختيار شكل الوحدة ومقدار تعبيرها عن رأي الشعوب ودون ضمانات في الحرية والمساواة واحترام حقوق الانسان ..واذا كان هذا التيار او الرأي فشل فشلا ذريعآ في العمل العربي المشترك وانتج الطغاة وانتهك حقوق الانسان وقدم نماذج في غاية القمع وسحق كرامة ابناء شعوب الدول الناطقة بالعربية و فرض جدار حديدي على كل اشكال حرية التعبير لينتهي الى التلاشي على ارض الواقع لأن اي قومية واي وطنية واي حركة دينية عندما تؤسس على انتهاك حقوق الانسان وعبادة الفرد و الشوفينية ستغدوا فاشية قومية او وطنية او دينية وستغدوا قومية استعلائية استبعادية تنتهك الحرية والمساواة وسائر حقوق الانسان اما التيار الاخر الذي تعامل مع موضوع العمل العربي فكان يعرف بتيار الاتحاد الفدرالي ومثل هذا التيار في العراق الحزب الشيوعي العراقي و الحزب الوطني الديموقراطي بقيادة كامل الجادرجي .لم يكن الجادرجي اقل تمسكآ بالعمل العربي من غيرة لكن كان يرفض اي عمل عربي او وحدة عربية لا تراعي احترام كرامة الانسان ولاتحترم الديموقراطية وحقوق الانسان لذا نجد على سبيل المثال ان الجادرجي قابل جمال عبد الناصر في 14ايلول 1958 ونقل الية الخلاف الحاد حول موضوع الوحدة ودعاة الى دعم الخيار الفدرالي لا الوحدة الفورية . كان الوطني الديموقراطي والشيوعي اتخذا موقف داعم الى ثورة 14تموز فيما اتخذ البعث و القومين الناصرين التكتل حول عبد السلام عارف .ان هذا التاريخ تلاشى ولم يعد شعار الاتحاد سواء بصيغة الفدرالية او الفورية مطروح اليوم واصبح تركز وترشخ الدولة الوطنية حقيقة لاجدال فيها الا انة يبقى العمل العربي بصيغة التضامن والتعاون في اطار الجامعة العربية واقع لكن يجب ان يوجة بأتجاة احترام حرية وكرامة الشعوب .وترسيخ قيم الحداثة والحضارة واحترام حقوق الانسان و التنمية للشعوب لا لنخب حاكمة تقمع الحريات وتنتهك كرامة الانسان ليل نهار وبشكل وحشي .