رسالة مفتونة إلى سمو الأمير تميم بن حمد

رسالة مفتونة إلى سمو الأمير تميم بن حمد

لا حاجة لشرح أحوال الأمة الإسلامية والعربية، فمشاهدة العين المجردة تغني عن الحديث كله. ونحن كأفراد و كأمة لنا الحق أن نعيش بسلام وكرامة وطمأنينة وزهو بالنفس، حالنا حال الأمم الأخرى وأفرادهن. ولكن بسبب الوضع المزري لأمتنا الذي لا مثيل له، على شتى الأصعدة، عكفتُ قبل عقد من الزمن على كتابة مقترح بعنوان (مقترح مشروح لنهضة الأمة) وقدمته لدولتكم الكريمةفي عام 2016 عن طريق سفارتكم، ثم وفي بداية عام 2018 زرتُ قطر وبقيت فيها خمسة أيام (على حسابي الشخصي) وقدمت ثلاث نسخ من المقترح إلىالإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وكانت نسخة منها لسموكم، ونسخة إلى مركز الدراسات والأبحاث في قناة الجزيرة (بناء على طلب الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين)، فضلا عن نسخة للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين نفسه. في هذا المقترح قدمت عدة مشاريع مهمة مع تحديد السقف الزمني لها، من أجل نهضة هذه الأمة المنكوبة. هذا المقترح هو خلاصة دراسة وعلم وخبرة، عانينا منالصبر والمثابرة من أجل الحصول عليهن، ولعقود من الزمن. وهذا إنما لإلتزام بنصائح العلماء والمرشدين والحكام من هذه الأمة، أن نطلب العلم ففعلنا، ولم نذهب مذهب اللعب بالكرة. وحين أتت ثمار هذه المعاناة على الصبر والمثابرة والشدة، ارتأينا أن نقدمها مجانا بين يدي حكامنا، وسموكم هو احد هؤلاء الحكام الذين قدمنا لهم مقترحات المشاريع لنهضتنا.

لكنني لم أتلق أي إستجابة من دولتكم الكريمة، وقد مرّ على تقديمي لكم ذلك المقترح حوالي العقد من الزمن.

وفي الأثناء، وبُعيد تقديمي مقترحاتي، شاهدتُ بعيني إستضافة قطر لكأس العالم والتي كلّفت قطر حوالي 230 مليار دولار، بل وأكثر من ذلك. وشاهدت أيضا ضمن ما لفت إنتباهي حصول ديفيد بيكهام (لاعب كرة القدم البريطانيالمتقاعد) على مائتي مليون يورو، مقابل أن يكون سفيرا لدولتكم الكريمة، من اجل الترويج لكأس العالم. ثم قدمت دولتكم الموقرة مبلغ 27 مليون يورو لبيكهام مقابل مشيته لعدة دقائق في الملعب يوم افتتاح كأس العالم، وبذلك أصبح المبلغ حوالي ربع مليار يورو لهذا الشخص البريطاني الذي لا يجيد غير اللعب بالكرة. ومن ثم شاهدت سخاء سموكم و دولتكم الكريمة، للفنانين والفنانات الغربيات، مثل ليندزي لوهان. وكذلك شاهدت سخاءكم، أثناء زيارتكم للبيت الأبيض قبل سنوات، ودفعكم حوالي 200 مليار دولار لإدارة ترامب. وها نحن اليوم نشهد زيارة ترامب لقطر، ونشهد سخاء سموكم الذي قلّ مثيله في التأريخ. فقد أهديتم ترامب طائرة رئاسية بمبلغ 400 مليون دولار، مع هبات لأمريكا، تتراوح بين ترليون إلى ترليونين دولار.

وفي المقابل، فإن المسلمون والعرب يحتاجون إلى خدمات ومشاريع تنهض بهم، وتنتشلهم من وهدة التخلف وأوحال التقهقر الحضاري. وبما أنني أحد الناس الذين قدموا مشاريع مهمة لدولتكم السعيدة، فأطلب من سموكم تخصيص مبلغ 100 مليون دولار لكي نبدأ بهذه المشاريع وهي تخدم العرب والمسلمين. ولا مانع لدي أن تسجلوا هذا المبلغ دينا عليّ سأسدده لكم إن شاء الله تعالى يوم القيامة، ومهرتُ بتوقيعي أسفل هذه الرسالة ونسجل ذلك أمام شاهِدَي عدل إن شاء الله تعالى. وفوق ذلك ندعو لكم بالخير ، واعلم يا سمو الأمير، إن هذا المبلغ لا يشكل سوى قروش بسيطة أمام عطائكم السخي ولا شك لدي أن سخاء سموكم سيتسع لبذل هذه القروش البسيطة، من أجل خدمة أمتنا التي تعاني ما تعاني من وقوعها في أسفل السافلين في سلّم الأمم، ولا تثير من الخلائق في الدنيا إلا الشفقة والإزدراء الذي يلحقنا في شوارع العالم، عبر عيون زرقاء وخضراء تحدق في ملامح الشرقيين وتقول لهم بصمت: أيها الشحاذون الأشقياء البائسون، إلى متى تبقون في مؤخرة العالم؟!

كما أود أن أشير إلى أن أحد هذه المشاريع هو بناء المدرسة الأليكترونية (أونلاين)، لأبناء الجالية العربية والمسلمة في الشتات، خصوصا في دول الغرب، من أجل تعلم اللغة العربية ومعارفها وعلوم القرآن والشريعة. فهذه المدرسة ستكون على مدار الساعة، وسيعمل فيها المئات من المعلمين والمدرسين،لتعليم أبناء الجالية المسلمة والعربية في صفوف موزعة حسب التوقيت والمكان والظروف. وهذه المدرسة ضرورية لأن أولاد المسلمين يفتقرون إلى اللغة العربية وعلوم الشريعة، والفجوة تتسع بينهم وبين اللغة العربية وعلوم الشريعة بشكل سريع وكبير يوما بعد آخر، والخلائق من العرب والمسلمين تعرف هذا الأمروتتحسر دون طائل، وكم من صريخ ولا من محيص.

لذلك نحتاج إلى مائة مليون دولار للبدء في هذا المشروع وغيره، ويصبح المبلغ في ذمتنا نسدده لكم يوم القيامة، والله على ما أقول شهيد.

المُوَقِعْ عن الأمة المنكوبة (من أراد أن يوقع فليضف إسمه)

علي سيريني

أحدث المقالات

أحدث المقالات