التحشّد العسكري الكويتي على حدود العراق .! لماذا ؟

التحشّد العسكري الكويتي على حدود العراق .! لماذا ؟

التحشّد هذا كان مطلوبٌ منه ” كويتياَ ” تصويره بالكاميرات والفيديوهات وربما بالعدسات المُكبّرة والمُقرّبة كيما يضحى اقرب للتصديق بحدوثه , فقد لاتصدّقه ولا تقتنع بحقيقته شرائح كبيرة من المجتمع الكويتي .. وإذ يقيناً أن لا تتجرّأ الحكومة الكويتية او اميرها أن تطلب من جيشهم التقدم داخل الحدود العراقية ولو بضعة سنتمترات .! وسيّما بعدم وجود تحشّد عسكري عراقي مماثل على الحدود المشتركة .
قضية ” خور عبد الله ” لازالت مُعلّقة من خلال الضبابية المكثّفة التي كأنها مقصودة بين الحكومة العراقية والقضاء او المحكمة الأتحادية ( والتي من المؤسف أن تغدو السيادة الوطنية في هكذا موضعٍ منحدر ) .!
هنالك اكثر من سبب واكثر من رسالةٍ محتملة لهذا السلوك ! ” العسكري ” الكويتي , فبجانب الإستنتاج العملي لعدم حضور أمير الكويت الى قمة بغداد , وربما المشاركة بأدنى مستوىً دبلوماسي , كما أنّ القيادة الكويتية تدرك تماماً من عدم وجود ايّ ردّ فعل عراقي تجاه تحرّكها هذا ” حتى على الصعيد الإعلامي ” , بسبب حرص العراق على عدم تعكير الأجواء التي تسبق قمة بغداد ,ولهذا تحاول القيام بهذا الإستفزاز او المحسوب كأنه استفزازاً .!
في الحقيقة الموضوعية المتعلقة بتوازن القوى بين العراق والكويت , فليس من المستبعد أن تكون الدبابات والمدرعات الكويتية المنتشرة على الحدود , خالية من أي قذائف او صواريخ .! حيث وجودها او عدمه هو سِيان او على السواء من الزاوية العسكرية التجريدية .
مسألة دفع الرشى من الكويت الى قياديين في الدولة العراقية < مقابل التنازل عن الخور > أمست على كافة الألسن في العراق وفي الكويت وحتى على الصعيدين العربي والعالمي , وصار يتنّدر بها الإعلام وبإزدراء , ولعلّه من الطرافة حديث بعض المحللين والمعلّقين الكويتيين بقولهم في الإعلام : < اذا كان الخور كويتيا فلماذا ندفع الرشى > .! , إنّه فعلاً لا يليق لأي حكومة او دولة أن تنحدر الى هذا المستوى باللجوء القذر الى دفع الرشى , مستغلّةً بوجود نفوس مريضة مفترضة ” في قيادات بعض الحكومات ” وفي ايّ دولة , لا سيما في دول العالم الثالث بشكلٍ خاص .
هنالك نقطتان يتوجب على الكويت ادراكهما وبالحواسّ الستة , وربما تعقبهما نقطةٌ اخرى لاحقة .
1 \ بعد انتهاء مؤتمر قمة بغداد , ستتغيّر الأمور والأوضاع بين العراق والكويت , دونما زعمٍ بتدخّل عسكري عراقي , وهذا التغيير سيرتبط بالدبلوماسية ذات العلاقة بجيوبوليتيك المنطقة والعلاقات الدولية وخصوصا مع ادارة الرئيس ترامب والمصالح الأمريكية في العراق وفي المنطقة , واستثمار الوضع المتأزم بين طهران وواشنطن , وما يمكن تجييره وتوظيفه في هذا الإتجاه < على الرغم الخلافات القائمة بين اطراف السلطة , على السلطة , في العراق > .!
2 \ ألأهم والأشد اهمية من كلّ ذلك , وبسبب قُصر النظر الكويتي وما يصاحبه ويرافقه من عمى الألوان السياسي , فالقادة الكويتيين يفتقدون الإدراك المطلق بأن ما أن تأتي أي حكومةٍ عراقية ” مهما طال واستطال الوقت ” , فإنّ الكويت ستكون مطالبة قانونياً وعبر القانون الدولي ومحكمة العدل الدولية , بتحمّل المسؤولية الكاملة لإدخال القوات الأمريكية والبريطانية ومنحها الموافقة للتقدم والزحف لإحتلال وغزو العراق في عام 2003 .! كما تحمّلهم مسؤولية ما حلّ وما صار في العراق من الخسائر البشرية والمادية والتخريب وسواه , وليس معروفاً آنيّاً ما سيترتّب على الكويت ممّا لا يُحمد ولا يُحسب عقباه .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات