نشر أستاذ اللغة العربية : (( الاستفهام المجازي حين يفيد النفي  ,  العمر من غير حب شيفيد ؟؟؟؟؟؟؟؟ )) , لاحظوا كثرة علامات الأستفهام , لتعرفوا مافعله العطش للحب بصاحبنا الثمانيني , نتيجة وصلته متأخرة , ولا زالت الأكواب تتزاحم على طاولة القدر , ورشفة العمر واحدة لم تتغير , عميقة المذاق صاخبة المسك , جياش لونها , ثائرة الهدوء , كحيلة النظرات , عربية الحسن , تملأ الدنا من ثرثرة عشقها الخالد , وحديث الروح تحركه ملعقة الشوق المغمورة بالوجد , وجدران الفؤاد حيث صدى الأحاديث تملأ ذاكرة الزمكان , يقول رجب الشيخ ألأديب : ((وَمَا أنتِ إلَا حِلْمِي الْمُتَطَايِر ,يلهثُ فِي مَوَاسِمِ النَّهَار كالأسئلة, فَيَدْخُل الْقَمَر  نَّوافِذي المرتقبة )) .

الْحبُّ مرضٌ خطيرٌ لَا يُصابُ بهِ إلَّا مَنْ فِي قلْبِهِ قبسٌ منْ نورٍ , تعرّضَ النّبيُّ ( بُوذَا ) إلَى مرضِ الْحبِّ , و لمْ يُصَبْ أيُّ مسْلمّ , نقلُوا ضريحَهُ إلَى حائطِ الْبراقِ , بعيداً عنْ بياراتِ الْعنبِ , وحقولِ الشّعيرِ , حيْثُ يزْهُو سكْراناً , يبْحثُ عنْ حمامةٍ تنْقلُ ترْجمانَ الْأشْواقِ إلَى زيْتونِ يافَا نقلُوا برْجَهُ , إلَى الْعهْرانيِّينَ ضدَّ الطّهْرانيِّينَ , بِالْهملايَا , حيْثُ لِلْحبِّ ألْفُ لسانٍ وألْفُ ديانةٍ , دونَ أيّةِ كراهيةٍ , و الْحبُّ يصيبُ النُّدْرةَ الْغافلةَ عنْ سورةِ الْحبِّ الْغائبةِ , أخْلفَتْ ميعادَهَا معَ حُبْرَائِيلَ , لمْ تتودّدْ إلَى مرْيمَ , حينَ أصابَ الْمخاضُ نخْلةَ الْحبِّ , وحينَ تكلّمَ النّبيُّ عيسَى تحوّلَ عابرَ سبيلٍ , (( الْحبُّ يصيبُ : النّصارَى/ الْيهودَ/ الصّابئةَ/ الْمجوسَ/ الْهنْدوسَ/ الدّهْرانيينَ/أهْلَ الْكتابِ/ اللّامتديّنينَ / ومَنْ ليْسَ لهُ كتابُ الْيمينِ أوِالْيسارِ , إلَّا الْمسْلمونَ / لمْ ينْزلْ نصٌّ ولَا وحْيٌ , تمرّدَ علَى اللّهِ , وعصَى فأكلَ التّفّاحةَ ,
نزلْنَا نبْحثُ عنْهُ فِي الْأرْضِ , يُرافقُنَا إبْليسُ لأنّهُ أحبَّ حوّاءَ فضحَّى بِجناحيْهِ كَملاكٍ , وزرعهُمَا فِي جسدِهَا تحوّلَ شيْطاناً , يترصّدُ منْ آمنَ بِالْحبِّ )) .

يقول جلال الدين الرومي : (( يمكن لي أن أبتعدَ عن كل أحد إلّا ذاك الذي بقلبِه يحتويني)) , ويقول الأبيوردي : (( تَنَكَّرَ لِي دَهْرِي وَلَمْ يَدْرِ أَنَّنِيصَبورٌ وَأَهْوالُ الزَّمانِ يَهُونُ

فَباتَ يُرِينِي الضَّيْرَ كَيْفَ اعْتَدَاؤُه… وَبِتُّ أُرِيْهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكُون)) , وعندما اعترفت ميلينا إلى كافكا قالت له أحبك, قال حينها كافكا  :(( قالت لي أحبك فخرجت إلى الشارع , لأن سماء الغرفة لم تكن كافيةٌ لتحليقي)) , وبعد انفصال غادة السمان عن غسان كنفاني , وفي تساؤلات ما بعد الفراق التي لم نجد لها جوابا لليوم , كتبت له :(( ‏كيف أتخلص من عادة انتظارك ؟ كيف أقنع قلبي بأنك لم تعد تنتظرني ؟ و بأني آخر الأشياء بعد أن كنتُ أولها ؟)) , وتقول كريمة الحسيني :  (( وأشتهي غرقا فيك يليق بعمق محيطك )) , وأيدتها أمرأة ذواقة : لا يفهم العشق إلا الكبار يا سادة  فالرجل بعد الستين بحر رجولة عميق , ويجب الحذر من أمواجه إن لم تجيدوا السباحة وهو أيضاً كالقصيدة العصماء لا يفهمها إلا الذواقة.

(( سبع سنابل خضر وأُخر يابسات , أنتظر بشوقعاما فيه يغاث الناس , وفيه يعصرون ملابس الذلمن على حبل الحرمان العاطفي , احصديني أيتها الريح , وانثريني فتات خبز للطير في هذا المدى الفسيح , ويا دالية العنب اعصريني في كؤوسالفارين من دُوٓارِ الحب , ويا أيها الراعي ضعني عصا في يدك تهش بها على الذئاب, وترعى قطيعا من كلمات العشق , ويا نجار اصنعني تابوتا من شجر الأكاسيا لجنازة شهيد قطفه الخريف من جذور الأرض , واتركني توقيعا على شاهد قبره أنا الموقع أسفله : رجل سقى الربيع بملح عينيه , يا ساعي البريد احملني قصيدة غزل لامرأة وحيدة لم يسأل عنها يوما أحد , أيها البستاني اقتلعني من مزهرية على واجهة محل تجاري وأعدني إلى الحقل , يا عمّال البناء شٓيّدوني قنطرة عبورلكي تعانق الضفة أختها , ويا جندي أطلقني رصاصة في قلب الحقيقة لينزف المعنى ,ويا أيها الفيلسوف اطرحني سؤالا مبهما في فمك :هل المياه كلها بِلٓون الغرق؟ )) .

كتبت ميسون أسعد : (( للّيل ما أعطى , و للنّهار ما أخذ ولي نزف الطريق , ورشفة الحلم)) , وكتب الأديب العقاد إلى مي زيادة , لكنها لم ترد عليه , فبعث إليها برسالة أخرى يقول فيها : (( أرجو أن يكونَ ذلك عن عمد , فالعقابُ عندي أهونُ من الإهمال  )) , و كتبت كوليت عطا الله (( ويحملونَ زوادةَ أعمارهم , زمناً دجّنتهُ قسوةُ اﻻغترابات , ليتحّولَ كلّ شيءٍ هموماً تنوء بها الدنيا , إﻻ أنتَ تمشي معتدَّ الخطوات , قوياً متطاوﻻً على كلّ أحزانكِ )) ,  فكتب إليها (( ما زلتُ احتملُ الجُرحَ ,  مثلَ نبيٍّ أدمتهُ الطعناتْ ,  أو بعضَ إلهْ )) .

أحدث المقالات

أحدث المقالات