لقد مهدت في الجزء الاول من المقال, لما سوف اتطرق اليه من فساد, في داخل وزارة التربية عموماً, وفي الجزء الثاني, ذكرت أسماء المفسدين, الذين تعاقبوا على مديرية تربية الرصافة الثالثة خصوصاً؛ بسبب ما تحمله من ثقل سكاني, وبكنفها (مدينة الصدر), وهي اكبر منطقة في بغداد من الناحية السكانية, وربما في عراقنا الحبيب.
اليوم, وبعد مرور اكثر من تسع سنوات على استحداثها, مازالت بؤرة للسراق, ومنجماً للذهب, تتصارع عليها الكتل والأحزاب, لكون ميزانيتها تعادل كل مديريات الوزارة!.
مشروع الوزارة (1_و_2), مسميات تمثل اكبر مسرحية مفبركة, لعملية السرقة الممنهجة؛ يقوم بأداء ادوارها مجموعة من المفسدين, والتجار, وكذلك مشروع معايير المدارس, والمشرفين والمعلمين, والأدهى منها مشاريع البنايات النموذجية, والصديق الناقد, وضمان الجودة, كلها منافذ للسرقة؛ إما بخصوص التجهيزات والعقود, التي راح ضحيتها الصغار من الموظفين, والرؤوس الكبيرة لم يتجرأ احد على توجيه الاتهام لها!, ومن ثم لحقها مشروع الرحلات المدرسية, (مكرمة وزارة الهجرة والمهجرين), ظلت رهينة الساحات المكشوفة, تأكل بها الشمس, وتنخرها الامطار, حتى أتلفت خلال سنتين!, لتتحول هذه المكرمة؛ الى منفذ جديد للسرقة, من خلال أعادتها للحياة, وإدامتها, بدلاً من محاسبة المقصرين الاصليين.
معاناة هذه المديرية, التي زاد منها أكذوبة المشاريع غير النافعة, نظراً للفساد الاداري الهائل, وخاصة في قسم الابنية المدرسية – قسم التجهيزات – قسم الحسابات, ثلاثة اقسام مهمة, جعلت من نفسها منفذاً لسرقة المال العام, وعلى رأس تلك الاقسام, المدير العام (حسين العبودي), الملقب بــ (ابي قنوت), لكونه يتعرض لضغوط, من قبل اشخاص قدموا له كل انواع المساعدة, ليستمر كل هذه الفترة في منصبه, وعلى حساب جودتها, والرقي بها نحو الافضل.
الاشراف التربوي, في داخل الرصافة الثالثة, لا يقل شأناً عن باقي الاقسام في فشله؛ وضعفه, بيد أن المشرفين اللذين يعملون فيه, ليس في قاموسهم مخافة الخالق, إلا القلة القليلة, منهم من يعلن طائفيته المقيتة (الشيعية _ الشيعية), وإسناده الى المقربين له بالفكر الديني المتطرف, وتعامله بمكيالين في عمله, والبعض الاخر من المتقبلين بالهدايا, والعطايا, والرشاوى, من قبل مدير المدرسة الفاشل, ليكون له سند, يدافع عنه بكل وقاحة, حتى يصبح الباطل حقاً.
مديرية تربية الرصافة الثالثة؛ اصبحت عبئاً على الوزارة, لما تحمله من فساد معلن, وغير معلن, وهدر للمال العام, ولذا لزم على بعض الشرفاء الشجعان في الوزارة, ان يجدوا حلاً, لهذا الترهل والتخبط, والسرقة المقصودة.
علينا مكافحة هذه الحشرات الضارة, التي تسعى الى تحطيم اساس التعليم في البلد, والسعي نحو بناء الجيل الامثل, الذي سيكون الاساس القوي للمجتمع, بتوفير مدارس نموذجية ومثالية, فيها كل مقومات النجاح, مثل (البناية_ المختبرات_ المرسم_ الوسائل التعليمية_ الساحات النظامية), وصناعة كوادر تعليمية مثقفة, ذات خبرة من خلال الاهتمام بها, وإعطائها ما تستحق, ليصبح العراق كما عهدناه, منافساً لجميع الدول, من خلال الاهتمام بالطالب, لأنه البذرة الحقيقة للمستقبل وللبقية حديث.