التعاون مع الإرهاب لمُكافحة الإرهاب : مُناقضة عَقَليّة أم خِدعة سياسيّة؟!

التعاون مع الإرهاب لمُكافحة الإرهاب : مُناقضة عَقَليّة أم خِدعة سياسيّة؟!

مَن يحاول مُجابهة قوانين الطبيعة أو يتجاهل المنهج العلمي والثوابت الفكريّة مُحكومٌ عليه بالفشل المُدوّي… ؛ هَبْ أن ألفَ واعظٍ حاولوا إقناعَ الضّباع بتحريم افتراس الفرائس، وزعموا أن النباتات تُغنيها عن لُحومِ الضحايا، فلن تُغيّر الضباعُ مِن سُلوكها الجُبليّ ولو تظاهرت بقَبول تلك الموعظة الأخلاقية!

فالغريزةُ أقوى مِن منطق المُنَظِّرين، والطبيعةُ لا تُراجَعُ بالخطابات والشعارات .

كذلك، مَن يَثِقُ بالخونة ويستنجد بالجَلَّادين، ويطمحُ لتحقيق السلام عبر التفاوض مع الذبّاحين، فهو كَمَن يطلبُ النورَ مِن ظُلمةٍ، أو يَتَوقّعُ زَخّاتِ المطرِ مِن صحراءَ قاحلة!

فكيف يُعقَلُ أنْ تتحقّقَ الأمنُ والاستقرارُ عبر مُصافحةِ أيدي عُصابات البعثِ الهمَجية، أو مُرتكبي الجرائمِ مِن فلولِ النظام السابقِ وزُمرِ الإرهاب؟!

إنها مُعادلةٌ مُستحيلةٌ: كطلبِ البَردِ مِن لهيبِ النار، أو انتظارِ الدفءِ مِن صقيعِ الثلج.

وهنا يَبرُزُ السؤالُ المُحيّر: إلى متى ستستمرُّ الحكوماتُ العراقيةُ – رغم شرعيّتها الانتخابية – في تقديمِ التنازلاتِ المُتتالية لقوى الخارجِ، ولأذرُعِ الإرهابِ والطائفيةِ المُتوحشةِ داخليّاً؟ أليسَ في هذا الاستسلامِ المُتكرّرِ إجهاضٌ لسيادةِ الدولة، وتغذيةٌ لدوامةِ العنفِ التي لا تنتهي؟!

والعجيب ان الحكومات العراقية غضت الطرف عن ازلام النظام البائد وزمر البعث الحاقد ولم تحاسبهم حسابا عسيرا ولا حتى يسيرا , ومع ذلك فعلت تلك الفلول الافاعيل النكراء بالعراق والاغلبية والامة العراقية , ومع ذلك اغدقت عليهم بالمناصب والرواتب والامتيازات , وها هي تعيد الحماقات والرؤى الفاشلة والاستراتيجيات ذات التداعيات السلبية مع فلول الارهاب والطائفية بحجة اللحمة الوطنية و بذريعة نجاح العملية السياسية , وهي بهذه السلوكيات البعيدة كل البعد عن منطق الدولة والوطنية والعدالة والسيادة ؛ تجرأ العصابات الاجرامية والحركات الارهابية على التمادي في خرق القوانين والتواطؤ مع الاعداء واستمرار الانتهاكات والخروقات وارتكاب الجرائم والمجازر والسرقات .

أحدث المقالات

أحدث المقالات