22 نوفمبر، 2024 10:28 م
Search
Close this search box.

فصام المكتسبات التاريخية .

فصام المكتسبات التاريخية .

أن العلاقة بين  الأنظمة السابقة التي”  كانت على قدر كبير من قلة احترام الشعب وتصرفها بطيش كبير بمقدراته وآماله التي أودعها إياها  بشعور جمعي ثوري خالي من كل منطق وتعقل  , وادعائها النضال والدفاع عن كرامة الأمة  والمحافظة على المكتسبات الثورية  التاريخية  والجعجعة النضالية  الفارغة    وهي من جهة  أخرى  لاتبالي  بكرامة مواطنيها وتنظمه على شكل فئات  يحل لها كل شئ  وأخرى يحرم عليها أي شئ ” علاقة  دموية شرسة  .
وان  هذه  الأنظمة  كلما ارتفع رصيدها وصار  لديها بضع دنانير  فائضةً  بميزانيتها تجدها تهرول نحو  من لاشريك له في صناعة الأسلحة حينها بحكم العقيدة الاشتراكية لجيوشنا العربية الفاخرة وأنظمتنا  الديكتاتورية الحاكمة (الاتحاد السوفيتي السابق) للتجهيز والتسليح ولا تبقى دينار ولا درهما إلا غسلته وحولته إلى عيار ناري أو مدفع أو دبابة قد مضى على آخر تزييت لمحركها  عشر سنون أو تزيد .
والشعوب  بحكم العادة وتسلط القادة تصفق  على رؤوسها  وتنثر الدم في الشوارع  وعلى  ساحات القتال  وتساند الحكام ولا تفهم حقيقة ما يجري لها أو سيجره التسليح المستمر لكل مجالات الحياة …تحول التسلح إلى تسابق ورغبة شريرة في القتال والقتل  …
والتسليح يحتاج إلى  إدامة  وتصليح ومؤسسات ومصانع ومتابعة وخط كامل للصناعة العسكرية التي تستنزف المال العام  و ليس لها مردود اقتصادي  ينعكس على حياة الشعب سوى  مظاهر التسلح والرعب والشعور بعدم الأمن النفسي مادام العتاد يملئ المخازن ويباع في الأسواق المحلية … وتعطى صلاحيات وتوضع قوانين وتعليمات وتسن تشريعات تمنع الرفاهية وتحد من الحرية  وتنّظر للتقشف  الفاحش  وتقتر على الناس الأغذية والألبسة  وتقيد الحركة وتستحوذ على ما تشاء متى تشاء خدمة للقائد ويستحيل التعليم  مدرسة قتال  والبيت مؤسسة أيتام والشارع مؤسسة أمنية  في سبيل النهوض بالأمة  ومقابلة التيارات المعادية للتنمية كما تشير إليه أدبياتهم .
 في وقت أن البلد لا يملك خطة إنعاش اقتصادي أو خطط تنمية  يمكن رؤية آثارها على مستوى معيشة المواطن  ورفاهيته  من خلال(الصحة والسياحة والسكن وارتفاع معدل العمر وانخفاض البطالة انخفاض مستوى الفقر …الخ ) وكانت معادلة الحياة والكرامة هي عسكرة  الأمة  بكل فئاتها وخلق قضية  بؤرتها هي الحقد والتعايش  بعنصرية ورفض الآخر.
أن الجيوش العربية تتحول من خدمة الشعب إلى خدمة القائد الضرورة  بمجرد شعور الأخير بنسمة ريح تحرك  أذيال  جلبابه الواسع …وتحاك المؤامرة ويخلق المتآمر ويعدم  أمام الآخرين  من اجل الحفاظ على مكتسبات الثورة التاريخية  وزعزعة أركان القضية الفلسطينية  وتهديد امن العرب ..ويبقى الجيش في ثكناته   يؤمن التوسع الإسرائيلي  بقمع الشعوب العربية ..
إنها أنظمة تعاني من فصام متوارث ..

أحدث المقالات