غالبية ماكتب عن ماجرى للمغدور المهندس بشير خالد ذهبت نحو التفاصيل التي يكمن فيها الشياطين كما يقال . تفاصيل عن المشاجرة وزمنها واسبابها ومن كان البادىء فيها فيما الجوهر الحقيقي الذي يتوجب ان تنصب عليه الكتابات الساخطة والمستاءة والرافضة لما جرى للمغدور هو باختصار وألم :

التعذيب !!

المشاجرات جزء من تفاصيل الحياة والمشكلات بين الناس لاحدود لها وحتى القتل المسجل ضد مجهول من كل تلك التفاصيل لذلك وجد القضاء ومراكز الشرطة والمعتقلات والسجون وعقوبات الاعدام لاحقاق العدالة أو ظلم الابرياء وقيل ” ياما في السجن مظاليم ” !

لكن التعذيب قضية خاصة وخطيرة تتعلق بنظافة النظام السياسي وادواته التنفيذية ومستويات احترام حقوق الانسان ، الحقوق التي اقيمت لصيانتها مؤسسات  دولية وعقدت لحمايتها عهود ومواثيق وهي المؤشر والحاكم لنوعية النظام السائد في البلاد  حتى لو اجرى عشر عمليات انتخابية في الشهر الواحد !

والتعذيب من الجرائم ضد الانسانية التي حظرها القانون  المحلي والدولي لأنّهوسيلة قاسية ووحشية تحط من كرامة الإنسان و المواثيق الدولية تصدت لهذهالجريمة والمحكمة الجنائية الدولية في نظامها الأساسي كانت صريحة فيتعريفها وتفصيلها للجريمة في حالتي السلم والحرب.

والتعذيب محظور تماماً ولا يمكن تبريره في ظل أية ظروف. “هذه القاعدة هيجزء من القانون الدولي المتفق عليه على نطاق واسع. وهذا يعني أن كل دولةيجب أن تتبعها، حتى لو لم توافق على معاهدات محددة تحظر التعذيب“.وقدأدانت الأمم المتحدة التعذيب منذ البداية باعتباره أحد أبشع الأعمال التييرتكبها البشر ضد إخوانهم من بني البشر.

فيما أعلنت الجمعية العامة، في قرارها 52/149  المؤرخ 12 كانون الأول1997، يوم 26 حزيران يوماً دولياً للأمم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب..

لقد مات بشير خالد بسبب التعذيب حتى وان ذهبت لجان ” فيك الخصام وانت الخصم والحكم ” الى غير هذه الحقيقة التي بدت آثارها واضحة على جسد المغدور ، وهي آثار لايمكن ان تنتج عن مشاجرة على الاطلاق رغم ان المغدور تعرض للضرب داخل المعتقل الذي زج فيه دون قرار قضائي !

باختصار :

مات بشير مغدوراً بالتعذيب الوحشي موقعاً على شهادة لاتقبل التأويل على نوع النظام الذي نعيش تحت خيمته ..والسؤال :

كم خالد بشير مات تحت التعذيب دون ان نعلم بذلك ؟!!!