الأمة فيها إثنا وعشرون مركز للقوة ولا بد أن تكون بخير , إذ ليس من المعقول أن تنهار هذه المراكز بأسرها , فإن ضعف مركز ما فلا يعني أنها ضعيفة , أو مندحرة , والبعض يحلو له أن يعمم ويصفها بالإنحطاط.

لو أخذنا كل دولة وتأملناها  لتبين لنا ما فيها من مواطن القوة والتمكن , وبتفاعل منابرها الإيجابية تبدو الأمة أقوى مما يُراد لها أن تكون عليه , فالسائد أن صورة بلد منهار يراد تعميمها عليها , فما أصاب بعضها يُراد القول بموجبه بأنها تمضي في مسيرة الإحتضار والإندثار.

وهذه الدول مجتمعة أقل من ربع عدد دول الأمة , فلماذا يتم إغفال ثلاثة أرباع دولها , والتقليل من إنجازاتها وتفاعلاتها المعاصرة , ذات الآليات الحضارية الصاعدة.

فما يتحقق في دولها يتم معاداته والتقليل من أهميته ودوره في بناء القوة العربية.

دول قوية أصابها الدمار , غير أنها ستسترد عافيتها حتما , فهذا منطق التأريخ وإرادته التي تؤكد بأن قوة هذه الدول لا تفنى , بل تتجدد وتتزايد , وفيها من الموروثات والطاقات الحضارية ما يؤهلها لإستعادة وجودها الأقوى ودورها المؤثر في محيطها الإقليمي والعالمي.

فهي مراكز حضارات إنسانية لها شواهدها ومعالم مسيرتها التي أثرت في صناعة الوجود الإنساني , وبموجب عطاءاتها الأصيلة تحققت الإنتقالات الكبرى , ووصلت البشرية إلى مراتب أحوالهاالمعاصرة.

إن ما تمر به دول الأمة كبوات ستنهض منها , وستكون أقوى وأكثر خبرة وتجربة وقدرة على تحقيق إرادتها , وبلوع أهداف أجيالها وتطلعاتهم , فلا تيأسوا ولا تقنطوا.

وإن بشائر الصبح الجميل , تلوح في أفق الأيام القادمات!!

و”لا مستحيل تحت الشمس”!!