“مو كل أصابعك سوه”!!

“مو كل أصابعك سوه”!!

مو: ليس
كل: جميع
سوه: متساوية
ما جرى في مكان ما لا ينطبق على غيره , فلكل مكان وزمان مقتضياته.
التغيير صعب ومكلف , ودوام الحال يخدم المصالح ويعززها , وإن حصل شيئ فهو تضليلي وتخديري , وترقيعي لإيهام الأدعياء بأن التغيير قد حصل.
ويتناسى الكثيرون بأن قانون المصالح يحكم الأحداث والتطورات.
فما فوق الطاولة ليس كالذي تحتها , وما يروّجه الإعلام خداع وتضليل , ونشر للأوهام , وآليات لغسل الأدمغة وتصنيع الآراء , وتحويل البشر إلى قطيع مطيع.
دول المنطقة ومنذ تأسيسها مستعمرات للقوى المهيمنة التي إنتصرت في الحربين , وكان إستعمارها مباشرا ومضى لعقود مستترا أو بالنيابة , ويبدو أنه سيعود مباشرا وبقوة لأن أنظمة حكمها مارست سلوك إستضعاف بعضها , وقهرت شعوبها , وتحولت إلى بالونات يمكن تفجيرها وإسقاطها حالما ينتهي دورها.
فعن أي سيادة وإستقلال يتحدثون؟!
إنها إستغلال , وإندحار في الغابرات , والأخذ بثارات الرميم , والخنوع لأجداث تقدّست , وتحررت من بشريتها وتفوقت على الملائكة بحسن سلوكها المزعوم.
دولنا تثرم بعضها , ويلتقط أشلاءها المتأهبون للإفتراس من الطيور الجارحة وضباع الغاب المتسابقة إلى وليمة الفناء الذاتي والموضوعي , لمجتمعات تسكر بالماضيات , وتترنح على ضفاف كهوف النسيان والنيران.
و”إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”
د-صادق السامرائي

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات