بعد اعلان النتائج النهائية للأنتخابات , تم ازالة الأعلانات وصور المرشحين بمختلف وضعياتهم وتعهداتهم ومعهم خطوطهم الحمراء واضافتها الى مزابل بغداد , الفائزون ونصف الخاسرين غيروا طلتهم وزفروا ما هو مؤجل من ابتزازاتهم لبعضهم , الناخب العراقي جمع فائض انفعالاته والمتبقي من عرسه الأنتخابي !! مستسلماً الى مسلسلات موته اليومي وخرابه الروحي ” وفوزه العظيم ” .
متحدون واخواتها , اجتمعوا وتعاهدوا تحت اسم ” الأتحاد ” ليطرحوا الحصة التي في مخيلتهم من ( لشة ) العراق وشعارهم , اما جميعنا او خراب الملعب , الكتل الكوردية ائتلفت لتذهب الى المركز لطرح حصتها من ذات ( اللشـة ) وتحت شعار , اما استحقاقاتنا والمضاف اليها واما ( الأنفضال) , التحالف الوطني وبعد ان حول تاريخ وحضارة وجغرافية الوسط والجنوب العراقي الى طائفة على طاولة المذهب , يناقشون الآن اغلبيتهم القوية الصامدة ذات المقبولية , ائتلاف دولة القانون ـــ الكتلة الأكبر ـــ التي طرحت مشروع الأغلبية السياسية وحصدت ثمنه موقعها الراهن , استجابت لضغوط كتل الفساد لحكومة الشراكة ( الحقيقية ) مضافاً اليها بعض الأيحاءات الأقليمية والدولية , تراجعت عن زلة لسان انتخابية فاستبدلته بــ ” الأغلبية التفاهمية ” ذات المضامين التوافقية و ” طاسه بطن طاسه ” .
الأغلبية التفاهمية التوافقية التشاركية القوية المنسجمة الصامدة التي تحضى بالمقبلولية الأقليمية الدولية , هي البيضة التي خرجت من تحت جعبة العرس الأنتخابي , تحمل في احشائها اغلبية الكتل الكبيرة ( الأقوياء ) ناقص واحد كتل الضعفاء , مهزلة سيجتر فسادها الناخب العراقي لأربعة سنوات قادمة .
قريباً ستكتمل ملامح تفصيلات اللعبة , ويرمي المواطن حجارة بقايا الثقة خلف تابوت المتبقي من المصداقية , العراقيون وبعد كل احباط انتخابي , يكتسبون تجربة ويتقدمون خطوة وينفضوا عن وعيهم تلال اتربة التجهيل والأستغباء والأستغفال , ليكتسب حراكهم الوطني فعله الأيجابي .
بقايا سؤال الى ائتلاف دولة القانون والقوى التي ستتحالف معه من داخل المشروع الوطني المفترض للأغلبية السياسية ( البرلمانية ) هذا اذا كانت هناك ثمة جدية , لماذا هذا التردد والأرتباك ازاء انجاز ذلك المشروع , خاصة وان كيانات الشراكة ( الحقيقية ) اصبحت نافقة استهلكت مرحلتها الملطخة بالفساد ومساومة الأرهاب, مشتتة متهالكة من داخلها فاقدة المصداقية من خارجها ؟؟ .
متحدون واخواتها , كجنرالات على مقاعد التعوق , انهكها اليتم واوهام العودة الى ماض لم يعد قائماً في وعي المجتمع العراقي , التحالف الكوردي , وبعد ان اخترقت حصونه التاريخية كتلة التغيير ( كوران ), وراجع الأتحاد الوطني مجمل حساباته , يحاول الرئيس مسعود أستعادة وضعه عبر تصدير نقاط ضعفه بأتجاه الغباء الطائفي للأغلبية العربية , التحالف الوطني المفكك من داخله , لا تجمعه الى بعضه سوى المنافع الشخصية والعائلية من داخل واقع الكراهية التاريخية , لايميزون بين الوطن والطائفة والدولة والمذهب , يتوهمون احياناً ان العراق هو حرثهم العائلي يمكن التصرف به بمزاجية ونزق صبياني .
الأغرب ما في الأمر , ان ابتزازات بعض الكتل التي فازت في انتخابات 2010 قد تجاوزت حدود سذاجتها وعريها ما بعد انتخابات 2014 , متحدون واخواتها تطرح مطاليب داعشية مضافاً اليها ( اقليم الموصل مثلوم الخاصرة ) كشروط استباقية هم اساساً يدركون استحالتها , التحالف الكوردي , الرئيس فيه يطرح شروطه واستحقاقاته مدعومة بابتزازات قديمة جديدة تتمحور حول منافع شخصية عائلية عشائرية لا صلة لها بمضمون المصالح الكوردية كامة وقضية , منذ عشرة اعوام , يدور الرئيس داخل حلقة الأنفصال غير راغب في مغادرها مع انه يستطيع , انه منطق خارج قوانين اللعبة داخلياً وخارجياً , انها لجاجة ابتزازية وضعت الشعب العراقي بجميع مكوناته امام مفترق طريقين وخيارين ملحين , فأما ان يقرر الأقليم مصيره ويستقل داخل دولته الكوردية خارج حدود الدولة العراقية ( وهذا حقه ) واما ان يقرر العراق مصيره ويستقل خارج حدود دولة الأقليم , ( وهذا حقه ايضاً ), وكفى العراقين شر الأحقاد والكراهية .
اليس من الأفضل , ان يتواضع كبار الصدفة ويكونوا صادقين مع انفسهم على الأقل ويحترموا رغبة الشعب في حكومة اغلبية برلمانية ومعارضة لها من داخل البرلمان , ويتركوا ابواب الفرص مفتوحة لمن يكسب عبر نزاهته وكفاءته ثقة واصوات الملايين لأنتخابات 2018 ليتصدر قائمة الفائزين , حيث اغلبيته لتشكيل الحكومة القادمة … ؟؟؟ .
متى سيستيقظ الكبار في كثرة سلطاتهم وثرواتهم ووجاهتم وقلة حيائهم , ليتركوا فرصة ولو متأخرة امام العراقيين كي يعيدوا الثقة بانفسهم وتهذيب علاقاتهم ومراجعة رسوخ انتماءاتهم و ولاءاتهم ويمتلئون حباً لبعضهم , في اجواء التسامح والصدق والشفافية , واعادة بناء ما خربته سياسة اللاسياسيين لبلدهم ومجتمعهم وقيمهم وتقاليدهم الحميدة … ؟؟؟ .
كل دول العالم , تتوحد وتزدهر بتاريخها وحضاراتها وثرواتها الا العراق , طوائفه نفطية وقومياته نفطية ودواعشه اورام نفطية , مدن تاكل من لحم شقيقاتها واخرى تهرب الموت الى شقيقاتها وبعضها تتوعد شقيقاتها , في وطن يتعهر من داخله مغتصباً من خارجيه , وخضراء بغداده روضة للقطاء العابرين .
قد يقول البعض , انه الواقع هكذا , فهل نقبل لأنفسنا ان نكون هكذا ايضاً .. ؟؟ .