تاريخ بالحبر الاحمر

تاريخ بالحبر الاحمر

ما يجري في العالم عموما العرب خصوصا من سيكتب عن هذه الاحداث ؟ هل المواقع الالكترونية والفضائيات ؟ ام اصحاب القلم والمحبرة والورقة ؟ وماهي صفات الكاتب فلا بد له بان يكون منصفا غير عاطفي ، وكذلك القارئ يجب ان يكون منصفا وغير عاطفي .

التحقيق في مصداقية الخبر كيف سيكون ؟ هنالك من يعتقد بان التقنيات الحديثة تمكن الباحث من الوصول الى الحقيقة واقول ان هذه التقنيات الحديثة اصلا هي بايد غير امينة فلا يمكن الاعتماد عليها .

هل نعتمد مواقع التواصل الاجتماعي الذي يزخر بقصص واحداث ينقلها مستخدمو هذه المواقع على صفحاتهم بل بعضهم يرفقها بالصورة والفلم الفديوي ، وحتى هذه كما يقال اخترقها الذباب الالكتروني ، ولكن هل نتوقف عن كتابة التاريخ ؟

قد تكون هنالك تفاصيل للاحداث سرية ولانها سرية يعني سيئة ، لكن العنوان العام لا يقبل الجدل مثلا ما قام به الكيان الصهيوني في المنطقة وما ساندته الولايات المتحدة الامريكية بتزويده بقنابل ومعدات ثقيلة وفتاكة ، موقف بعض الدول الداعم للكيان الصهيوني معروف وواضح كوضوح الشمس ، موقف المؤازر للمقاومة والكلمة الحرة معروفة كل الجهات والدول الساندة لهم وبالكلمة فقط اما الاسلحة فانها ايران فقط ، مهما تكن الدوافع التي يتحدث عنها البعض على انها دوافع غير سليمة ولكن ما حدث على ارض الواقع بخلاف ذلك .

خفايا التاريخ التي لم يتطرق لها الاعلام الان مستقبلا ستظهر مدى خسة العميل ومدى قوة وتضحية المقاومة التي لم يتحدث عنها كل الاطراف الان ، نعم هنالك مواقف تحدث عنها البعض لاسيما ما يخص المقاومة واغلبها بعد استشهاد قادتها حيث بدانا نعرف ما لم نكن نعرف عنهم لكن الصفة البطولية لهم كانت هي المعروفة عنهم .

اصحاب الحدث يعني من قام بالحدث هل يفكر بالتاريخ ماذا سيكتب عنه ؟ لا اعتقد ذلك لا سيما اصحاب المواقف الرذيلة لانه اصلا لا يؤمن بالفضيلة بل يعتبر الرذيلة شجاعة .

وانا اقرا كتب التاريخ لا سيما تاريخ العراق على اقل تقدير فتظهر مواقف لقادة عراقيين وعرب لم تكن معروفة في حينها فالذي يمتدح بانه قومي يتضح له مواقف خيانة ومن يقال عنه عميل يتبين ان له مواقف سليمة ، وهنالك اطراف نراهم اعداء فاذا هم اصدقاء ، وبين كل هذا وذاك تبقى ظاهر الاحداث هي الصورة التاريخية التي تتجذر في عقول الناس لا سيما قراء التاريخ .

دائما يكون الحكم على الصورة او المشهد دون معرفة التفاصيل وهذا ماهو عليه الحال  اذكر لكم حادثة لنابليون وعلى ضوئها نقيس القراءة والراي اليوم تقول الرواية ” وقف موظفو البلدة الصغيرة صفا واحدة لاستقبال نابليون بونابرت  فمر بهم وهو يعرج ويلقي التحية براسه حتى وقف امام اخر موظف وهو بطوله فإتكا نابليون بيده على كتف هذا الموظف وسار معه وصار يحدثه الى ان وصل عربته  وصعد بها وكان الموظفون يراقبونه باهتمام وبحسد كيف يتحدث معه الامبراطور وحالما رحلت العربة التفوا حوله ليسالوه عن ما كان يتحدث به معه  فقال لهم كان يلعن الاسكافي الذي صنع له الحذاء الضيق الذي جعله يعرج ، فلم يصدقوه وبداوا يخشونه

وبعد عام تقريبا هزم نابليون ونفي الى جزيرة إلبا فزج الموظف الصغير في السجن بوصفه واحدا من انصاره ، ولما عاد الامبراطور اطلق سراحه ولما هزم الامبراطور مرة ثانية القي في السجن الموظف الصغير مرة ثانية ثم اطلق سراحه بعد عفوه ثم اعيد للسجن باعتباره جمهوريا نابليونيا في اعقاب ردة 1831 واخيرا انتهى عذابه بمجيء نابليون الثالث سنة 1850 وقد بلغ من العمر عتيا فتوفي ” ( رجال ووقائع في الميزان جرجيس فتح الله ص105)

هذا ما يجري اليوم من تصفيات بين ابناء البلد الواحد ولعل صورة سوريا التي لم ولن اتابعها اطلاقا بل احذف كل خبر فيه صورة الجولاني او علم سوريا الارهابي الجديد لكن كثرة تداول الانتقادات والاهات عن ابرياء سوريا عبر موقع الفيسبوك جعلني اعلم ان هنالك مجازر، وهي صورة طبق الاصل ما قام به العباسيون ضد الامويين عند سقوطهم تجعل من الابرياء لقمة سائغة للمشهد الدموي فكاتب التاريخ لا يحتاج الى حبر بل الى دم ليوثق مجازر اليوم والدم خير شاهد على عظم هذه الجرائم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات