مسرحية: المخدرات طريق الهلاك

مسرحية: المخدرات طريق الهلاك

تأليف/ محمد صخي العتابي
ملاحظــة: ((لايجوز أخراج هذا النص أو الأقتباس منه أو أعداده دون موافقة المؤلف))
الفكرة العامة:
تدور المسرحية حول صراع داخلي ونفسي يعيشه الشاب حيث يواجه إغراء المخدرات والهروب من الواقع لكنه يدرك أن الحل ليس في التخدير بل في المواجهة.. يتجسد صراعه مع مُروج المخدرات والرجل الذي يمثل ماضيه بينما يواجه الشبح الذي يرمز إلى خوفه الدفين.. في النهاية.. يختار الشاب الحياة ليصبح هو نفسه النور الذي قد ينقذ آخرين ممن يمرون بنفس التجربة النص يعكس فلسفة أن الحياة مليئة بالاختبارات وأن النهوض بعد السقوط هو ما يصنع الفارق كما يؤكد أن من يتعافى من الأدمان أو اليأس يمكن أن يصبح أملًا لغيره ويساعد من لا يزالون عالقين في الظلام…
الشخصيات:
الرجل: يرتدي بدلة قديمة ويحمل ساعة جيب تتحرك عقاربها للخلف.
الشبح: شخصية غامضة يظهر كخيال على الجدران ولا يتحدث إلا من خلال أصوات غير مفهومة.
مُروج المخدرات: رجل ذو وجه نصفه مبتسم والنصف الآخر باكٍ يحمل حقيبة صغيرة مليئة بأشياء غريبة.
الشاب: يرتدي قميصاً ممزقاً يبدو عليه الأرهاق والضياع.
الصوت: لا يرى ولكنه يفرض وجوده بقوة.
المرأة: ترتدي ملابس بالية ويبدو عليها الضياع.
فتاة صغيرة: تحمل حقيبة مدرسية.
مجموعة: من الشباب والشابات مختلف الأعمار
بيئة العرض:
(ضوء خافت يكشف غرفة بلا جدران واضحة في وسطها كرسي خشبي مكسور وبجواره مرآة متشققة… ضوء يسلط على رجل يقف في وسط المسرح ويحمل ساعة الجيب…في الخلفية شاشة كبيرة مكتوب عليها: الانتصار على المخدرات ليس مستحيلاً إنه يبدأ بخطوة ويستمر بالإرادة… أختر الحياة فهي تستحق)
الرجل: (يحدق في الجمهور)
الزمن؟ ما الزمن؟ هل هو ما يمضي أم ما يبقى؟
(يفتح ساعة جيبه.. عقاربها تتحرك للخلف)
ها هو يعود… كل شيء يعود… إلا هم (يصمت.. ثم ينظر إلى الشبح الذي يظهر على الحائط)
الشبح: (بصوت غير مفهوم لكنه يحمل طابع التهديد)
الرجل: (يجيبه وكأنه يفهمه)
أعرف… أعرف… هي لعنة.. لعنة لا تفنى.
(يدخل مُروج المخدرات.. يترنح يحمل حقيبة ثقيلة.. يفتحها ويخرج منها قناعاً ضاحكاً)
المُروج: (بصوت متقلب بين البكاء والضحك)
هل تريد السعادة؟ السعادة سهلة.. إنها في هذه الحقيبة.
الرجل: (يسخر) السعادة؟ أم الفناء؟
المُروج: (يقترب من الرجل)
ما الفرق؟ السعادة والفناء وجهان لعملة واحدة.
(يدخل الشاب ، ينظر إلى مُروج المخدرات بتردد)
الشاب : أنا… أنا أحتاج شيئاً… أي شيء.
المُروج: (بصوت مرح)
بالطبع.. لدي كل شيء (يخرج من حقيبته مسحوقاً أبيض)
الرجل: (يصرخ)
لا… لا تلمسه.
الشاب: (بتردد)
ولكن… أريد أن أهرب… من هذا الفراغ.
الصوت:الهروب ليس نجاة.. الهروب سقوط في القاع.
المُروج: (يضحك بجنون)
اسكت أيها الصوت لا أحد يريد الحقيقة.
الشاب: (يمد يده نحو المسحوق)
لكن… ماذا لو كانت السعادة هنا؟
الرجل: (يمسك بيده)
السعادة ليست مادة.. السعادة قرار.
الشبح: (بصوت مرعب ومفهوم)
من يدخل.. لا يخرج.
الشاب: (يرتجف)
لكن… ماذا أفعل؟
الرجل : اختر… اختر الحياة أو اختر الفناء.
(يصمت الجميع.. ثم يسقط الضوء على الشاب فقط .. بينما يختفي الجميع تدريجياً)
الصوت : الاختيار طريقك.
الشاب: (يتحدث إلى انعكاسه في المرآة)
من أنت؟ هل أنت أنا؟ أم أنك ظلي؟ لماذا تبدو متعبًا أكثر مني؟
(يظهر الرجل من خلف المرآة.. كأنه خرج منها)
الرجل: أنا هنا فقط لأنك سمحت لي بالبقاء نحن… نحن نتكرر.
الشاب:(بغضب)لم أسمح لك بشيء.. لم أسمح لأحد بشيء.
الرجل: (يضحك بسخرية)
هذا ما تظنه… لكنك سمحت لكل شيء بالدخول… الألم، الفراغ، والهروب.
(تبدأ المرآة بالتشقق أكثر.. يظهر من خلالها مُروج المخدرات وهو يبتسم في يده صندوق صغير)
المُروج: أنت هنا مجددا؟ ألم أقل إن السعادة ليست سوى لمسة؟
الشاب: (ينهض)
لم أعد أبحث عن السعادة… أريد الخلاص.
المُروج: (يضحك بصوت متقطع)
الخلاص؟ الخلاص حلم بائس.. خذ هذا وستنسى أنك تبحث عن أي شيء.
(يرمي الصندوق نحو الشاب، لكن الرجل يقفز ويمسك به قبل أن يصل)
الرجل: لا تدعه يلمسك.. هذا الصندوق ليس خلاصًا إنه القيد الذي لن تفكه أبدا.
المُروج: (بصوت مرعب) ومن أنت لتقرر عنه؟
الرجل: أنا ماضيه.. أنا صرخاته التي نسيها.. أنا اللحظة التي انتهت ولم تنتهي.
(ينهار الشاب على الأرض، ويمسك رأسه بيديه)
الشاب: (بصوت مخنوق)
كفى.. كفى.. أريد أن أخرج.
الصوت: الخروج يبدأ من الداخل.. الكسر يبدأ بالاختيار.
(تبدأ المرآة بالتلاشي تدريجيا، ويظهر الشبح من جديد ،يمشي ببطء نحو الشاب)
الشبح: (بصوت ضعيف)
أنت لن تهرب.. أنا أنت.
الشاب: (ينهض ببطء، يواجه الشبح)
إن كنت أنا، فلن أحتاجك بعد الآن.
(يأخذ الشاب نفسا عميقا، ثم يدير ظهره للشبح الذي يبدأ بالتلاشي تدريجيا ينظر الرجل إلى الشاب بابتسامة)
الرجل: لقد اخترت.
(يختفي الرجل ومُروج المخدرات في اللحظة نفسها.. بينما يسود الضوء على الشاب.. يعود الصمت تدريجيا)
الصوت:الطريق صعب.. لكنك بدأت الخطوة الأولى.
(تنطفئ الأضواء ببطء ويبدأ الضوء بالكشف عن طريق مليء بالضباب.. يظهر الشاب يسير ببطء وحوله أصوات متداخلة: ضحكات، بكاء، وصراخ بعيد)
الشاب: (يتحدث لنفسه)
أين أنا الآن؟ هل خرجت؟ أم أنني ما زلت عالقا؟
(يظهر الرجل من خلف الضباب يبدو منهكا وعيناه مليئتان بالحزن)
الرجل: الطريق طويل أيها الشاب.. هذا ليس خروجًا بل بداية اختبارك.
الشاب: (بتوتر)
اختبار؟ ألم ينتهي كل شيء؟
الرجل: لا شيء ينتهي بسهولة.. أنت تحارب نفسك.. ولا شيء أصعب من ذلك.
(يخرج مُروج المخدرات من الضباب لكن مظهره تغير.. وجهه تحول إلى قناع أسود)
المُروج: أنت هنا مجددًا.. ظننت أنك أقوى.. لكن لا أحد يخرج مني حيًا.
الشاب: (يتراجع بخطوات مترددة)
لا… لن أعود.. لن أعود أبدا.
المُروج: (يضحك ضحكة مدوية)
أنت لا تفهم.. أنا لست شيئًا تتركه خلفك.. أنا بداخلك.
الرجل: (يصرخ)
لا تستمع له.. هو كاذب.
الشاب: (بصوت مرتجف)
لكنه محق… أشعر به في أعماقي.. كيف أقتله؟
المُروج: لا يمكنك قتلي أنا أنت… أنا الخوف، أنا اليأس، أنا الهروب الذي لجأت إليه.
الرجل :إن كنت هو فهذا يعني أنك تملك القوة للتحكم به.. لا تدعه يسود عليك.
الشاب: (بصوت أقوى)
أنا أملك القوة؟
المُروج: (يصرخ بغضب)
لا… لا تصدق هذا.. أنا أقوى منك.
الشاب: (يقف بثبات.. يحدق في مُروج المخدرات)
إن كنت جزءًا مني فأنا أقرر الآن أن أواجهك.. لن تهزمني.
(يبدأ مُروج المخدرات بالتلاشي تدريجيًا يصرخ بصوت متقطع حتى يختفي.. يبقى الرجل صامتًا يراقب المشهد)
الشاب: (يلتقط أنفاسه)
لقد اختفى…
الرجل: (بابتسامة حزينة)
لقد ربحت هذه الجولة.. لكن الحرب لم تنتهي.
الرجل: (بنظرة مصممة)
لن أسمح له بالعودة.. سأمضي في طريقي.
الصوت: (بصوت هادئ ومليء بالأمل)
الاختيار طريق النور والقوة تبدأ بالإيمان.
(تنطفئ الأضواء ببطء ، ثم يظهر ضوء هادئ يشبه شروق الشمس.. الشاب يقف في وسط المسرح وحوله أصوات طيور وخرير ماء.. يبدو المكان واحة خضراء لكن مع لمحات غير مكتملة وكأنها بين الواقع والخيال)
الشاب: (ينظر حوله باندهاش)
ما هذا المكان؟ هل وصلت؟ أم أنني أحلم؟
(يظهر الرجل مرة أخرى بملابس نظيفة وجهه مشرق ولم يعد يحمل ساعة الجيب)
الرجل:إنه ليس حلما.. لكنه ليس نهاية الطريق أيضا.
الشاب: (بقلق) إذن.. ماذا يكون؟
الرجل:هذا هو المكان الذي تختبر فيه ذاتك.. واحة النور حيث يظهر داخلك كما هو.
الشاب:(يتردد) لكنني شعرت أنني تخلصت من كل شيء.. لماذا أنا هنا؟
الرجل:لأن التخلص من المخاوف لا يكفي.. عليك أن تواجهها مرة أخرى.. لكن هذه المرة بنور داخلك.
(يظهر الشبح مرة أخرى..يتحرك ببطء باتجاه الشاب)
الشبح: (بصوت ضعيف)
لقد عدت… لن أتركك.
الشاب: (يقف بثبات)
لست خائفًا منك بعد الآن.
الشبح:أنا جزء منك.. كل خوف وكل ألم وكل ضعف.
الشاب:وأنا أملك القوة لأجعلك مجرد ذكرى.
(يمد الشاب يده باتجاه الشبح.. يبدأ بالتلاشي تدريجيًا مع كل كلمة يقولها)
الشاب:لست نهايتي. أنا أقوى مما كنت أظن.
(يختفي الشبح، ويتحول المكان إلى حديقة مليئة بالزهور والأشجار.. يبدأ الرجل بالتصفيق ببطء)
الرجل:أحسنت، أيها الشاب. الآن أصبحت مستعدا.
الشاب:مستعدا؟ لماذا؟
الرجل:للحياة.. الحياة الحقيقية إنها ليست واحة مثل هذه.. لكنها مليئة بالفرص والتحديات.
الصوت: (بصوت مليء بالهدوء)
لقد اخترت النور.. اخترت الحياة.
(موسيقى هادئة.. وتبدأ الأضواء بالخفوت تدريجيًا..
أصوات سيارات.. صيحات بعيدة،. الشاب يمشي بخطوات مترددة يسمع حوله بدهشة وكأنه عاد إلى العالم الحقيقي)
الشاب :ها أنا ذا… عدت لكن… هل تغير شيء؟ أم أنني الذي تغيرت؟
(يظهر الرجل مرة أخرى.. يقف على جانب المسرح.. ينظر إلى الشاب دون أن يتدخل)
الرجل: (بصوت هادئ)
العالم لم يتغير لكنك أصبحت تعرف كيف تعيش فيه.
الشاب: (يتحدث للرجل)
ولكن كيف أواجه هذا العالم؟ كيف أعيش دون أن أسقط مجددا؟
الرجل:القوة ليست في عدم السقوط .. بل في النهوض كلما سقطت.
(تدخل أمرأة في منتصف العمر ترتدي ملابس بالية ويبدو عليه الضياع تسير بتوتر وكأنها تبحث عن شيء خلفها ببعض خطوات فتاة صغيرة تحمل حقيبة مدرسية ثقيلة وتبدو متعبة… تتجه المرأة نحو الشاب)
المرأة:(بصوت ضعيف)هل لديك شيء… أي شيء؟ أنا أحتاج شيئًا.
(يتردد الشاب للحظة.. لكنه ينظر إلى الرجل الذي يهز رأسه بالنفي)
الشاب: (بصوت ثابت)
ما تحتاجينه ليس عندي.. لكنه بداخلك.
المرأة: (بغضب)
لا أحد يفهمني.
(تغادر المرأة المسرح غاضبة، بينما تقترب الفتاة الصغيرة من الشاب)
الفتاة:هل أنت بخير يا عم؟
الشاب: (يبتسم لأول مرة)
أنا بخير… لأول مرة منذ زمن طويل.
الصوت:كل لحظة مواجهة مع الحياة هي خطوة نحو الخلاص.
الشاب: (ينظر نحو السماء)
هذه ليست النهاية.. بل البداية… بداية جديدة.
الرجل: (يتلاشى تدريجيًا)
وداعًا أيها الشاب… الآن لم تعد بحاجة لي.
الشاب (يهمس) شكرًا.
الصوت:كل طريق يبدأ بخطوة… وكل حياة تستحق المحاولة.
(تنطفئ الأضواء تدريجيًا..
الشاب جالساً على الكرسي .. خلفه دائرة من الضوء تتسع ببطء.. صوت هادئ ينبعث من الفراغ كأنه من داخل ذهنه)
الصوت: هكل تعتقد أنك وصلت؟
الشاب : (متأملاً)
لا..أعرف أن الوصول ليس النهاية.. بل البداية.
(يبدأ الضوء في الدائرة بالخروج تدريجياً ليشكل وجوهاً لأشخاص مختلفين: شباب، أطفال، كبار في السن. كل وجه يضيء للحظة ثم يتلاشى)
الصوت :لكنك الآن تحمل رسالة… فما هي؟
الشاب :رسالتي؟ (يصمت لحظة)
أن الحياة هي الخيار الحقيقي.. أن الظلام الذي كنت فيه لم يكن سجناً، بل كان انعكاساً لخوفي.
(يظهر الشبح على طرف المسرح.. يحاول الاقتراب من الشاب.. لكن الشاب يقف بثبات وينظر إليه بابتسامة)
الشاب:أعرفك الآن… أنت الخوف، أنت اليأس، لكنك لست أنا.
الشبح: (بصوت ضعيف) سأعود…
الشاب:قد تعود، لكنني لن أسمح لك بالبقاء.
(يتلاشى الشبح والدائرة خلف الشاب تصبح كاملة ومضيئة)
الرجل : (يظهر مرة أخرى)
لقد أصبحت أنت الرسالة.. كل خطوة تأخذها الآن ليست لك وحدك.. بل لكل من ينتظر أن يرى النور في عينيك.
الشاب : (بصوت مليء بالثقة)
لن أكون صامتًا بعد الآن.. سأخبرهم أن الألم ليس نهاية وأن اليأس ليس طريقًا.
الرجل: (يبتسم ) العالم مليء بالذين يحتاجون سماع كلماتك لا تدعهم يضيعون كما كنت.
(تتحرك الدائرة المضيئة لتكشف مجموعة من الأشخاص يقفون على أطراف المسرح: شباب وشابات بأعمار مختلفة، جميعهم يرتدون ملابس باهتة، وأعينهم تبحث عن شيء… يتقدم الشاب نحوهم)
الشاب :كنت هناك… في نفس الظلام الذي تقفون فيه الآن.. أعرف كيف يبدو الأمر.. كيف أن كل شيء يبدو بلا معنى لكنني اخترت الحياة واخترت المقاومة.
(يتوقف.. يتأمل الوجوه ثم يكمل)
الشاب:لا شيء سهل.. لكن لا شيء مستحيل.. إذا كنت تسمعني الآن فهذا يعني أنك ما زلت على قيد الحياة وما زالت لديك فرصة لتختار.
(تتقدم فتاة من المجموعة، تبدو عليها التعب.. تسأله بصوت مرتجف)
الفتاة :لكن .. كيف نبدأ؟
الشاب : (يبتسم بلطف)
بخطوة واحدة فقط خطوة..طلب المساعدة لا تخفافي من السقوط… لأن كل سقوط يعني أنك تحاولين الوقوف.
(تبدأ الدائرة المضيئة بالتوسع لتغمر الجميع في الضوء.. المجموعة تتقدم تدريجيًا نحو وسط المسرح حيث يقف الشاب… الرجل يراقب من بعيد ويبدأ في التلاشي ببطء)
الصوت: (بهدوء)
كل نفس جديد هو بداية جديدة.. اختر الأمل واختر الحياة.
(تبدأ الإضاءة بالخفوت تدريجيًا لكن صوت خطوات المجموعة يبقى واضحًا وكأنه إشارة إلى الاستمرار في الطريق)
الرجل : (يظهر للمرة الأخيرة)
قد أصبحت مستعدًا… لكن هل تعرف لماذا؟
الشاب : (يبتسم بثقة) لأنني أخترت
الرجل : (يهز رأسه موافقًا)
الخيار هو البداية… لكن الاستمرار هو التحدي الحقيقي.
(تبدأ الدائرة المضيئة خلف الشاب بالتوسع.. ويظهر خلفه مجموعة من الأشخاص: شباب فقدوا الأمل، أطفال تائهون، وكبار في السن يحملون نظرات ندم. يحدق ثم يلتفت إلى الرجل)
الشاب :وماذا الآن؟
الرجل:الآن… دورك أن تكون النور لغيرك.
(يتقدم الشاب نحو الأشخاص الواقفين في الخلف، يمد يده إلى أحد الشباب الذي يبدو شاحبًا ومترددًا ثم يساعده على الوقوف.. الدائرة تضيق حولهما لتصبح كأنها نافذة نحو عالم جديد)
الصوت:كل من نجا يصبح منقذًا… وكل من اختار الحياة يصبح أملًا لغيره.
(يأخذ الشاب نفسًا عميقًا، ثم يمشي بثبات خارج الدائرة.. يليه الأشخاص الآخرون بينما الرجل يبتسم ويختفي تدريجيًا. الموسيقى تصبح أكثر تفاؤلًا.. ويضيء المسرح بالكامل)
الشاب : (ينظر إلى الجمهور)
القصة ليست عني فقط… إنها عن كل شخص يقف على الحافة.. بين الظلام والنور أنت تختار.. فماذا ستختار؟
(تتلاشى الأصوات والموسيقى.. ويبقى الضوء ساطعًا للحظات قبل أن تنطفئ الأضواء تدريجيًا)
الصوت:لا تدع الظلام يخدعك… النور دائماً خيارك.. اختر الحياة وكن الأمل لغيرك.
أنتهت
محمد صخي العتابي