لايوجد خلاف جوهري بين ألفريقين فيما يتعلق بأركان ألأسلام وأصول ألدين فكلاهما يؤمن بألأركان ألخمسة {ألشهادتان؛ألصوم ؛ألصلاة؛ألزكاة ؛ألحج}أما أصول ألدين فهي{ألتوحيد ألنبوة ألميعاد}يضيف أليها ألشيعة {ألأمامة}وألأخيرة غير ملزمة لبقية ألمذاهب ولاتخرج من ألملة بموجب فتاوي مراجع شيعية.
ألصراع ألقائم بينهما هو على تفسير ألقرأن وألأحاديث ؛وقد ثبت أن هذين ألعاملين قابلين للتأويل وألتحريف فمثلا ألأمام علي أوصى عبد الله بن عباس بأن لايحاجج ألخوارج بالقرأن {لأن ألقرأن حمال وجوه}ويمكن تفسيره بأي صورة تمكن ألمحاورأن يكسب ألجولة لصالحه ؛أما ألأحاديث فقد تصدى لها ألنبي{ص} في حياته؛حيث قال{لقد كثرعلي ألكاذبون ؛من كذب علي تبوء مقعده من ألنار}.أما فيما يتعلق بمصادر ألتشريع فهي{ألقرأن ؛ألسنة؛ألأجماع؛ألقياس}أختلف ألشيعة عن ألسنة في ألقياس وأعتمدوا على ألعقل في ألتشريع ألى جانب ألعناصر ألثلاثة أنفة ألذكر.من هذا يتضح أن ألخلاف لم يكن في ألعناصر ألأساسية في روح ألدين وعقيدته ؛ولكن في أستخدام ألخلافات ألبسيطة ؛لتعزيز مواقع علماء ألدين وألسلاطين في ألحكم وألمنافع ألدينوية؛ وليس في كيفية أدارة ألدول ألأسلامية نحو ألأفضل .وأفضل مثال على ذلك معركة صفين فقد كان ألمتحاربون من ألجانبين ينتمون ألى نفس ألقبائل ؛ولكن أقسم منهم أنحاز ألى ألأمام علي وألأخر ألى معاوية ؛وعندما يتوقف ألقتال لبعض ألوقت ؛ترى أبناء ألعمومة يلتقون فيما بينهم ويتبادلون ألأحاديث؛ويذكر أن قسم من جماعة معاوية كانوا يصلون وراء ألأمام علي ؛رغم أنهم يقاتلونه!!.ألتناحر بين أتباع ألمذاهب ألأسلامية لم يتوقف منذ أكثر من أربعة عشر قرنا بفعل تأثير أئمتهم!!.ولكن من أقام دولا من ألطرفين ؛أستخدم نفس أساليب ألقمع وألأقصاء بغض ألنظر عن ألمذهب ألذي ينتمي أليه .فالدولة ألعثمانية كان خلافاؤها فاسقون وأستخدموا ألعنف في تثبيت حكمهم ؛وكان ألحكم وراثيا ويقتصر على عائلة واحدة .أما ألدولة ألصفوية ؛فكان سلاطينها لايختلفون فسقا وفجورا ودموية عن أبناء عمومتهم ألعثمانيون وكان حكمهم وراثيا أيضا وكلاهما يتخذان ألمذهبية كغطاء للوصول ألى ألسلطة؟!!.ألمثال ألثاني ألصارخ هو دعوة أحفاد ألعباس أبن عبد ألمطلب لعودة ألحقوق ألمختصبة لآل ألبيت كانت خداعا وغطاءا لتسلم ألسلطة ؛فبعد وصولهم ألى ألحكم ؛أقصوا ألعلويين ؛وأبادوا أتباعهم ؛وأعدموا أئمتهم !!.
هذا الصراع ألعبثي ؛أخذ بمرور ألوقت يتخذ طابعا دمويا وتسقيطيا ؛ فالسنة يتهمون ألشيعة بأنهم روافض ؛لأنهم رفضوا ألخلافة ألراشدة ؛والشيعة يتهمون ألسنة بأنهم نواصب؛لأنهم نصبوا ألعداء لآل ألبيت ؛لكنهم في ألحقيقة يسعون ألى ألسلطة أكثر من سعيهم لنصرة ألخلافة أو ألأمامة !!يستند طرفي ألخلاف من علماء ألشيعة وألسنة على أتهام بعضهم ألبعض ألأخر؛فالسنة يعتبرون كل ألصحابة عدول بينما ألشيعة يعتقدون أن أل ألبيت معصومين ولا يريدون أن يصلوا ألى حل وسط ؛وذلك لأنهم أذا تخلوا عن ألعدول وألعصمة ستسقط هيبتهم وتنكشف أباطيلهم وتسقط حججهم ؛ولا يبقى لهم موقعا ينطلقون منه للأستمرار في أستثمار
هذه ألشعارات لخدمة أهدافهم في ألقدسية وألمنافع ألمادية ؛لأن ألتقريب بين ألمذاهب لايخدم مصالحهم.فلا أعتقد أن داعش ومن يؤيدون نهجها ألدموي ألطائفي ألتكفيري يختلف كثيرا عن نهج عصائب ألحق أو من يدعون ألمهدوية .في ألوثوب ألى كراسي ألحكم وملذاتها كما كان أسلافهم ألعظام!!.مايجري على ألساحة ألعربية ألآن من هرج ومرج ورفع شعارات دينية ؛هوغطاء للوصول ألى ألسلطة وليس تحقيق ألعدالة وأقامة ألدولة ألأسلامية ألمنشودة ؛والدليل على ذلك أن سنة سوريا يقاتلون بعضهم وهم يرفعون نفس الشعارات ؛وما يحصل في مصر وليبيا واليمن وألجزائر وأفغانستان وبقية ألدول ألأسلامية يصب في نفس ألأتجاه .ألمرحلة ألأخطر ألتي نواجهها هو وصول مرض الطائفية ألخبيث ألى عقول ألطبقة ألمتعلمة ؛حيث أنقسموا ألى فسطاطين ؛سني ووشيعي ؛وكلهم منهم يريد أن يفحم ألآخر بألأدلة ألنقلية وألعقلية لأثبات وجهة نظره ؛وهو أشبه بحوار ألطرشان .أنقسمت ألمجتمعات ألأسلامية ألى فريقين ؛لايطيق بعضه ألبعض ألأخر.أتخذ في ألأوانة ألأخيرة منحى تدميري حيث تحول من صراع لفظي ألى صراع دموي.وحيثياته أخذت تأتي أكلها ؛بتقسيم ألمجتمعات ألأسلامية ألى فرق وأحزاب؛ وأخذت تتغلغل في عقول ألجيل ألجديد.هذه ألوقائع توصلت أليها من خلال مناقشاتي ممن يأتون ألى ألدول ألغربية للدارسة أو ألسياحة أو من زياراتي للعديد من ألدول ألعربية ؛فجميعهم متسلح بسلاح ألطائفية وكل منهم يعتقد أن طائفته هي ألناجية .أذا ستمر هذا ألصراع{ألأسلام ضد ألسلام}فعلى ألأسلام ألسلام ؛وربما نحظر مجلس ألفاتحة ؛بأسرع مما كنا نتصور أو نحلم. أن علماء ألدين أغفلوا واجبهم ألأساسي في ألدفع بأتجاه ألضغط على ألحكومات بتوفير متطلبات ألشعوب في حقها بالمشاركة بالموارد ألأقتصادية ألضخمة من صادرات ألنفط وغيرها من ألمعادن وبتحقيق مبدأ ألعدالة؛وذلك بتوفير لقمة ألعيش للجميع وألسكن وألتعليم .أنجاز هذه ألمتطلبات ألأساسية سيشغل ألناس بممارسة حياتهم ألطبيعية بعيدا عن خزعبلاتهم ألتي تدفع ألى حتفهم وتفريقهم ألى كتل ومجموعات متنافرة .فتوفير ألحياة ألكريمة وألتعليم يعمل بالضد مما يسعون له بتسخيف عقول ألناس بألطائفية وتشجيع ألتنافر بين أبناء ألمجتمع ألواحد؛ على مبدأ أجع كلبك يتبعك!!