العالم أمام منعطفات ستقلبه رأسا على عقب , فهناك قوى في إنحدار وإنهيار وأخر في صعود وإنتصار , ودول الأمة تقف متفرجة ولا تتوثب للتمسك بقرار , يؤكد مصالح الأجيال.
الأمة بحاجة لقائد ملهم , يساهم في إتحادها لا توحدها , لصناعة الوجود المعاصر المقتدر , الذي يفرض إرادته على الواقع العالمي , فالأمة لا بد أن يكون لها دور مؤثر في مسيرة البشرية , فهذا ديدنها وطبعها المتنامي في جوهرها.
الأحوال العالمية ربما تستحضر ما جرى في مؤتمر يالطا (1945) , عندما إجتمع روزفلت وستالين وتشرتسل لتقسيم العالم , وفقا لمصالحهم ومنطلقات إقتدارهم وهيمنتهم.
فهل سيتفاعل قادة الأمة ويعتصمون بمصالحها ويؤمنون بدورها الحضاري المأمول؟
الأمم بقادتها المدركون لتطلعاتها وشمائلها , وكينونتها الجغرافية والتأريخية , والعارفين بطاقاتها وآليات توظيفها للأخذ بها إلى ذرى عصرها.
الأمة ولودة ولا بد لها أن تنجب قائدا رشيدا , يسير بها نحو آفاق المجد الأصيل.
التأريخ يحدثنا عن قدراتها الإنجابية , فكم إستجمعت إرادتها في رمز أخذ بها إلى ميادين الإنتصار والإستبسال , والأمثلة متكررة في مسيرتها الطويلة عبر العصور.
وهذا يعني أن لا مكان لليأس , وإن العسر لا يدوم في رحابها , فالأمة في مرحلة مخاض وإستعداد لإستحضار نبراس إنطلاقها نحو ساميات ذاتها , وعروش أمجادها.
و”تفاءلوا بالخير تجدوه”!!
د-صادق السامرائي