أعلنت 12 محافظة زائدا اقليم كوردستان تعطيل دوام المدارس يوم الاثنين الماضي وبعضها شملت يوم الثلاثاء بسبب الانخفاض الحاد في درجات الحرارة بالبلاد حرصا على سلامة التلاميذ .
وتوقعت الأنواء الجوية استمرار الموجة القطبية الشديدة البرودة الى نهاية الاسبوع الجاري مع انخفاض الحرارة الى الصفر المئوي وما دون ذلك .
سلطت العطلة الضوء مرة اخرى على تدني البنية التحتية في المدارس وغياب وسائل الحماية والوقاية والحاجة الى ترميم وصيانة الكثير منها , لاسيما اصلاح زجاج الشبابيك والابواب وانتشار الرطوبة فيها الى جانب فقدان التدفئة وتوفر مستلزماتها من طاقة كهربائية ومحروقات واجهزة وغيرها .
حسنا فعلت المحافظات والاقليم في تعطيل الدوام بالمدارس , فهذا الحل الوحيد في مواجهة البرد القارص وحماية الطلبة منه , على الرغم من ان اغلب بيوتنا ليس حالها بأفضل من مدارس البلاد .
ورغم ان المحافظات تبارت في ما بينها لإضافة يوم عطلة البرد الى سجل العطل المليء بالقانونية منها وغير القانونية , ولكن اي منها لم تتخذ اجراءات الحماية لتلافي مثل هذه الظروف المناخية اذا ما تكررت بما فيها محافظة بغداد التي لم تعطل مدارسها ورياض اطفالها , و ابنية مدارسها تعاني مثل غيرها , والامر من ذلك عطلت في مناسبات مختلفة المدارس من دون الرجوع الى جداول العطل المقرة قانونا .
في بلدان كثيرة تصل درجات الحرارة الى عدة درجات تحت الصفر , غير انها لا تلجا الى تعطيل مراكز التعليم فيها على اختلاف مراحلها, ويستمر العمل على احسن وجه , ولا تأثير للمناخ على سيره , وذلك لان حكوماتها حسبت حسابها لمثل هذا الظرف واحتاطت له , ووفرت ما يتطلب لأنهاء تأثيره لضمان حسن التعليم وتجنب ما قد يشكل عامل من عوامل اخفاقه .
في بلادنا ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها يؤثر في الاجواء الدراسية واستمرار الدوام , واذا كانت الحرارة المرتفعة اقل لكوننا عريانين اصلا , فان الانخفاض يشكل نقمة في ظل فقدان الكسوة المناسبة للطلبة وعدم قدرة نسبة لا يستهان بها على توفيرها ,ام الامطار لا تقل اذى ومعاناة عن ذلك ..
على أي حال نتمنى ان يستمر تساقط الثلوج لأنه رحمة لانقادنا من التعطيش السياسي الذي يعاني منه الزرع والضرع جراء الفشل في الدفاع عن حقنا في مواجهة من غمط حصتنا فيها , ورغم ضعف الوسائل لمواجهته والتخفيف من تداعياته , وحقا التمنيات الطوباوية للفقراء باستمرار فصل الصيف حاجة واهون لهم من هذا البرد القارص .
