لا تزال عملية انسحاب الولايات المتحدة مع حلفائه من العراق  أمر معقدا للغاية ، خصوصا بعد تداعيات السابع مع اكتوبر ، وما انتج عنها من تغيير في الخارطة السياسية والجغرافية والمناخية 

من تدمير غزة وجنوب لبنان وتغيير الحكم في سوريا غيرت من مسار  البوصلة الواقعية التي انعكست على العملية السياسية في العراق 

وملف الانسحاب بالتحديد لا يمكن التنبؤ  به بعد تواجد ادارة ترامب من جديد في المشهد الأمريكي التي هي تختلف تماما عن ادارة بايدن بشأن تحديدها موعدا لانسحاب القوات الأمريكية خلال العام الحالي بشكل واضح مع بقاء الاستشارات العسكرية لغرض تأهيل وتطوير القوات الامنية العراقية 

المشكلة الأساسية تكمن ان ترامب يخالف اغلب الاتفاقات التي أبرمت  في عهد بايدن مما قد يتسبب ذلك في تغيير اغلب تلك العقود  التي  وقعها البيت الأبيض سابقا والدليل قبل أن يصل بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني ، إلى واشنطن، رفع ترمب الحظر عن بيع قنابل الألفي رطل لإسرائيل التي سبق أن منعها سلفه بايدن . 

هذه ليست مبالغة، ترمب شخصية لا يمكن التنبؤ بها ، و لا يمكننا تجاهل الرئيس الأميركي الحالي، هازئاً أو جاداً ، وكثيرون يرون ان أقواله مجرد قنبلة صوتيه او قنبلة مدمرة قد تحدث تغييرات كبيرة في المنطقة 

وما حصل من متغيرات خلال الفترة القصيرة من تولي دونلد ترامب قد يقلب الموازين السياسية المتفق عليها حيث اقترح على الحكومة الاتحادية العراقية إلغاء استيراد الغاز من ايران  او فرض عقوبات اقتصادية في أشار لتضيق الخناق على القرار العراقي الذي يحاول التعامل وفق نظرية ” عدم الانحياز ” 

وأيضا ان هناك أسباب وراء عدم التنبؤ بتأجيل اًو تغيير او تمرير موعد انتهاء مهمة التحالف الدولي هو كون ان الرئيس الأمريكي ترامب كان من اشد المعارضين لانسحاب تلك القوات من العراق وحتى هدد بفرض عقوبات اقتصادية على سياسية الدولية العراقية خلال فترة حكمه السابقه 

وحاليا فأن ترامب قرر بقاء القوات الأمريكية في سوريا بعد تغيير الحكم فيها من اجل منع تمدد عصابات داعش الارهابية  ، وهذا ما يدل على عدم وجود نية لغرض انسحاب القوات الأمريكية من العراق على خلفية القرارات الأمريكية الأخيرة 

وكذلك ان ادارة ترامب ترى بأن العراق يخضع للهيمنة الإيرانية هو مفهوم فيه كثير من التلفيقات والمغالطات والمبالغة ويعني ان الابتعاد عن الدولة العراقية  سيؤثر سلبا على واقع المنطقة التي تغييرت جغرافيتها بعد تمدد اسرائيل ، فضلا يحاول جاهدا إلغاء الاتفاقات الثنائية العراقية – الإيرانية من اجل إضعاف هذا التحالف 

ومع تلك التغييرات قد نتفاجأ بقرارات مغايرة تماما من قبل دونالد ترامب في الايام المقبلة بخصوص عقد اتفاقيات أمنية جديدة عكس المتوقعة من اجل تغيير موعد الانسحاب تحت عنوان إلى شعار آخر .