25 فبراير، 2025 12:27 م

بعض دولنا مبتلاة بأنظمة حكم منفصلة عن الدولة ككيان قائم بذاته وتتحدد مواصفاته العملية وفقا لآليات راسخة ومتواصلة.

فالذي يحصل أن نظام الحكم يتبدل , بمعنى أن الكراسي سيجلس عليها أناس  لهم رؤيتهم المدمرة لما سبقهم , وهكذا دواليك.

فالحقيقة المغفولة أن الدولة مغيّبة والكرسي يمثل كل شيئ فيها.

وبموجب ذلك فأن الخراب والدمار عميمان , والبناء غريب , والفساد قائدٌ وطبيب , ولكل كرسي ما يريد من النهب والسلب العجيب.

فكأنها منظومات قطاع طرق , تهاجم القافلة وتستلبها وتمضي في سبيلها بعد أن فعلت ما فعلته بأصحابها ,

ولهذا تميعت قيمة الدولة , وتخربت أركانها , وتماهت مع النظام الحاكم بفرديته وفئويته وتحزبيته.

فتجد العديد منها في فوضى , علنية أو خفية , فالذين لا يدركون أهمية وضرورة سلامة وصلادة الوعاء الذي هم فيه , يتناثرون ويتشظون ويتفرقون , ويتحولون إلى كرات زئبق أو بليارد.

فالأمة لن تكون إن لم تؤمن مجتمعاتها بضرورة الدولة القوية والوطن العزيز , ومن الثوابت والخطوط الحمراء التي لا يُسمح بالعدوان عليها بأي عذر , فأنظمة الحكم تتبدل , والدولة والوطن كيان خالد أمين تصونه الأجيال مهما كانت توجهاتها.

فمجتمعات الدنيا لا تفرط بدولها وأوطانها , وتتنافس وتتنازع وتفعل ما تفعل ضمن الحالتين الراسختين في الوعي الجمعي.

فهل وجدتم تقدما وصلاحا دون دولة مهابة ووطن عزيز؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات