المدن بأهلها , ومدن الدنيا تتفاخر بجمالها وطيبتهم وإجتهاداتهم في الحفاظ على مدنهم , والتفاعل معها بحب وإنتماء مطلق وتقدير.
جمال المدن يتطلب التصميم العمراني الجذاب , والمساحات الخضراء , والبنية التحتية المتطورة , والنظافة والصيانة المستمرة , والفن والهوية الثقافية والتراثية , والإضاءة الليلية الفاتنة , وغيرها من لمسات العصر ومعطيات الإبداع والتكنولوجيا.
تألمت كثيرا عندما ودعني صديقي الياباني بقوله : “أشكرك لزيارة بلدي ومدينتي” , وأنا إبن مدينة تأريخية ذات معالم سياحية محرومة من ريع السياحة وتفتقد للأمان.
كانت مدينته جميلة ونظيفة وتتوفر فيها معالم سياحية مصانة ومحروسة وفيها خدمات وافرة.
عندنا كل شيئ ونتحسر على كل شيئ , وذلك حالنا في جميع مدننا على إمتداد وطننا الكبير.
المدينة الجميلة لها تأثيراتها النفسية الطيبة على مواطنيها وتحقق إنتماءً مصيريا في أعماقهم نحوها , فيزداد تمسكهم بها وبوطنهم.
صديقي الفرنسي يحدثني عن مدينته , وكيف أنه لا يستطيع الإستغناء عن رائحة فرن الصمون القريب من مسكنه , ولا عن أصوات الأمواج التي تداعب الصخور من حوله.
ولا يمكن تخيل الحياة بلا مدينة تنتمي إليها , لكن الجمال بعيد والزمن عصيب , والمكان مريب , وكأنك تسير في طرقاتها كالغريب.
المدينة الجميلة تبعث الحياة وتستحضر الآمال , وتبني جسورا للتفائل وميادين للعزة , وأسوارا للسيادة والإقتدار.
فإذا كانت المدن قبيحة , فالوطن كذلك , والمواطن في غياهب القهر والإمتهان والمذلة والهوان , فكيف يصون مكانه وهو الذي يدثره بالعناء والإنكسار , ويستدعي عليه أساطين الويلات والشرور.
مدنٌ ترسّخ شأنها…بجمالها ورجالها
فسواعد أبناء المدن سراة مجدها ورقيها وقوتها.
و”يا دار ما فعلت بك الأيام”؟!!