الإتحاد قوة والوحدة فرقة وسطوة.
الوحدة مفهوم خيالي وسلوك عبثي ساذج , جربته الأمة وحصدت خيباته وتداعياته المريرة , وعليها أن تستفيق من شرودها وهذينات رؤاها الفوقية المتنقاطعة مع الواقع والمناهضة لعناصر الحياة.
الإتحاد يعني التفاعل الإيجابي بين دول الأمة وأنظمة حكمها , أي تحافظ على كياناتها , وتتواصل مع بعضها بما يخدم مصالحها.
والوحدة حالة تذويبية وإلغائية للخصائص الذاتية للدولة ونظام الحكم , مما يتسبب بإضطرابات وتحديات إستنزافية , كما حصل للوحدة السورية المصرية (22\2\1958) – (29\9\1961).
دول الأمة لا تستطيع الوحدة , لأنها تتنافى وطبائع النفوس , وآليات الحكم في كل دولة , لكن الإتحاد يضمن بقاء الأنظمة وإطلاق قدرات الخير فيها.
“وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”
الإتحاد يترجم فحوى الآية , ويدعو لعمل الخيرات , ومنع ما يساهم في إذكاء الشرور.
الأمة أضحت في زمن يستدعي المراجعة والجرأة , فالدنيا في عصر التكتلات والتفاعلات المساندة لبعضها , ودولها تشترك في النسبة الأكبر من الخصائص والمميزات , وهي بحاجة لتفعيلها , وإستثمارها لصالحها , بدلا من سفكها فوق رمال التناحرات والتصارعات الخسرانية التي تبهج الطامعين فيها.
فالوقائع العملية تستدعي الإتحاد كما جرى بين دول أخرى نسبة الإختلافات بينها كبيرة , لكنها فكرت بمصالحها وأقرت إتحاد دولها , وتماسكها , وصارت كالجسد الواحد وإن إختلفت أعضاؤه.
فاتحدوا ولا تتوحدوأ!!
“ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”