لا شكّ أنّ ازمة غزة – ترامب يمكن النظر نحوها من عدة زوايا , لكن ليس لها زواياً متعددة الأبعاد .
العمود الفقري – الفولاذي ” اذا ما صحّ التعبير ” هو يوم السبت القادم الذي حدده ترامب كموعدٍ آخيرٍ لحماس لتقوم بالإفراج عن كافة الرهائن الأسرائيليين لديها دفعةً واحدة ” وليس كدفعاتٍ متقطعة كما جرت وتجري العادة القائمة , ودونما ايّ اشارةٍ الى ما يفترض أن تفرج عنهم اسرائيل من المعتقلين الفلسطينيين مقابل أيّ عددٍ محددٍ ومتفق عليه بين الطرفين وعبر الوسطاء المصريين والقطريين , فهل يقصد الرئيس الأمريكي او فاته ” مثلاً ” أنّ تحرير الرهائن الأسرائيليين لدى حماس ينبغي ان يغدو دونما مقابل .! ومقابل التهديد بتحويل غزة الى جهنم حتى السبت المقبل .!
ترامب وفريقه وحاشيته على ادراكٍ مسبق بأنّ حركة حماس سترفض هذا الوعيد والتهديد , لكنه ارادَ التلويح بحرق وإشعال النار مسبقاً بجموع العوائل الفلسطينية في القطاع ” بالقاذفات والمقاتلات والمدفعية الإسرائيلية ” وربما لتقليل اعداد مَن يراد تهجيرهم . !
قيادة حركة حماس وتفرّعاتها المتواجدة داخل شبكة الأنفاق المعقدة التي ” دَوّخت ” الذكاء الإصطناعي في كشف مواقعها وتحصيناتها , لم يعد لها من خيار .! , فإذا رضخت للتهديد الأمريكي وافرجت عن كافة الرهائن فإنها كأنها ستعلن الإفلاس من ايّ ورقةٍ للتفاوض ولا بدّ لها من مواجهة ” الجحيم ” الذي ينتظرها .! , وأمّا لو تمسّكت بموقفها في تعليق تحرير الرهائن الأسرائيليين , فإنّ ” جحيم ترامب ” ينتظرها السبت المقبل المفترض , وبذلك فالجحيم هو الجحيم .! في كلتا الحالتين , فإلامَ وعلامَ خسارة الإبقاء واحتجاز المعتقلين الأسرائيليين , وهل سيكونون محصّنين بنسبة 100% 100 من القصف الأسرائيلي المجنون بعد ذلك .!؟
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني , بدا أنّه حاول تنفيس الأزمة ولو جزئياً بلقائه الذي انعقد سريعا بالرئيس الأمريكي < وسبق طلب الرئيس المصري للقاء ترامب > , وإذ اعلنَ وصرحَ بأنّ الأردن على استعدادٍ لإستقبال الفي طفلٍ فلسطيني من المرضى لمعالجتهم في الأردن < نشير هنا الى صعوبة هؤلاء الألفي طفل دونما وجود والديهم معهم على الأقل > , كما نشير كذلك الى تصريح الملك الأردني الى ” في هذ الشأن ” الى ضرورة التنسيق مع السعودية بهذا الخصوص الخاص ( الذي يتجاوز مستويات التصريحات والكلمات عبر الإعلام ) سيّما أنّ السعودية لا تمتلك حدوداً مشتركة مع اسرائيل او فلسطين , فالمسألةٌ آخذةٌ الى ما بينَ تصعيد – التصعيد , وبين التخفيف النسبي في اللكنة واللهجة عبر الأدوات والآليات الدبلوماسية المستحدثة على الصعيد الأمريكي , إنّما الأيام القلائل المقبلة قد تشهد بعض تطوراتٍ مفاجئة , لكنها لا تشهد تراجعاً امريكياً وسط الضعف العربي .!