7 فبراير، 2025 2:37 م

خطاب المالكي قراءة متأنية

خطاب المالكي قراءة متأنية

في كتاب “الدبلوماسية” للثعلب السياسة الأمريكية هنري كسنجر يخصص أحد فصولها إلى دراسة الشخصيات السياسية الفريدة ذات الوزن الثقيل  في عالم السياسة و ويتطرق إلى كيفية اتخاذ القرارات العملية لهؤلاء الرجال بناءا على العالم من حولهم وطريقة تشكيل الاراء الشخصية كيفية تحليل القائد لأي  موقف من معين 

وبين الماضي والحاضر شعرة من الزمن في التقلبات السياسية كانّها بمثابة جمرة من النار تتغير ألوانها المشعة في كل لحظة وتتأثر بالرياح والمناخ فتلتهب وتشتعل وتخمد إذا ما أوجدت الحلول الموضوعية للمشاكل المتعثرة في دهاليز السياسية المتغيرة 

ألقى رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي كلمة عبر فيها بوضوح عن المستجدات التي تعصف بالعملية السياسية ، وحجم المؤامرة الإقليمية ضد الدولة ، وثلاثة ثغرات لابد من الانتباه اليها تتحرك بالخفاء ضد البلاد  

ركز المالكي في كلمته على ما وصفه ” الفتنة الكبرى ” التي طالب  فيها الجميع الوقوف بوجهها وإدراكها لان هناك من يريد ان يكرر  السيناريو و التجربة السورية في العراق 

وتخللت الكلمة ان العراق بلد مستقر تحكمه البرامج  الانتخابية والدستورية والديمقراطية ولدينا وفاق  بين جميع مكونات المجتمع في النهوض بالواقع العام وتطوير البلاد 

المالكي البالغ (75) عاما كان يتحدث   ، اثناء المؤتمر التأسيسي لمجلس رؤساء قبائل كربلاء المقدسة  ، بصراحة وحذر شديد ولغة جسدا متخوفة من مجريات الاحدات التي هزت المنطقة ، محورية سوريا بيد الموساد الاسرائيلي وجريان العثماني وسط سكوت الجميع 

واظهر نوري المالكي انتقادات حادة ” للإدارة السورية الجديدة بانها لم تراعي تعامل مع المكونات الأخرى في سوريا ، مستغربا هل من المعقول ان يصبح الحكم من كانوا عندنا في العراق يمارسون الاعمال الارهابية  وكيف يكمن مثل هولاء يحكمونها ذات تنوع  الأعراق والأديان والمذاهب ودليل كل يوم تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي صور  المجازر بحق اتباع اهل البيت عليهم السلام 

يطرح المالكي استشعارا غريبا من اخطار ملموسة على الواقع العراقي لابد إدراكها وتحسب لها وتفويت الفرصة على الذين يريدون العبث باستقرار العراق أولها بقايا عصابات داعش الارهابية ، وبقايا الطائفيون الذين لا يتعاملون وفق سلطة القانون ، وبقايا حزب البعث المنحرف هولاء الذين يحسنون إثارة الفتنة 

واخير أختتم المالكي استغربه من غفلة الأجهزة الامنية المسؤولة من ملاحقة هولاء الارهابين الذين يحاولون صناعة الفتنة الكبرى داخل البلاد ، مؤكدا أنهم سيندمون حتما 

أحدث المقالات

أحدث المقالات