بعد انتهاء العد والفرز وظهور نتائج الانتخابات النيابية التي انتجت وجوهاً جديدة وفقدت وجوهاً لها ثقلها في الساحة السياسية العراقية امثال خالد العطية وحاكم الزاملي وحسن السنيد وغيرهم وأبقت نواباً في البرلمان العراقي الجديد لتكملة مشوارهم السياسي بحكم استحقاقهم الانتخابي في محافظاتهم مثل الشيخ محمد تقي المولى وعادل مهودر وحنان الفتلاوي وغيرهم من النواب الذين حازوا على ثقة ناخبيهم .
هذا التنوع في اختيار النواب الجدد لم يأت من فراغ بل أتى بفضل وعي الناخبين وبحكم التجارب الانتخابية السابقة ومعرفتهم للصالح من الطالح وفرز الباحث عن المنفعة العامة قبل المنفعة الخاصة ، اضافة الى تصنيف الذين يثيرون النعرات الطائفية والتفرقة بين ابناء الشعب الواحد والذين تعودوا على الالفة والمحبة فيما بينهم منذ الاف السنين ولن يمكن للمخططات والمؤامرات الداخلية او الخارجية التفريق بينهم ، وقد برز وعي الناخب في اختيار مرشحيه جليا في تلك المناطق التي تقع خارج العاصمة ومراكز المدن الى حد ما ، حينما ادرك مدى عطاء كل نائب على ارض الواقع ومدى تواصل النائب مع ناخبيه ومنطقة ترشيحه وعن مدى الخدمات التي قدمها الى مواطنيه وناخبيه في الفترة النيابية السابقة فكانت تلك محطة الاختبار والمعيار والاعتبار كما نعتقد .
مدينة تلعفر على سبيل المثال وهي واحدة من المراكز الانتخابية في العراق التي اتسم ناخبيها بدقة الاختيار ومعرفة النواب الذي يتوسمون بهم خيراً لتحقيق ما يصبون اليه من تطوير لمدينتهم وتقديم الخدمات اللازمة لأهلها فكان اختيارهم للشيخ محمد تقي المولى رئيس قائمة التحالف الوطني في نينوى التي نالت اكثر من( 70 الف صوت ) ، و نال شخصيا على ثقة حوالي ( 16000ناخب ) في مدينة تعاني واقعا امنيا غير مستقر ونزوح نصف سكانها الى المحافظات العراقية الاخرى التي تشهد استقراراً أمنيا نسبياً . فكان الامر دليلا على وجود ادراك حقيقي للناخب وكأنه عندما وضع اسم مرشحه في صناديق الاقتراع وهو راغب لينتصر لإرادته وكأنه وضع الملح على الطعام ليخرج بنتيجة ترضي الضمير والوطن والمواطن نتيجة الخدمات التي قدمها كل منهم الى المدينة المنكوبة وكلاً بحكم موقعه الاداري في الدولة العراقية الجديدة .
نعم لم يأت اختيار أهالي تلعفر للشيخ المولى عن فراغ بل نتيجة معطيات كبيرة و ثمرة الجهود المبذولة من قبله اتجاه أهلهم ومدينتهم بجملة من المشاريع الخدمية والعلمية والصحية والانسانية والامنية الى جانب إنجازات اقنعت الناخب التلعفري بضرورة ترشيحه للعديد من الانجازات التي يمكن ايجازها بالتالي ليكون الرأي العام على بينة :
1- العمل على توحيد الصف والتقريب بين المذاهب وحوار الأديان على اسس العدالة الانسانية وروح الكتب السماوية وتوحيد المكونات العراقية على اسس المواطنة .
2- حراكه الاجتماعي و المدني والعشائري كان له بصمة واضحة في استتاب الأمن والأمان بين ابناء تلعفر والسعي لإيجاد الاستقرار في العراق امام الهجمة الارهابية التي استهدفت المدنيين العزل .
3- ساهم بفعالية بتأسيس مشاريع خدمية عديدة في مدينته تلعفر (التي اهملتها انظمة الحكم السابقة لعقود ) مثل مشروع بناء مستشفى حديثة بالمشاركة والتعاون مع مجلس قضائها تحتوي على أحدث الاجهزة العالمية المتطورة من أجهزة السونار وأجهزة تفتيت الحصى في المسالك البولية وغيرها من الأجهزة المتطورة الاخرى وعدة مراكز صحية في أحياء المدينة
4- انشاء جامعة تضم عدة كليات علمية وانسانية لأبناء تلعفر والجزيرة وسنجار وسهل نينوى ، الذين كانوا يقتلون بدم بارد وغدر الارهاب عندما كانوا ينتظمون للدراسة في جامعة الموصل وفقد الكثير من اهالي تلعفر لأبنائهم الطلبة على يد الارهابيين .
5- مساهمته في تحويل دوائر القضاء الى مديريات عامة بهدف تحويلها الى محافظة .
6- عمل وما زال يعمل ويتابع انشاء واكمال مطار مدني في تلعفر وكان اول من هبط فيه بالطائرة .
7- عمل على جلب مشروع الماء الصالح للمدينة من منطقة (اسكي الموصل ) .
8- عمل على تأسيس بدالة حديثة للاتصالات فيها .
9- ساهم بالتعاون مع وزارة التربية بأنشاء ثلاثين مدرسة وبمشاركة مجلس قضاء تلعفر لأتاحه فرصة لأكبر من الاطفال للحصول على فرصة التعليم وتجنبيهم الانخراط في الطريق السوء .
10- عمل جاهداً للحصول على موافقة القائد العام للقوات المسلحة لتأسيس لواء من الشرطة الاتحادية من أهالي القضاء وأطرافها والحاق اكثر من ثلاثمائة شاب بكليات الشرطة وتم تخرجهم منها كضباط شرطة لخدمة العراق أولاً ولمنطقتهم ثانياً .
11- تم تعيين المئات من الموظفين والمعلمين والمدرسين في دوائر الدولة المختلفة كل حسب اختصاصه واستحقاقه .
12- ايجاد رواتب من الرعاية الاجتماعية للعوائل المتعففة والارامل والمطلقات وايجاد فرص عمل للعاطلين من الشباب .
13- تزويج المئات من الشباب من العوائل المتعففة في تلعفر وخارجها من الشيعة والسنة لتعميق أواصر الاخوة والوشائج المجتمعية واللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد وغيرها من المنجزات العديدة لمسقط رأسه ولأهله الكرام .
ولسنا هنا بصدد التعريف بالشيخ محمد تقي المولى او نكيل المديح له فهو غني عن التعريف ولكننا بصدد الاشارة الى ارتقاء وعي الناخب العراقي وتطور ادراكه في هذه الانتخابات وهي نقطة جوهرية للتحول الديمقراطي الايجابي وبصيص امل لمستقبل مشرق لان اوضح للمرشح الايجابي بان ” من يزرع خيراً لا بد ان يحصد خيراً ” مقابل المرشحين السلبيين الذين خاضوا التجربة لمصالحهم الذاتية او ركبوا الموجة الطائفية و ” من يزرع الشوك لا يحصد ريحانا “والقادم من الايام ستبرهن حقيقة ذلك ..