يجري الحديث باستمرار عن افتقار الزمن المعاصر ،في عموم العالم، الى فلاسفة ومفكرين وكتاب كبار وشعراء عمالقة الخ.. ويقارنون هذه الشحة بازمنة الوفرة التي شهدها معظم القرن العشرين مثلاً وماقبله من بروز لاسماء كبيرة في الميادين التي ذكرتها اعلاه.
ويقولون ان العالم يتدهور وتنحدر منظومة القيم بسبب عدم وجود اعمدة فكرية تؤمّن استقامة المسيرة الانسانية..
السؤال الذي يحتاج الى اجابة:
هل منع وجود اولئك الكبار قيام الحرب العالمية الاولى وبعدها بروز النازية كعقيدة ( في بلد الفلسفة وهي المانيا) وقيام الحرب العالمية الثانية التي كانت مأساة انسانية عظيمة راح ضحيتها اكثر من ٦٥ مليون انسان اضافة الى ضرب المدنيين بالقنابل النووية؟؟
هل منع قيام الحرب الكورية وبعدها الفيتنامية ؟؟
هل منع الحرب الباردة وسباق التسلح واحتلال ونهب الدول الضعيفة؟؟
يبدو ان العالم يحمل بذور التدهور في داخله ولاينفع معه وجود او عدم وجود الفلاسفة والمفكرين.
بل انهم لو ظهروا فسوف لن يقرأ أحد كتبهم لان الكل مشغول بالفيس بوك وباقي وسائل التواصل الاجتماعي التي اختلط فيها الواقع بالوهم والحقيقة مع الاكاذيب واصبحنا غير متأكدين من صحة ودقة مانقرأ ونسمع..