عندما صوت مجلس النواب الحالي في العراق ضد الولاية الثالثه لاي رئيس وزراء بأغلبية 180 صوتا مقابل 20 صوتا وإمتناع 20 اخرين فإن ذلك يسجل للمجلس إيجابيا كخطوة تترك أثرا على سير العمليه السياسيه الحاليه والمستقبليه بل ولعلها في رأيي كما في رأي العديد من العراقيين والمراقبين على حد سواء من أفضل ما صدر عن المجلس على الاطلاق لحماية العراقيين من نشوء الدكتاتوريه.
نعم عزيزي القارئ فالدكتاتوريات لا تولد بل تنشأ وتؤسس وتحتاج الى سنوات طوال من الانضاج وابتلاع السلطات وخلق الماكنه الاعلاميه والاداريه التي تسوق للدكتاتور. وتأسيسا على ذلك فإن قرار عدم الموافقه على الولاية الثالثه هو قرار يتماشى مع ماهو معمول به في دول العالم الديمقراطي لأن ذلك يحقق هدفين واضحين هما:
أولا: تحويل منصب المسؤول المنتخب الى وضيفة ذات مهمه محدده بزمن ومهام ،لا الى موقع يضفي على من يحتله نرجسية وخيلاء بحيث لايستطيع أن يتصور كيف يكون الحال بدون وجوده فيه . ولعل أهم هدف مرافق لذلك هو أن يعلم المسؤول بأن هناك من سيأتي بعده ويطلع على خفايا الامور مما يجعله يفكر مليا قبل أن تمتد يداه الى المال العام والاستغلال البشع للسلطه وتعظيم المحسوبيات والمنسوبيات.
ثانيا: قطع الطريق على نشوء الدكتاتوريات التي كما أسلفت تحتاج الى فترات إنضاج وتهيئة طويله نسبيا .
وتأسيسا على ماتقدم نجد أن المالكي إختصر الزمن المطلوب لتأسيس دكتاتوريته فقد إستطاع في ولايته الثانيه أن يستحوذ على ادارة مباشره للحكومة دون شريك وإدارة وزارات الدفاع والداخليه والمخابرت إضافة الى سيطرته التامه على البنك المركزي العراقي. والالعن من ذلك إصراره العجيب على المضي قدما في مخططاته على الرغم من عدم تقديمه للعراق والعراقيين خلال ولايتين سوى الفشل التام والتخبط المطبق وإفقار الشعب ونهب وتهريب ثرواته وإختلاق الصدام المسلح مع الشعب في مختلف مناطق العراق والتصرف بطائفيه عفنه في تعامله مع مكونات الشعب العراقي وتغييب الامن والامان وحرمان الشعب من أبسط الخدمات الاساسيه.
لنتصور ماذا سيكون عليه الحال إذا إستطاع من خلال انتخابات مزورة جملة وتفصيلا أن يفعل.
أعتقد أن ولاية المالكي الثالثه ستكون دموية بإمتياز حيث أنه سيوجه كل طاقته لتصفية خصومه ومعارضيه وهم الاغلبية من السياسيين بل انني على يقين بإنه سيصفي حتى من سانده في الوصول الى مبتغاه… سيحاول تدمير التجمعات العراقيه في المناطق المعارضه له ولسياساته الغير وطنيه وسيحول ماكنة الدوله الى أداة لتركيز الطائفية والعزل والتهميش والتدمير.
يعرف المالكي أنه عندما يصعد وتائر العدوان الحكومي بكل أشكاله سيتوجب على العراقيين الدفاع عن عوائلهم ومكوناتهم وسيكون ذلك دفعا قويا بإتجاه إنشاء الاقليم السني الذي سيكون الملاذ الاخير للملايين من العراقيين لكي يقوا أنفسهم من بطش المالكي مما سيكون الوتد الاول والاقوى في أسفين العراق العراق الموحد.
هنا تبرز أهمية العمل لاتخاذ موقف وطني من قبل النواب الجدد عامة ومن القيادات الشيعية خاصة لكي ينئو بأنفسهم عن كونهم متفرجين على ومساهمين في تشظي العراق لان ذلك هو ما سيحصل وتلك هي نتائج وجود المالكي في السلطه مرة أخرى. والتشظي لن يولد انقسامات وحسب بل سيولد إقتتالا بين الاخوة أبناء الشعب الواحد وسيجعل من العراق منطقة يحكمها تجار وأمراء الحروب.
أيها النواب الجدد إنها دعوة شعبية عراقية صريحة لكم بأن تبدؤا دورتكم بموقف وطني واضح وصريح ولاتتحولوا الى شهود زور على التاريخ وساكتين على خطط تشظية العراق التي ستكون بداية الانشطار الاميبي والاقتتال المتعدد الجوانب والنهب الممنهج للموارد والاهدار للمال العام.إنها دعوة لكم للحفاظ على العراق تاريخا وحضارة. نعم أيها السيدات والساده إستجيبوا للنداء العراقي وأسسوا الكتلة الاكبر المناوئه لتتشظية العراق… الكتلة الاكبر العابره للطائفية والمحاصصة… الكتلة الاكبر المحافظه على عراقية العراق… الكتلة الاكبر التي ستمهد لعراق خالي من الدكتاتوريات…ألكتلة الاكبر التي ستبدأ عملية إعادة العراق الى عافيته.