ارتدادات احداث غزة وثورة سوريا وقدوم ترامب على فصائل العراق وحكومته

ارتدادات احداث غزة وثورة سوريا وقدوم ترامب على فصائل العراق وحكومته

تفكيك المشهد الراهن في المنطقة
دعونا نفك التشابك الموجود في المشهد قليلا ونقول مالنا وماعلينا في موضوع مليشيات العراق وترامب وغيرها ، لنبين لأنفسنا ولمن يهمه امرنا من العرب والمسلمين من حولنا حقيقة الامور دون عاطفة او تحيز ،
اولا هي مليشيات ام فصائل مقاومة؟ ، هناك من يرى انها مليشيات لانها تمتص قوت الناس بالقوة وغير منتظمة تحت مرجعية وغير مؤتمرة بأمر وطني وانما مشتتة بين مزاجات فردية او مصالح سياسية حزبوية او ولاءات خارجية -وقد حصل مثل ذلك- وهذه امور خطيرة سيئة ، ومن الناس من يرى في بعضها فصائل مقاومة “اسلامية” للقوات الاجنبية ويدخل في ذلك مقاومة الصهيونية الاسرائيلية -وقد حصل بعض من ذلك – وهذا شيء طيب .
فان حُلّت المليشيات-من جانب- سنكسب كثيرا من الاستقرار كدولة ويكون السلاح تحت القانون والدستور يحمي البلاد ويضمن امن المواطن بدلا من تهديده وترهيبه ، ولكن بالمقابل وللرؤية الواقعية العسكرية والايديولوجية الاسرائيليون ومن ورائهم امريكا صاروا اقرب لحدود سوريا الجارة الشقيقة وازدادوا قربا لمصر وصاروا اكثر جراة على الاردن مع تخاذل الحكام هناك واختلاف موازين القوى وقدوم ترامب ، حتى قادة سوريا الجدد “الاسلاميين” رغم استقلاليتهم وُضعت لهم الشروط والعراقيل لينشغلوا بحالهم وتنظيم امور دولتهم واعادة استقرار شعبهم ، فان لم ينشغلوا بحالهم ويصدروا انظمة وقرارات تبعد الشك تماما عن تفكيرهم ونواياهم العسكرية البعيدة المدى او الايديولوجية ضد اسرائيل فسيطلقون عليهم أنواع من البلبلة من ضمنها داعش وقسد وbkk و فلول النظام و و ،، من ذلك مجرّب و متوفر كثير ، هذا طبعا لا تحسه الفئات الشعبية ، لا المثقفة ولا العوام لانها تحت وطاة سنوات عجاف ولّت وفي نشوة انتصار و امل للاحسن فكل ما يفعله المسؤولون اليوم سيبدو قليلا وسيكون تحت بقعة الضوء التي يراقبها الناس المتضررون وينتقدوها بشدة دون تأن او صبر او مهلة وهم طبعا على حق ويمكن تفهّم ذلك ، ولكن هذا يضع كما ترى الادارة الحالية بين مطرقة العالم وامريكا ومعطيات الإقليم المتشابكة وبين سندان الشعب الذي لا يهمه كل ذلك ولا يعذره ولن يراه اصلا لما مرّ به وطول ما انتظر حتى انتصر ،
اعود فاذكّر بسياق الكلام واقول عطفا ان الرؤية العسكرية والايديولوجية بعد ان صار الاسرائيليون اقرب من كل تلك الجهات الى الاصطدام ببقية العرب ومنهم العراق فان محاربتهم او مقارعتهم عند الضرورة للدفاع عن الوطن والحدود سيحتاج بالطبع جيشا وقوات عسكرية عقائدية محترفة اضافة الى امنية استخبارية ، وهنا يبرز الاختلاف او الانشقاق في الراي بين اتجاهين ؛ الاول ان الجيش والقوات الامنية نعم عراقية وعقيدتها الدفاع عن العراق وهذا واجبها ولاشك انها ستقوم به على اكمل وجه كما نتامل نحن الداعمون لسلاح الدولة وتفكيك المليشيات ، لكن يقول الداعمون لبقاء الفصائل -هذا لو اعطيت القوات المسلحة النظامية الاوامر – وهذا تساؤل منطقي ، اذ مَن الموكل باعطاء اوامر الحرب الوقائية وراء الحدود وقبل الكارثة ؟ الحكومة طبعا ، والحكومة ومؤسساتها الرسمية تخضع كما نعرف الى مراقبة امريكية صارمة على قراراتها تكاد تصل الى السيطرة الكاملة سيما وقواعد امريكا وسفارتها واموال النفط في بنوكها وكل هذا المشهد الذي يؤكد دون شك ان الجيش والداخلية يستحيل عليها ان تتلقى اوامر عليا بتحرك من هذا النوع ضد اسرائيل وافعالها كون امريكا هي اسرائيل وترامب خصوصا هو نتانياهو المقبول لدى الشعب اليهودي ، اقصد ان الشعب اليهودي والماسونية والصهيونية يسمعون لترامب اكثر مما يسمعون لنتانياهو بالتاكيد والدليل ان ترامب هو الرئيس الامريكي الوحيد الذي فاز بالمنصب رغم محاربته للمثلية والشذوذ و كشفه لألاعيب منظمة الصحة العالمية في نشر الأمراض والمتاجرة بالادوية واللقاحات وهذا موضوع طويل اخر خصصت له مقالا عندما فاز ترامب ،
الذي يهمنا ان المؤسسات العسكرية الرسمية في العراق وفي مصر وفي سوريا وفي اليمن لن تكون قادرة على اصدار اي قرار بحرب او ضرب ضد اسرائيل اذا تطلب الامر لا جزئيا ولا كليا رغم ان لديها العقيدة الوطنية والقومية لفعل ذلك ، كما ان محمود عباس وسلطته “الرسمية” مثلا رغم انهم فلسطينيون فانهم يجتهدون على حفظ امن اسرائيل اكثر من حرصهم على امن الضفة والقطاع ، وهذا واقع لا يخجلون منه !.
فيرى اذن اصحاب المحافظة على الفصائل ان العقيدة الوطنية والقومية للجيوش لن تسعفها في ان تاخذ موقف المدافع او المحارب الحقيقي لاسرائيل تحت هذه الظروف والمعطيات ، فالبديل هو العقيدة الاسلامية الحرة ، فكما ان -وهذا منطق سليم- الجيش الاسرائيلي عقيدته دينية يهودية فلابد من جيوش بالمقابل عقيدتها دينية اسلامية ، وحيث لا يمكن مثل هذا لجيوش العرب -كما فصّلنا- فلابد ان تقوم الفصائل مقام ذلك -كما فعلت حماس وحزب الله والحوثيون- سواء اتفقنا معهم او اختلفنا حول الدافع والمحرك ، وهذا هو المسوّغ المقبول الوحيد لاستمرار الفصائل ووجوب دعمها من كل من لديه نية ودافع صادق لوقف او مواجهة اسرائيل فضلا عن تحرير القدس ،
طيب ماالمنغّص لكل ذلك المنظر الجميل والهادم له ،؟ ايران طبعا .
فحيث ان الفصائل تخضع لإيران فإنّ كل عاقل سيعرف انها لا يمكن ان توجَّه لمحاربة اسرائيل او الدفاع عن الوطن العربي او دولِه ومنها العراق الا اذا تقاطع ذلك مع مصلحة ايران ، وستوَجه الفصائل دائما الى الخارج اذا ارادت ايران او ناورت او تلاعبت باوراقها ضد اللاعبين الدوليين والاقليميين فان هدأت ايران واتفقت معهم على السكون وربحت جانبا مما تريد توجهت تلك الفصائل الى الداخل الوطني المستقر فزعزعت استقراره وهددت امن المواطن وزاحمت مؤسسات الدولة وعادت الفوضى من جديد ، و هذا ما لا يقبله احد الا الفوضويون والايرانيون بالولاء والتبعية والمذهبية العمياء التي لا اعتبار عندها لا للوطن ولا لحقيقة عموم الدين ، فعُدنا من حيث بدأنا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات